تراجع عدد الحرائق المسجلة في الغابات التونسية (غابات وغابات شعراء وأعشاب وهشيم)، منذ بداية السنة وإلى غاية يوم 10 أوت 2015، بنحو 100 حريق، ليبلغ 182 حريقا مقابل 282 حريقا في نفس الفترة من 2014 وتقلصت المساحات المتضررة جراء الحرائق بشكل لافت وكبير، إذ تراجعت من 3185 هكتارا في السنة الماضية إلى 643 هكتارا العام الحالي أي في حدود الخمس (يمتد موسم الحرائق عادة بين شهر ماي وشهر ونوفمبر من كل سنة). وأرجع يوسف السعداني، مدير عام الغابات بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، في حديث ل(وات)، التراجع الكبير في عدد الحرائق والمساحات المتضررة إلى عنصرين اثنين يتمثل الأول في تعزيز الأسطول ومزيد إحكام التنسيق مع الحماية المدنية والجيش الوطني إلى جانب التعرف أكثر على الأماكن الحساسة والتي قد تنشب فيها حرائق أكثر من غيرها ويتمثل العنصر الثاني، في الشروع منذ السنة الماضية في تنظيم حملة وطنية للتوقي من الحرائق، تحت شعار «يزينا من الحرائق» بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة ومنظمة الأغذية والزراعة (مكتب تونس). ولاحظ المسؤول أن "التواجد الأمني باستمرار، بعد تعمد إفتعال الحرائق إبان الثورة، ساهم في التقليص من نشوب الحرائق". وأفاد السعداني أن اكبر حريق تم تسجيله هذا الموسم، يتمثل في الحريق الذي نشب منذ أسبوعين، في غابة سيدي بدر من معتمدية طبرقة (ولاية جندوبة)، إذ أتى على نحو 250 هكتارا، مشيرا إلى أن ولايات جندوبة والكاف والقصرين وسليانة وزغوان وبنزرت ونابل تظل المناطق الأكثر عرضة لنشوب الحرائق، نظرا لتواجد عدد هام من الغابات وكساء نباتي كثيف نسبيا. وبالنسبة إلى الحرائق التي نشبت في حقول الزراعات الكبرى، أعلن مدير عام الغابات، أنها بلغت إلى حد الآن، 35 حريقا، أتت على 33 هكتارا مقابل تسجيل 62 حريقا، أتت على مساحة 115 هكتارا في الموسم الفارط. وفي ما يتعلق بمواصلة دعم الأسطول الحالي، كشف يوسف السعداني، أنه سيتم مع بداية 2016، إقتناء حوالي 100 شاحنة جديدة (سعة 600 و3000 و6000 لتر) ومضخات مياه وسيارات تدخل سريع، مشيرا إلى أن الشراءات ستتم في إطار قرض تفاضلي مع الحكومة الإيطالية، بقيمة 17 مليون أورو (حوالي 35 مليون دينار). وبالمقابل أبرز المسؤول عن الغابات بوزارة الفلاحة، النقص النسبي للتجهيزات الثقيلة، على غرار الآلات الكاسحة والماسحة.