معدّات للإنذار المبكّر وأسطول شاحنات لمقاومة الحرائق نحو 4700 هكتار من الغابات والمراعي أتت عليها النيران السنة الماضية وتحتاج إلى 30 سنة حتى يتجدد فيها الغطاء النباتي . كما شهدت الغابات طوال السنوات الأربعة الماضية استهدافا مكثفا بالحرائق التي غالبا وما تبقى أسبابها مجهولة وفق ما أعلنته كاتبة الدولة المكلفة بالإنتاج الفلاحي آمال النفطي في ندوة صحفية عقدت أمس بمقر وزارة الفلاحة بحضور يوسف السعداني مدير عام الغابات . وقالت كاتبة الدولة أن حجم الحرائق تضاعف أربعة مرات منذ سنة 2011 ليرتفع من 105 إلى 453 حريقا السنة الماضية في حين سجلت وزارة الفلاحة إلى حدود يوم أمس نشوب 50 حريقا في الغابات والمراعي. ونظرا لحجم الخسائر التي تتكبدها الطبيعة والإقتصاد الوطني أعلنت كاتبة الدولة عن الشروع في حملة وطنية للتصدي لهذه الظاهرة التي باتت تمثل خطرا جديا على الرصيد الوطني من الغابات. وتحتل ولايتا القصرينوالكاف المرتبة الأولى من حيث الحرائق وفق ما أكدته كاتبة الدولة التي أشارت إلى أن البعض منها شكّل السنة الماضية ما يصطلح عليه ب«الكارثة» وذلك نظرا لحجم الخسائر التي خلفتها النيران التي أتت في 6 حرائق فقط على 2753 هكتارا أي ما يعادل 57 بالمائة من المساحات المتلفة. في السياق ذاته أكد مدير عام الغابات يوسف السعداني أن الحرائق تتكرر عادة في عطلة نهاية الأسبوع وعطلة عيد الفطر مشيرا إلى أن حجم الخسائر يتراوح بين 8 و9 آلاف دينار للهكتار الواحد كما ترتفع كلفة التدخل لمقاومة النيران إلى 55 ألف دينار عند استعمال الطائرات. وحول علاقة الارهاب بالحرائق في غابات ولايتي الكافوالقصرين أفاد مدير عام الغابات أن جزء فقط من الحرائق يتسبب فيه الارهابيون أو العمليات العسكرية التي تجرى في الغابات غير أن نسبة هامة منها تبقى مجهولة الأسباب لافتا إلى أن أسباب الحرائق لا علاقة لها بكثافة الغطاء النباتي والغابي ذلك أن ولاية جندوبة التي تحتوى على أكبر غطاء نباتي تحتل المرتبة الأخيرة من حيث عدد الحرائق . دعم الحراسة حول برنامج التوقي من الحرائق الذي أعدته الوزارة هذه السنة قالت كاتبة الدولة أن الحملة الوطنية للحد من الحرائق سترتكز على جانبين جانب تحسيسي بأهمية حماية الرصيد النباتي والغابي ودوره في التوازن البيئي وجزء آخر يتركز على تكثيف الحراسة وتعزيز أليات وتجهيزات التدخل . وأشارت كاتبة الدولة في هذا الصدد إلى أن الوزارة قررت دعم الحراسة والحضائر بالمناطق الحساسة إلى جانب تنظيم عمل أبراج المراقبة البالغ عددها 160 برجا على أن تتم تأمين هذه العملية من قبل 441 عون حراسة وعون اتصال. برنامج الوقاية يشمل ايضا تنظيم العمل بالمركز الوطني للمراقبة و9 مراكز جهوية ستتولى تأمين العمل على مدار الساعة إلى جانب تخصيص 87 عون إطفاء و54 عون اتصال. لوجستيا قالت مصادر وزارة الفلاحة أنه سيتم دعم التجهيزات بمعدات تواصل لا سلكي للانذار المبكر و34 شاحنة إطفاء تم اعتمادها العام الماضي إلى جانب 100 شاحنة جديدة ستعزز الأسطول هذا العام. ويشار إلى أن الغطاء الغابي يبلغ في تونس 26 مليون هكتار بما في ذلك المراعي ومنابت الحلفاء وتمثل هذه المساحة 64 بالمائة من التراب الوطني كما يعد سكان الغابات ما بين 800 ألف ومليون نسمة وتبلغ قيمتها الاقتصادية 932 مليون دينار أي ما يعادل 1,32 من الناتج المحلي الإجمالى وفق ما أكدته أمس كاتبة الدولة للإنتاج الفلاحي.