وصف السيد خميس الجهيناوي المستشار الديبلوماسي للرئيس الباجي قائد السبسي في حديث ل"الصباح" زيارته للجزائر ب"العادية جدا" و"الناجحة" ونفى أن تكون نظمت بسبب ما قيل انه "أزمة " و"توترات" وسوء تفاهم "في علاقات تونس بشقيقتها الجزائر او بسبب "زوبعة في فنجان عن قواعد امريكية مزعومة اقيمت في تونس لاستهداف الجزائر وليبيا ". واستطرد الجهيناوي قائلا : " لأنه بكل بساطة لا وجود لأي أزمة والعلاقات بين البلدين ممتازة جدا والتنسيق كبير بيننا في كل المجالات التنموية والاقتصادية والأمنية والسياسية والعسكرية ". لكن ما هو مبرر "المهمة الطارئة" التي كلف بها بصفته «مبعوث رئيس الدولة الى الرئيس الجزائري؟ تعقيبا على هذا السؤال نوه السيد خميس الجهيناوي بمناخ المحادثات التي أجراها بتكليف من الرئيس الباجي قائد السبسي مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ونخبة من كبار المسؤولين الجزائريين . وعن "الرسالة التي كلف بإبلاغها" قال الجهيناوي ل "الصباح" :" أبلغت فخامة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة رسالة اخوة وتقدير من سيادة الرئيس الباجي قائد السبسي في أجواء "اخوية ومتميزة بين بلدين شقيقين ومتجاورين يتبادلان دوما الرسائل والمعلومات ووجهات النظر خدمة لمصلحة الشعبين" واستغرب المستشار الديبلوماسي من "الضجة " التي اقيمت حول الزيارة والرسالة بينما يتعلق الامر في نظره "بمشاورات ديبلوماسية عادية جدا بين بلدين تربطهما علاقات متميزة وعادية ". سحب السفير الجزائري؟ ونفى الجهيناوي جملة وتفصلا ما روج في بعض المواقع الاجتماعية ووسائل الاعلام «غير الجدية « و» غير الدقيقة « عن سحب السفير الجزائري من تونس واكد ان السفير عبد القادر حجار وكامل طاقم السفارة يتابعون عملهم في ظروف عادية ولم يغادر أي منهم بلدهم الثاني تونس ولو تعلق الامر باجراء مماثل لصدر مثلا بلاغ من الجزائر عن « تغيير السفير او عن دعوة السفير عبد القادر حجار للتشاور».. مشاورات حول ليبيا والارهاب لكن ماذا كانت اهم محاور محادثات مبعوث الرئيس قائد السبسي الى الجزائر اذن؟ السيد خميس الجهيناوي عقب على سؤال قائلا :" كانت فرصة لبحث جوانب تهم ملفات التعاون الثنائي وعقد الاجتماع القادم للجنة الكبرى المشتركة برئاسة رئيسي الحكومتين في اكتوبر القادم . كما بحثنا قضايا امنية وسياسية مهمة ثنائية واقليمية ودولية على راسها الملف الليبي وافاق تسويته." ونوه الجهيناوي بلقائه بالرئيس بوتفليقة وبوزير الخارجية الجزائري السيد رمضان العمامرة ونخبة من المسؤولين الجزائريين . واعتبر مجددا أن "رسالة قائد السبسي الى نظيره الجزائري عادية لأن تبادل الرسائل بين الرئاستين أمر العادي جدا في مرحلة تتنوع فيها التحديات الأمنية داخليا وإقليميا ومن بينها استفحال مخاطر الارهاب والتهريب وفي وقت تسعى فيه تونسوالجزائر مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة الى المساهمة في ايجاد تسوية سياسية تنهي الازمة الليبية خاصة ان جل الأطراف في ليبيا باتت مقتنعة بانه لا بد من توافق سياسي يسبق موعد انتهاء صلاحية برلمان طبرق المعترف به دوليا في أكتوبر القادم". واشار السيد خميس الجهيناوي أن "أطرافا إقليمية ودولية عديدة معنية بمستقبل التسوية السياسية للازمة في ليبيا لكن تونسوالجزائر على رأس تلك الدول ". لا قواعد امريكية في تونس وماذا عن دقة الحديث الذي روج عن وجود خلافات بين تونسوالجزائر بسبب ابرام تونس "مذكرة مع الحلف الاطلسي" منحت تونس وضعية "الحليف المميز غير العضو"؟ وما سر ما نشر في وسائل اعلام جزائرية عن تخوفات في الجزائر من " قاعدة أو قواعد أمريكية في تونس لاستهداف ليبيا والجزائر"؟ السيد خميس الجهيناوي نفى تلك "الادعاءات المجانية " ومضى قائلا : "كبار المسؤولين في الجزائر يعلمون ان تونس رفضت وترفض وسترفض أي مشروع لإقامة قاعدة او قواعد عسكرية امريكية او اجنبية على اراضيها . وهم يعلمون جيدا ان " العرض الامريكي " لتونس " باسم الحلف الأطلسي سياسيا وليس عسكريا وسبق ان منح لدول عربية اخرى من بينها الاردن والمغرب" .. ووصف خميس الجهيناوي دولة الجزائر ب»الشقيقة العزيزة والشريك الاستراتيجي في التنمية الاقتصادية وفي الحرب على الارهاب وفي مجال الرد المشترك على التحديات الامنية والجيو استراتيدية وبينها خاصة الازمة الليبية التي نعمل معا على مساعدة الأشقاء الليبيين على انهائها سياسيا." كمال بن يونس جريدة الصباح بتاريخ 26 جوان 2015