تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الصباح نيوز" تقدم كل التفاصيل/ تطور جيوسياسة الصراع في ليبيا.. والتحديات القادمة في المنطقة
نشر في الصباح نيوز يوم 11 - 05 - 2015

يبدو أن حوار الصخيرات بين الفرقاء الليبيين تعثر بعد أن رفض وفد حكومة الإنقاذ الليبية بطرابلس والتي يشرف عليها المؤتمر الوطني العام الليبي المنتهية ولايته، مسودة الحل التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برنادينو ليون والتي منحت الشرعية لمجلس النواب الليبي المنتخب الذي يتخذ من طبرق مقرا له إضافة إلى الحكومة المنبثقة عنه وهي الحكومة المؤقتة، والتي رأت فيها ضربا لسلطة القضاء الليبي متمثلا في قرار المحكمة العليا الليبية بعدم مشروعية انتخابات مجلس النواب التي عقدت في جوان 2014.
الحوار معطل إلى حين إيجاد حل لهذين النقطتين اللتان تمثلان عقدة الأزمة السياسية الليبية، والتي ترجمت في صراع على الأرض بين هذين التكتلين الأساسيين والذين حولا النزاع السياسي إلى صراع عسكري قائم على الأرض الليبية بهدف الاستيلاء على أراض أكثر، لارغام الجانب الآخر على تنازلات في المفاوضات السياسية التي كانت تطرقت في آخر جوانبها إلى الاتفاق حول رئيس البلاد.
هذا الصراع العسكري بين هذين التكتلين أرغم كل البلاد على الدخول في نفق من الصراعات والمعارك في الغرب والشرق والجنوب وسمح بالمثل بتفريخ حواضن لتمدد جماعات إرهابية وجدت الفرصة للإعلان عن نفسها وزيادة الصراع الليبي حدة وأبرزها اعلان "داعش" عن وجوده في ليبيا ضمن 3 تشكيلات أطلق عليها "ولاية برقة وولاية فزان وولاية طرابلس" وذلك حسب التقسيم الجغرافي لليبيا زمن الملكية السنوسية بعيد الاستقلال من الاستعمار الإيطالي وتأسيسها على أسس فيدرالية.
1-المنطقة الوسطى (الهلال النفطي)
ولعل ظهور هذه الجماعات وانتشارها في مختلف أنحاء البلاد سمح لها-مع عدم وجود سلطة قوية تكون فيها القيادة والقرار السياسي والعسكري مركزا- أن تواصل الاستيلاء على أراض جديدة كما فعل تنظيم "داعش" الذي امتد من سرت إلى حدود مدينة هراوة ومن بعدها منطقة النوفلية التي تبعد عن سرت حوالي 100 كلم حيث تدور حرب كر وفر بين الدواعش وكتائب من عملية الشروق التابعة لقوات فجر ليبيا –عملية أطلقتها قوات حلف فجر ليبيا للسيطرة على الموانئ النفطية الموجودة في الهلال النفطي الليبي الخاضعة لسيطرة قوات حماية المنشآت النفطية التي يقودها إبراهيم الجضران المتحالف سياسيا وعسكريا مع قوات الجيش التابعة التي يقودها خليفة حفتر- وبالمثل فإن اشتباكات قائمة في حدود مدينة سرت بين "داعش" والكتيبة 166 اسناد التي مقرها مصراتة التابعة لفجر ليبيا.
وبين هذا وذاك فإن هذه المنطقة اللليبية الحساسة لأنها تشمل معظم منشآت صناعة النفط الليبية وموانئ تصديرها إلى الخارج والتي تدور حول أبرزها معارك يمكن أن نختصرها في التالي:
-معارك في مدينة بن جواد بين حرس المنشآت النفطية وقوات الشروق والتي تشهد في بعضها قصفا بالأسلحة الثقيلة فيما تتخللها اشتباكات مع كتائب تابعة ل"داعش" تحاول استغلال استنزاف القوى للسيطرة على هذه المدينة المصدرة للنفط.
-معارك في ميناء السدرة الاستراتيجي والذي يضم أكبر صهاريج تخزين النفط الخام والمكرر والتي اشتعلت فيها النيران بعد قصف قوات الشروق التابعة لفجر ليبيا (معارك بين "الشروق" و"حرس المنشآت النفطية).
-اشتباكات عنيفة في مدينة أجدابيا بين قوات حرس المنشآت النفطية وقوات خليفة حفتر من جهة وكتيبة 17 فبراير الإسلامية (تشارك ضمن حلف عسكري يسمى مجلس شورى ثوار بنغازي ويضم إلى جانبه كل من قوات الدروع 1 المنضوية لحلف فجر ليبيا وأنصار الشريعة التي انبثقت عنها كتيبة البتار الموالية لتنظيم داعش وكتيبة راف الله السحاتي والتي يقاتل معها الأجانب ومنهم تونسيون) وهي اشتباكات متقطعة.
هذه الاشتباكات تتخللها في معظم الأحيان هدنات يسهر على ارسائها أعيان ومشائخ المدن لتمكين السكان من الهروب أو الملجأ.
وابرز ما يمكن استنتاجه من هذه المعارك هي أن تنظيم "داعش" يحاول استغلال استنزاف قوى المعارك بين عملية الشروق التابعة لحلف فجر ليبيا لمحاولة استغلال الموقف واحتلال منشآت نفطية وهو ما حصل عند احتلالهم احد الحقول النفطية وقاموا بقطع رؤوس العاملين من جنسيات نرويجية وفليبينية قبل الانسحاب بعد وصول تعزيزات.
2-المنطقة الشرقية
ويبدو أنه ولنفس أسباب الصراع السياسي فإن المنطقة الشرقية من ليبيا لها خصوصيتها من حيث نوع الصراع الموجود وتعدده ومراكزه وخاصة في مدينتين وهما بنغازي ودرنة.
*بنغازي
بالنسبة لبنغازي فإن غالب المدينة قد تم السيطرة عليها من قبل قوات خليفة حفتر التي يسندها بعد أن انسحبت منها في الصائفة الفارطة وبعد أن مارست حرب استنزاف طوال أكثر من شهرين انطلاقا من قاعدة بنينا الجوية التي تبعد 40 كلم من وسط لمدينة وأتم بعد ذلك سيطرته على كل المدينة حتى وصلت إلى الميناء الرئيسي للمدينة الذي يعتبر ثاني أكبر ميناء في ليبيا، إلا أنه توجد منطقتان لم تستطع تحريرهما بالكامل ويشكلان منطلقا لقوات مجلس شورى بنغازي:
-معارك تدور في منطقة القوارشة غربي المدينة وفيها تتمركز قوات مجلس شورى ثوار بنغازي (الدرع 1 –كتيبة 17 فبراير-كتيبة راف الله السحاتي-تنظيم أنصار الشريعة).
-معارك تدور في منطقة قنفودة وبالأساس حول ميناء المريسة الذي يستعين به مجلس شورى ثوار بنغازي لاستيلام الأمداد من أسلحة وذخائر التي تأتيهم من مصراتة.
-معارك تدور في منطقة الليثي بين الجيش ومقاتلين متكونة أساسا من أنصار الشريعة وكتيبة البتار التابعة ل"داعش" وهذه المنطقة تعتبر منطقة تتميز باكتظاظ المباني والتي يستعملها التنظيمات للقيام بحرب عصابات وتفجيرات انتحارية.
*درنة
يبدو أن الصراع والاشتباكات سوف تدخل في مرحلة المواجهة المباشرة بين قوات خليفة حفتر التي تحاصر المدينة من 4 محاور أساسية تشمل أهم الطرقات المؤدية إلى المدينة، والكتائب التي تسيطر على المدينة من تنظيم "داعش" الذي أعلنها عاصمة لخلافته فيما سماها ولاية برقة التابعة ل"خلافته" المعلنة في سوريا والعراق، وكذلك كتائب إسلامية أخرى أهمها كتيبة سفيان بن قمو التابعة لتنظيم القاعدة وكتيبة أبو سليم والتي انضوت منذ أواخر العام الماضي ضمن ما أطلق عليه مجلس شورى مجاهدي درنة
ولعل أهم ما يمكن أن تشهده هذه المدينة الدخول في حرب بين هذا المجلس وكتائب "داعش" التي تضم مقاتلين من الأجانب، قد تستنزف الطرفين خاصة مع شروع قوات التابعة لمجلس النواب الليبي في قصف مدينة درنة بالطائرات مما طرح على المجلس اصدار بيان شديد اللهجة يتوعد الدواعش.
ويمكن أن تتسبب معارك بين الطرفين في تسهيل مهمة قوات حفتر في اجتياحها لدرنة خاصة مع بداية التحضيرات لاجتياحها ولكن تبرز عدة مخاوف في هذا الاجتياح تبرز خاصة في أن الدواعش يملكون خبرة في حرب الشوارع وخاصة تفخيخ المناطق التي تسيطر عليها مثل الذي حصل للجيش العراقي عند اجتياحه لتكريت.
3-الجهة الجنوبية
لعل أبرز ما يمكن أن نبرزه في هذا الجانب أن المعارك التي تشهدها المدن الجنوبية في ليبيا لا تحمل طابعا سياسيا يبرز الصراع الدائر بين التكتلين السياسيين الأبرز في ليبيا أكثر ما تحمله من اشتباكات على أساس طائفي، فيما يعتبر هذا الجنوب مع طبيعة التضاريس الصحراوية القاسية ممرا آمنا ومقرا لعة تنظيمات إرهابية.
على هذا الأساس فإن أبرز المعارك الموجود في الجنوب الليبي موجودة بالأساس في مدينتي سبها ومدينة اوباري، إضافة إلى معركة وهي معركة بين فجر ليبيا وقوات تابعة لخليفة حفتر على قاعدة جوية قريبة من سبها والمسماة قاعدة براك الشاطئ.
*سبها
المعركة في سبها في أسسها مرتبطة بانتماءات عرقية بين قبائل التبو افريقية الأصل اذ أنها تمتد في صلاتها إلى النيجر والتشاد الموجودة جنوب ليبيا وقبائل أولاد سليمان العربية على السيطرة على المدينة والمنطقة الجنوبية وذلك لأسباب تتعلق بالسيطرة على المسالك التجارية والتهريب.
الاشتباكات متقطعة لكنها تخلف عديد القتلى من الجانبين، ولأولاد سليمان علاقات كبيرة مع مدينة مصراتة التي تقود عملية فجر ليبيا، فيما يساند التبو حتى بشكل غير معلن قوات مجلس النواب الليبي الذي يسيطر على الجهة الغربية وخاصة مدينة الكفرة التي تعتبر مركز التبو الرئيسي في جنوب ليبيا.
*أوباري
تعتبر هذه المدينة احدى أهم معاقل الطوارق في ليبيا ومركزا مهما من مراكزها، وهم يحاربون ضد قبائل الزنتان العربية وكذلك قبائل التبو المتحالفة معها ضمن عملية الكرامة التي أعلن عليها حفتر الموجودة جنوب العاصمة الليبية طرابلس وتقوم بحماية المنشآت الغازية والنفطية الموجودة في المنطقة التي تجاور المثلث الحدودي الخطير بين الجزائر والنيجر.
للتذكير فإن كتائب الزنتان قامت باحتجاز سيف الإسلام القذافي في هذه المنطقة، وواصلت السيطرة هناك على المنشآت النفطية.
ولعل أبرز ما يميز هذه المناطق وجود مجموعات متطرفة تنشط هناك ضمن 3 فصائل أساسية تتخذ من المنطقة مراكز لها وفيها معسكرات خاصة مع ما توفره المنطقة من ملاذ آمن بفعل الصحراء الممتدة والتي تتخللها جبال صخرية يمكن الاختباء فيها بسهولة، وهذه التنظيمات تنقسم إلى التالي:
-جماعة المرابطون بزعامة مختار بلمختار (تنظيم جمع جماعة الموقعون بالدم وجماعة الموحدين بغرب افريقيا) الذي التجأ إلى هذه المنطقة بعد التدخل الفرنسي في شمال مالي والتي أصبحت قاعدة أساسية في انطلاقه في هجمات إرهابية شملت بالأساس عملية عين أميناس في جنوب شرق الجزائر سنة 2013 وعملية ضد مناجم الأورانيوم التابع لشركة "أريفا" الفرنسية شمال غرب النيجر.
-القاعدة في الساحل والصحراء والتي كانت ضمن الجماعات المحاربة في مالي ووجدت طريقها إلى هذا المثلث يتزعمها أبو يحيى الجزائري الذي عين بعد مقتل عبد الحميد أبو زيد في مالي في اشتباكات مع القوات الفرنسية وائتلاف القوات الافريقية الذي شارك في طرد هذه الجماعات من شمال مالي.
-تنظيم "داعش" أو ما يعبر عنه ب"ولاية فزان"، قامت بعديد العمليات على حقول نفط في المنطقة الجنوبية وأبرزها حقل مبروك النفطي الذي أحرقته بالكامل وقامت بذبح العاملين به، إضافة إلى اعدام أثيوبيين أغلبهم ممن عبروا الحدود الليبية خلسة قادمين من السودان أو تشاد.
4-الجبهة الغربية
يبدو أن هذه الجبهة أي الجبهة الغربية تعتبر هي الجبهة الأهم من حيث حدة المعارك خاصة وأن هذه المنطقة فيها الكثير من البلدات والمدن التي انضمت إما إلى هذا التشكيل أو إلى ذاك.
تعتبر هذه المنطقة مهمة بالنسبة لتطور الصراع الجيوسياسي خاصة وأنها تضم العاصمة الليبية طرابلس وكذلك لقربها الجغرافي الكبير من الجزائر ومن تونس، وبالتأكيد لأنها تضم أكثر من صراع وظهور لتنظيم "داعش" على أنقاض تنظيم أنصار الشريعة والذي بدأ يبرز بعدة عمليات في قلب العاصمة الليبية استهدفت مراكز بعثات ديبلوماسية وحتى ضرب أحد المقرات الأساسية لصناعة القرار السياسي التابع لحكومة الإنقاذ الليبية التابعة للمؤتمر الليبي وهو نزل كورونثيا أكبر نزل مدينة طرابلس.
ولا يمكن أن نحدد هذا الصراع إلا بالعودة إلى مركزي الصراع الأساسيين والمتمثلين في مدينة الزنتان وقوات الدروع التي تمثل مدينة مصراتة والتي تشرف على عملية فجر ليبيا عسكريا وسياسيا.
سياسيا فإن الدروع والقوات المنضوية تحتها من خلال عقد تحالفات مع عدة مجالس جهوية بمدن الجبل الغربي وانضواء كتائبها تحت هذا الحلف وأبرزها: غريان وزليطن والخمس وبني وليد والزاوية وصبراتة وزوارة ذات الأغلبية الأمازيغية (وعدوا باحترام خصو صياتهم الثقافية في أي دستور قادم إذا ما حاربوا مع فجر ليبيا) والنالوت.
أما بالنسبة لقوات عملية الكرامة والتي أصبحت منضوية تحت قبة برلمان طبرق فتتكون أساسا من جيوش قبائل المقارخة وورشفانة وجهات أخرى موجودة في قلب الجبل الغربي والذين قاموا بالتعسكر قرب منطقة بئر الغنم التي تشرف على كامل الجبل الغربي إذ أنها تقع في المنتصف، حيث دارت معارك بين كافة هذه التشكيلات في هذه المنطقة فيما قامت قوات الزنتان بالهجوم على مدينة ككلة المجاورة لها جنوب طرابلس، وقامت في الأخير بحصار مدينة غريان. فيما قام قوات بئر الغنم التابعة لقوات مجلس النواب مؤخرا باجتياح منطقة العزيزية جنوب غربي طرابلس ودخلت منطقة ورشفانة حيث توجد اشتباكات حادة بين الجانبين إضافة إلى اشتباكات في مدينة الزاوية.
ولعل ما يمكن أن يطرح في هذا الشأن أبرز المناطق التي تتمركز فيها التنظيمات الجهادية وخاصة أنصار الشريعة وتنظيم "داعش"، والذين يوجدان في منطقتين أساسيتين حيث أنشأتا عدة معسكرات لتدريب الجهاديين في كل من مدينة صبراتة التي لا تبعد على الحدود التونسية أكثر من 80 كلم، وكذلك مدينة زليطن التي تعتبر بمثابة استراحة قبل التوجه اما إلى سرت أو درنة أو إلى منطقة فزان بالجنوب الليبي للالتحاق بكتائب تنظيم "داعش" هناك.
استنتاجات عامة:
يبدو أن الصراع في ليبيا يمر ببطء ومع الوصول إلى حل سياسي بين الفريقين المتخاصمين إلى زيادة التعقيد خاصة وأن بعض المدن في ليبيا بدأت تطلق حملات ثأرية مطالبة بدم من قتل من أبنائها إما بالاغتيال أو في المواجهات المباشرة وهو ما بدأ يبرز في بنغازي حيث بدأ يواجه سكان من أصول مصراتية حملات ثأرية من قبل سكان من قبائل الشرق، وهو ما قد يطور الصراع أكثر.
كذلك يبرز المرتزقة الذين يعملون حسب أجندات مصلحية وأبرزها بعض كبار تجار المخدرات وتجارة الرقيق والسلاح والذين لهم معسكرات تضم مئات المقاتلين وتقوم بعمليات حسب الطلب اما القتل أو بالقيام بابرام صفقات حتى مع تنظيمات إرهابية كجماعة مختار بلمختار المختصة في تهريب الأسلحة والسجائر والمخدرات وغيرها، وهو ما ساهم فيه غياب الدولة وقيام عقلية ميلاشوية في ضبط الصراع وإدارته وما يؤثر بالتحديد على أمن الدول المجاورة اجتماعيا أو اقتصاديا من خلال نجاح عمليات التهريب من سلاح وعتاد وحتى للعنصر البشري الذي يقوم بعمليات إرهابية مثل تلك التي شهدها متحف باردو في جانفي الماضي.
ومنه فلا أساس لأي عملية سياسية ناجحة إلا من خلال التفاهم على حكومة وحدة وطنية وإرساء مؤسسات وقتية والتفاهم على توقيت انجاز انتخابات، وهو ما لا يبدو متاحا في الأفق القريب، وحتى ان وقع التفاهم فيه فهل أنه سيقع تطبيقه ومراعاة كل أبعاد الصراع من طائفية ومطالب على الهوية وانهاء لحالة احتقان طائفي يغذيها صراع قديم في الجنوب، ووجود بؤر إرهابية لا تعترف بمعنى الوطنية وتشكل خطرا على جميع دول الجوار واشكاليات اجتماعية تطرحها الهجرة غير الشرعية غير المحروسة مع التفات الفريقين المتصارعين نحو التناحر فيما بينهما على حساب القيام بواجب حماية حدود الدولة وهو ما يؤكد غياب منطق الدولة وغلبة الولاءات المدنية الضيقة، وتقاطعها مع مشاريع يغذيها صراع إقليمي بين أجندات مختلفة محورها الأساسي هو مشروع الإسلام السياسي ضد مشروع ليبرالي وفيدرالي.
على دول الجوار التفكير في منطق حل الصراع من جذوره فحتى ان تمكن الفريقان من ضبط حكومة وحدة وطنية فإن ضرورة الدخول في حوارات جهوية ومحلية بين الفئات المتصارعة في ليبيا وأبرزها في الجنوب الذي يعتبر البؤرة الأكثر خطرا والتي من خلالها يتعسكر الإرهاب من خلال التهريب وزيادة تعقيد الأوضاع هناك وما يطرحه ذلك من تحديات أمام المجتمع الدولي لحماية الحدود الطويلة التي تجمع ليبيا بالسودان والتشاد والنيجر والجزائر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.