بنزرت: حجز اكثر من 12 طنّا من الفرينة بمخبزة في رفراف من معتمديّة رأس الجبل من أجل الاخلال بتراتيب الدعم    وزارة التربية: توجيه 2683 تلميذا وتلميذة إلى المدارس الإعدادية النموذجية ( نتائج السيزيام)    الإمام في بلاد المهجر: ناصر بن عمارة... صوت تونسي معتدل في قلب فرنسا    دراسة تكشف وجود علاقة بين تناول الجبن ورؤية الكوابيس!!    عاجل/ تعيين مدير عام جديد للبنك الوطني للجينات    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار يجدد الالتزام بمواصلة دعم تونس في جهودها الإصلاحية    عاجل/ السيسي: لا سلام في المنطقة دون دولة فلسطينية    وزير المالية الإسرائيلي: سوريا التي حلمت بإزالة إسرائيل أرسلت لنا مبعوثين للحديث عن التطبيع والسلام    غوارديولا يخشى "تدمير" مانشستر سيتي بسبب كأس العالم للأندية    بطولة فرنسا: الأمريكية كانغ تتولى رئاسة أولمبيك ليون بعد سقوطه إلى الدرجة الثانية    لجنة إسناد الإمتيازات بوكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية تصادق على عمليات استثمار بقيمة 3ر3 مليون دينار    التوقيت الصيفي.. مكاتب وقباضات الصوناد مفتوحة بداية من السابعة صباحا    المنستير: فوز أسماء الصيد بالجائزة الأولى للمسة العصامية في اختتام الدورة 21 للملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي    المجمع المهني المشترك للغلال يمدد شهرا في آجال الترشح لمسابقة "كاكتيس " للتجديد المتعلقة بتثمين التين الشوكي    رئيسة الحكومة تتحادث مع رئيس الوزراء الفلسطيني    أوروبا تواجه موجة حر مبكّرة خلال هذا الأسبوع.. #خبر_عاجل    نفاد تذاكر عرض الفنان الشامي في مهرجان الحمامات الدولي    مكملات غذائية مضادة للشيخوخة قد تكون سبب وفاة نجمة بوليوود شيفالي جاريوالا    بطولة ويمبلدون للتنس: سبالينكا تهزم برانستاين في مستهل مشوارها بالمسابقة    صفاقس: خلال حملة رقابية مشتركة بشاطئ الشفار..رفع 10 مخالفات اقتصادية    اعتداء عنيف على مستشفى القصرين: 4 إيقافات وخسائر فادحة ب500 مليون في قسم الاستعجالي    معز تريعة: عملية البحث عن الطفلة المفقودة في شاطئ قليبية مستمرة    غار الدماء: إمرأة تُخفي أكثر من 3 آلاف ''حربوشة'' مخدّرة داخل ملابسها    عاجل/ البكالوريا: تسجيل 5 حالات غش بهذا المعهد في أول يوم من دورة المراقبة    تسجيل اضطراب وانقطاع في توزيع الماء الصالح للشراب بالمناطق العليا من منطقة وادي الخياط (ولاية اريانة)    تأجيل محاكمة العياشي زمال ومساعدته في الحملة الانتخابية إلى 27 أكتوبر    بايرن ميونيخ يتصدر قائمة أقوى هجوم بين أندية المونديال    إختتام فعاليات المهرجان الوطني الثقافي والرياضي لشباب التكوين المهني    بطولة افريقيا للمبارزة بنيجيريا: تونس تختتم مشاركتها برصيد فضيتين وبرونزيتين    بشرى سارة للتونسيين بخصوص الزيت المدعم..    عاجل/ انفجار ناقلة نفط قبالة هذه السواحل..    يوسف سنانة يودع النادي الإفريقي برسالة مؤثرة    في فضاء ريدار بمنزل تميم.. تقديم المجموعة القصصية " بأجنحة الحرف أحلق"    سامسونج تفتتح متجرها الجديد في حدائق قرطاج لتعزيز تجربة التكنولوجيا اليومية    النجم الساحلي: تأجيل تربص حمام بورقيبة .. وهذا موعد إمضاء العقد مع "إتصالات تونس"    تحذير من الأطعمة المغلّفة بالبلاستيك !    مفزع: 1380 نُقطة بيع عشوائي للدجاج بهذه الولاية..!    ترامب: لم أقدم أي عرض لإيران ولم نتواصل منذ دمرنا منشآتها النووية    كأس العالم للأندية : بايرن ميونيخ الألماني يتأهل لربع النهائي بفوزه على فلامنغو البرازيلي    26 سنة سجنا لأفارقة تخصصوا في الاتجار بالبشر وتبييض الأموال..#خبر_عاجل    الحماية المدنية: 543 تدخلا منها 133 لإطفاء حرائق خلال ال24 ساعة الماضية    منظمة إرشاد المستهلك تدعو لقانون يضمن للتونسي حقّه في السياحة داخل بلاده بأسعار عادلة    التونسي يستهلك 170 كلغ من القمح ومشتقاته سنويّا...غيره في دولة أخرى ما يفوتش 70 كلغ!    باكالوريا 2025: اليوم انطلاق دورة المراقبة    عاجل/ حادثة غرق الطفلة مريم بشاطئ قليبية: تفاصيل جديدة تقلب الموازين..    ستشهد مشاركة منتخبنا..البرنامج الكامل لمباريات كأس أمم إفريقيا للسيدات 2025    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مدارس ونقطة طبية ومراكز إيواء بغزة    اليوم: طقس صاف والحرارة تتراوح بين 29 و40 درجة    فرنسا: منع التدخين في الحدائق ومحطات الحافلات والشواطئ يدخل حيز التنفيذ    اية دغنوج تفتتح مهرجان دقة الدولي بسهرة "فى حضرة الطرب التونسي" .    الكشف عن العروض المبرمجة في الدورة 59 لمهرجان الحمامات ومفاجآت في انتظار الجماهير..    فرنسا تفرض حظرا على التدخين في الشواطئ والحدائق العامة    أخصائية أغذية للتونسين : الحوت المربّى في تونس ما يخوّفش.. والسردينة من أنفع الأسماك    استبدال كسوة الكعبة مع بداية العام الهجري    خطبة الجمعة... الهجرة النبوية... دروس وعبر    ملف الأسبوع... كَرِهَ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ، وَطَلَبَ الدِّينَ فِي الْآفَاقِ.. وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ... أوّل المؤمنين بعد خديجة    ما هي الأشهر الهجريَّة؟...وهذا ترتيبها    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الصباح نيوز" تقدم كل التفاصيل/ تطور جيوسياسة الصراع في ليبيا.. والتحديات القادمة في المنطقة
نشر في الصباح نيوز يوم 11 - 05 - 2015

يبدو أن حوار الصخيرات بين الفرقاء الليبيين تعثر بعد أن رفض وفد حكومة الإنقاذ الليبية بطرابلس والتي يشرف عليها المؤتمر الوطني العام الليبي المنتهية ولايته، مسودة الحل التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا برنادينو ليون والتي منحت الشرعية لمجلس النواب الليبي المنتخب الذي يتخذ من طبرق مقرا له إضافة إلى الحكومة المنبثقة عنه وهي الحكومة المؤقتة، والتي رأت فيها ضربا لسلطة القضاء الليبي متمثلا في قرار المحكمة العليا الليبية بعدم مشروعية انتخابات مجلس النواب التي عقدت في جوان 2014.
الحوار معطل إلى حين إيجاد حل لهذين النقطتين اللتان تمثلان عقدة الأزمة السياسية الليبية، والتي ترجمت في صراع على الأرض بين هذين التكتلين الأساسيين والذين حولا النزاع السياسي إلى صراع عسكري قائم على الأرض الليبية بهدف الاستيلاء على أراض أكثر، لارغام الجانب الآخر على تنازلات في المفاوضات السياسية التي كانت تطرقت في آخر جوانبها إلى الاتفاق حول رئيس البلاد.
هذا الصراع العسكري بين هذين التكتلين أرغم كل البلاد على الدخول في نفق من الصراعات والمعارك في الغرب والشرق والجنوب وسمح بالمثل بتفريخ حواضن لتمدد جماعات إرهابية وجدت الفرصة للإعلان عن نفسها وزيادة الصراع الليبي حدة وأبرزها اعلان "داعش" عن وجوده في ليبيا ضمن 3 تشكيلات أطلق عليها "ولاية برقة وولاية فزان وولاية طرابلس" وذلك حسب التقسيم الجغرافي لليبيا زمن الملكية السنوسية بعيد الاستقلال من الاستعمار الإيطالي وتأسيسها على أسس فيدرالية.
1-المنطقة الوسطى (الهلال النفطي)
ولعل ظهور هذه الجماعات وانتشارها في مختلف أنحاء البلاد سمح لها-مع عدم وجود سلطة قوية تكون فيها القيادة والقرار السياسي والعسكري مركزا- أن تواصل الاستيلاء على أراض جديدة كما فعل تنظيم "داعش" الذي امتد من سرت إلى حدود مدينة هراوة ومن بعدها منطقة النوفلية التي تبعد عن سرت حوالي 100 كلم حيث تدور حرب كر وفر بين الدواعش وكتائب من عملية الشروق التابعة لقوات فجر ليبيا –عملية أطلقتها قوات حلف فجر ليبيا للسيطرة على الموانئ النفطية الموجودة في الهلال النفطي الليبي الخاضعة لسيطرة قوات حماية المنشآت النفطية التي يقودها إبراهيم الجضران المتحالف سياسيا وعسكريا مع قوات الجيش التابعة التي يقودها خليفة حفتر- وبالمثل فإن اشتباكات قائمة في حدود مدينة سرت بين "داعش" والكتيبة 166 اسناد التي مقرها مصراتة التابعة لفجر ليبيا.
وبين هذا وذاك فإن هذه المنطقة اللليبية الحساسة لأنها تشمل معظم منشآت صناعة النفط الليبية وموانئ تصديرها إلى الخارج والتي تدور حول أبرزها معارك يمكن أن نختصرها في التالي:
-معارك في مدينة بن جواد بين حرس المنشآت النفطية وقوات الشروق والتي تشهد في بعضها قصفا بالأسلحة الثقيلة فيما تتخللها اشتباكات مع كتائب تابعة ل"داعش" تحاول استغلال استنزاف القوى للسيطرة على هذه المدينة المصدرة للنفط.
-معارك في ميناء السدرة الاستراتيجي والذي يضم أكبر صهاريج تخزين النفط الخام والمكرر والتي اشتعلت فيها النيران بعد قصف قوات الشروق التابعة لفجر ليبيا (معارك بين "الشروق" و"حرس المنشآت النفطية).
-اشتباكات عنيفة في مدينة أجدابيا بين قوات حرس المنشآت النفطية وقوات خليفة حفتر من جهة وكتيبة 17 فبراير الإسلامية (تشارك ضمن حلف عسكري يسمى مجلس شورى ثوار بنغازي ويضم إلى جانبه كل من قوات الدروع 1 المنضوية لحلف فجر ليبيا وأنصار الشريعة التي انبثقت عنها كتيبة البتار الموالية لتنظيم داعش وكتيبة راف الله السحاتي والتي يقاتل معها الأجانب ومنهم تونسيون) وهي اشتباكات متقطعة.
هذه الاشتباكات تتخللها في معظم الأحيان هدنات يسهر على ارسائها أعيان ومشائخ المدن لتمكين السكان من الهروب أو الملجأ.
وابرز ما يمكن استنتاجه من هذه المعارك هي أن تنظيم "داعش" يحاول استغلال استنزاف قوى المعارك بين عملية الشروق التابعة لحلف فجر ليبيا لمحاولة استغلال الموقف واحتلال منشآت نفطية وهو ما حصل عند احتلالهم احد الحقول النفطية وقاموا بقطع رؤوس العاملين من جنسيات نرويجية وفليبينية قبل الانسحاب بعد وصول تعزيزات.
2-المنطقة الشرقية
ويبدو أنه ولنفس أسباب الصراع السياسي فإن المنطقة الشرقية من ليبيا لها خصوصيتها من حيث نوع الصراع الموجود وتعدده ومراكزه وخاصة في مدينتين وهما بنغازي ودرنة.
*بنغازي
بالنسبة لبنغازي فإن غالب المدينة قد تم السيطرة عليها من قبل قوات خليفة حفتر التي يسندها بعد أن انسحبت منها في الصائفة الفارطة وبعد أن مارست حرب استنزاف طوال أكثر من شهرين انطلاقا من قاعدة بنينا الجوية التي تبعد 40 كلم من وسط لمدينة وأتم بعد ذلك سيطرته على كل المدينة حتى وصلت إلى الميناء الرئيسي للمدينة الذي يعتبر ثاني أكبر ميناء في ليبيا، إلا أنه توجد منطقتان لم تستطع تحريرهما بالكامل ويشكلان منطلقا لقوات مجلس شورى بنغازي:
-معارك تدور في منطقة القوارشة غربي المدينة وفيها تتمركز قوات مجلس شورى ثوار بنغازي (الدرع 1 –كتيبة 17 فبراير-كتيبة راف الله السحاتي-تنظيم أنصار الشريعة).
-معارك تدور في منطقة قنفودة وبالأساس حول ميناء المريسة الذي يستعين به مجلس شورى ثوار بنغازي لاستيلام الأمداد من أسلحة وذخائر التي تأتيهم من مصراتة.
-معارك تدور في منطقة الليثي بين الجيش ومقاتلين متكونة أساسا من أنصار الشريعة وكتيبة البتار التابعة ل"داعش" وهذه المنطقة تعتبر منطقة تتميز باكتظاظ المباني والتي يستعملها التنظيمات للقيام بحرب عصابات وتفجيرات انتحارية.
*درنة
يبدو أن الصراع والاشتباكات سوف تدخل في مرحلة المواجهة المباشرة بين قوات خليفة حفتر التي تحاصر المدينة من 4 محاور أساسية تشمل أهم الطرقات المؤدية إلى المدينة، والكتائب التي تسيطر على المدينة من تنظيم "داعش" الذي أعلنها عاصمة لخلافته فيما سماها ولاية برقة التابعة ل"خلافته" المعلنة في سوريا والعراق، وكذلك كتائب إسلامية أخرى أهمها كتيبة سفيان بن قمو التابعة لتنظيم القاعدة وكتيبة أبو سليم والتي انضوت منذ أواخر العام الماضي ضمن ما أطلق عليه مجلس شورى مجاهدي درنة
ولعل أهم ما يمكن أن تشهده هذه المدينة الدخول في حرب بين هذا المجلس وكتائب "داعش" التي تضم مقاتلين من الأجانب، قد تستنزف الطرفين خاصة مع شروع قوات التابعة لمجلس النواب الليبي في قصف مدينة درنة بالطائرات مما طرح على المجلس اصدار بيان شديد اللهجة يتوعد الدواعش.
ويمكن أن تتسبب معارك بين الطرفين في تسهيل مهمة قوات حفتر في اجتياحها لدرنة خاصة مع بداية التحضيرات لاجتياحها ولكن تبرز عدة مخاوف في هذا الاجتياح تبرز خاصة في أن الدواعش يملكون خبرة في حرب الشوارع وخاصة تفخيخ المناطق التي تسيطر عليها مثل الذي حصل للجيش العراقي عند اجتياحه لتكريت.
3-الجهة الجنوبية
لعل أبرز ما يمكن أن نبرزه في هذا الجانب أن المعارك التي تشهدها المدن الجنوبية في ليبيا لا تحمل طابعا سياسيا يبرز الصراع الدائر بين التكتلين السياسيين الأبرز في ليبيا أكثر ما تحمله من اشتباكات على أساس طائفي، فيما يعتبر هذا الجنوب مع طبيعة التضاريس الصحراوية القاسية ممرا آمنا ومقرا لعة تنظيمات إرهابية.
على هذا الأساس فإن أبرز المعارك الموجود في الجنوب الليبي موجودة بالأساس في مدينتي سبها ومدينة اوباري، إضافة إلى معركة وهي معركة بين فجر ليبيا وقوات تابعة لخليفة حفتر على قاعدة جوية قريبة من سبها والمسماة قاعدة براك الشاطئ.
*سبها
المعركة في سبها في أسسها مرتبطة بانتماءات عرقية بين قبائل التبو افريقية الأصل اذ أنها تمتد في صلاتها إلى النيجر والتشاد الموجودة جنوب ليبيا وقبائل أولاد سليمان العربية على السيطرة على المدينة والمنطقة الجنوبية وذلك لأسباب تتعلق بالسيطرة على المسالك التجارية والتهريب.
الاشتباكات متقطعة لكنها تخلف عديد القتلى من الجانبين، ولأولاد سليمان علاقات كبيرة مع مدينة مصراتة التي تقود عملية فجر ليبيا، فيما يساند التبو حتى بشكل غير معلن قوات مجلس النواب الليبي الذي يسيطر على الجهة الغربية وخاصة مدينة الكفرة التي تعتبر مركز التبو الرئيسي في جنوب ليبيا.
*أوباري
تعتبر هذه المدينة احدى أهم معاقل الطوارق في ليبيا ومركزا مهما من مراكزها، وهم يحاربون ضد قبائل الزنتان العربية وكذلك قبائل التبو المتحالفة معها ضمن عملية الكرامة التي أعلن عليها حفتر الموجودة جنوب العاصمة الليبية طرابلس وتقوم بحماية المنشآت الغازية والنفطية الموجودة في المنطقة التي تجاور المثلث الحدودي الخطير بين الجزائر والنيجر.
للتذكير فإن كتائب الزنتان قامت باحتجاز سيف الإسلام القذافي في هذه المنطقة، وواصلت السيطرة هناك على المنشآت النفطية.
ولعل أبرز ما يميز هذه المناطق وجود مجموعات متطرفة تنشط هناك ضمن 3 فصائل أساسية تتخذ من المنطقة مراكز لها وفيها معسكرات خاصة مع ما توفره المنطقة من ملاذ آمن بفعل الصحراء الممتدة والتي تتخللها جبال صخرية يمكن الاختباء فيها بسهولة، وهذه التنظيمات تنقسم إلى التالي:
-جماعة المرابطون بزعامة مختار بلمختار (تنظيم جمع جماعة الموقعون بالدم وجماعة الموحدين بغرب افريقيا) الذي التجأ إلى هذه المنطقة بعد التدخل الفرنسي في شمال مالي والتي أصبحت قاعدة أساسية في انطلاقه في هجمات إرهابية شملت بالأساس عملية عين أميناس في جنوب شرق الجزائر سنة 2013 وعملية ضد مناجم الأورانيوم التابع لشركة "أريفا" الفرنسية شمال غرب النيجر.
-القاعدة في الساحل والصحراء والتي كانت ضمن الجماعات المحاربة في مالي ووجدت طريقها إلى هذا المثلث يتزعمها أبو يحيى الجزائري الذي عين بعد مقتل عبد الحميد أبو زيد في مالي في اشتباكات مع القوات الفرنسية وائتلاف القوات الافريقية الذي شارك في طرد هذه الجماعات من شمال مالي.
-تنظيم "داعش" أو ما يعبر عنه ب"ولاية فزان"، قامت بعديد العمليات على حقول نفط في المنطقة الجنوبية وأبرزها حقل مبروك النفطي الذي أحرقته بالكامل وقامت بذبح العاملين به، إضافة إلى اعدام أثيوبيين أغلبهم ممن عبروا الحدود الليبية خلسة قادمين من السودان أو تشاد.
4-الجبهة الغربية
يبدو أن هذه الجبهة أي الجبهة الغربية تعتبر هي الجبهة الأهم من حيث حدة المعارك خاصة وأن هذه المنطقة فيها الكثير من البلدات والمدن التي انضمت إما إلى هذا التشكيل أو إلى ذاك.
تعتبر هذه المنطقة مهمة بالنسبة لتطور الصراع الجيوسياسي خاصة وأنها تضم العاصمة الليبية طرابلس وكذلك لقربها الجغرافي الكبير من الجزائر ومن تونس، وبالتأكيد لأنها تضم أكثر من صراع وظهور لتنظيم "داعش" على أنقاض تنظيم أنصار الشريعة والذي بدأ يبرز بعدة عمليات في قلب العاصمة الليبية استهدفت مراكز بعثات ديبلوماسية وحتى ضرب أحد المقرات الأساسية لصناعة القرار السياسي التابع لحكومة الإنقاذ الليبية التابعة للمؤتمر الليبي وهو نزل كورونثيا أكبر نزل مدينة طرابلس.
ولا يمكن أن نحدد هذا الصراع إلا بالعودة إلى مركزي الصراع الأساسيين والمتمثلين في مدينة الزنتان وقوات الدروع التي تمثل مدينة مصراتة والتي تشرف على عملية فجر ليبيا عسكريا وسياسيا.
سياسيا فإن الدروع والقوات المنضوية تحتها من خلال عقد تحالفات مع عدة مجالس جهوية بمدن الجبل الغربي وانضواء كتائبها تحت هذا الحلف وأبرزها: غريان وزليطن والخمس وبني وليد والزاوية وصبراتة وزوارة ذات الأغلبية الأمازيغية (وعدوا باحترام خصو صياتهم الثقافية في أي دستور قادم إذا ما حاربوا مع فجر ليبيا) والنالوت.
أما بالنسبة لقوات عملية الكرامة والتي أصبحت منضوية تحت قبة برلمان طبرق فتتكون أساسا من جيوش قبائل المقارخة وورشفانة وجهات أخرى موجودة في قلب الجبل الغربي والذين قاموا بالتعسكر قرب منطقة بئر الغنم التي تشرف على كامل الجبل الغربي إذ أنها تقع في المنتصف، حيث دارت معارك بين كافة هذه التشكيلات في هذه المنطقة فيما قامت قوات الزنتان بالهجوم على مدينة ككلة المجاورة لها جنوب طرابلس، وقامت في الأخير بحصار مدينة غريان. فيما قام قوات بئر الغنم التابعة لقوات مجلس النواب مؤخرا باجتياح منطقة العزيزية جنوب غربي طرابلس ودخلت منطقة ورشفانة حيث توجد اشتباكات حادة بين الجانبين إضافة إلى اشتباكات في مدينة الزاوية.
ولعل ما يمكن أن يطرح في هذا الشأن أبرز المناطق التي تتمركز فيها التنظيمات الجهادية وخاصة أنصار الشريعة وتنظيم "داعش"، والذين يوجدان في منطقتين أساسيتين حيث أنشأتا عدة معسكرات لتدريب الجهاديين في كل من مدينة صبراتة التي لا تبعد على الحدود التونسية أكثر من 80 كلم، وكذلك مدينة زليطن التي تعتبر بمثابة استراحة قبل التوجه اما إلى سرت أو درنة أو إلى منطقة فزان بالجنوب الليبي للالتحاق بكتائب تنظيم "داعش" هناك.
استنتاجات عامة:
يبدو أن الصراع في ليبيا يمر ببطء ومع الوصول إلى حل سياسي بين الفريقين المتخاصمين إلى زيادة التعقيد خاصة وأن بعض المدن في ليبيا بدأت تطلق حملات ثأرية مطالبة بدم من قتل من أبنائها إما بالاغتيال أو في المواجهات المباشرة وهو ما بدأ يبرز في بنغازي حيث بدأ يواجه سكان من أصول مصراتية حملات ثأرية من قبل سكان من قبائل الشرق، وهو ما قد يطور الصراع أكثر.
كذلك يبرز المرتزقة الذين يعملون حسب أجندات مصلحية وأبرزها بعض كبار تجار المخدرات وتجارة الرقيق والسلاح والذين لهم معسكرات تضم مئات المقاتلين وتقوم بعمليات حسب الطلب اما القتل أو بالقيام بابرام صفقات حتى مع تنظيمات إرهابية كجماعة مختار بلمختار المختصة في تهريب الأسلحة والسجائر والمخدرات وغيرها، وهو ما ساهم فيه غياب الدولة وقيام عقلية ميلاشوية في ضبط الصراع وإدارته وما يؤثر بالتحديد على أمن الدول المجاورة اجتماعيا أو اقتصاديا من خلال نجاح عمليات التهريب من سلاح وعتاد وحتى للعنصر البشري الذي يقوم بعمليات إرهابية مثل تلك التي شهدها متحف باردو في جانفي الماضي.
ومنه فلا أساس لأي عملية سياسية ناجحة إلا من خلال التفاهم على حكومة وحدة وطنية وإرساء مؤسسات وقتية والتفاهم على توقيت انجاز انتخابات، وهو ما لا يبدو متاحا في الأفق القريب، وحتى ان وقع التفاهم فيه فهل أنه سيقع تطبيقه ومراعاة كل أبعاد الصراع من طائفية ومطالب على الهوية وانهاء لحالة احتقان طائفي يغذيها صراع قديم في الجنوب، ووجود بؤر إرهابية لا تعترف بمعنى الوطنية وتشكل خطرا على جميع دول الجوار واشكاليات اجتماعية تطرحها الهجرة غير الشرعية غير المحروسة مع التفات الفريقين المتصارعين نحو التناحر فيما بينهما على حساب القيام بواجب حماية حدود الدولة وهو ما يؤكد غياب منطق الدولة وغلبة الولاءات المدنية الضيقة، وتقاطعها مع مشاريع يغذيها صراع إقليمي بين أجندات مختلفة محورها الأساسي هو مشروع الإسلام السياسي ضد مشروع ليبرالي وفيدرالي.
على دول الجوار التفكير في منطق حل الصراع من جذوره فحتى ان تمكن الفريقان من ضبط حكومة وحدة وطنية فإن ضرورة الدخول في حوارات جهوية ومحلية بين الفئات المتصارعة في ليبيا وأبرزها في الجنوب الذي يعتبر البؤرة الأكثر خطرا والتي من خلالها يتعسكر الإرهاب من خلال التهريب وزيادة تعقيد الأوضاع هناك وما يطرحه ذلك من تحديات أمام المجتمع الدولي لحماية الحدود الطويلة التي تجمع ليبيا بالسودان والتشاد والنيجر والجزائر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.