تتصدّر قضيتا سوريا وأوكرانيا اجتماع القمة بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم الاثنين في نيويورك. وأشار مسؤولون أميركيون إلى أن الاجتماع يأتي بحكم الضرورة. وقال أحدهم في اتصال مع الصحافيين إن عدم عقد اجتماع وجهاً لوجه سيكون "استهتاراً" كما لفت إلى أن زعماء أوروبيين عدة دعوا في اتصالات مع الإدارة الأميركية والرئيس أوباما إلى عقد هذا اللقاء. وأكد مسؤولون أميركيون خلال الأيام الماضية أن سياستهم الأوسع في المنطقة تتركز على محاربة "داعش"، لذلك يؤكّد الأميركيون قبل القمة في نيويورك أنهم يرحبون بانضمام روسيا إلى هذه الحرب، لكن التحركات العسكرية الروسية في سوريا والمواقف السياسية الصادرة عن بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف وغيرهم من المسؤولين الروس عن بشار الأسد ونظامه ودوره في الحرب ضد "داعش" تثير قلق الإدارة الأميركية. أوضحت سيليست والاندر، مسؤولة روسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، أن الرئيس أوباما سيطلب من نظيره الروسي إيضاحات حول رؤيته للتدخّل العسكري الروسي وسيؤكد له "سياستنا وموقفنا القائمين على أن الحل الوحيد للنزاع في سوريا وما يسمح لنا بمواجهة مشكلة داعش يشمل انتقالاً سياسياً للنظام السوري". كما أكدت المسؤولة الأميركية أن هذا الموقف يبقى "مفتاحاً". ويرى الأميركيون والروس بوضوح خلافاتهم الضخمة حول مصير بشار الأسد. وقد أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في مقابلة مع شبكة سي بي أس الأميركية، أنه مقتنع تماماً بضرورة التعاون مع نظام الأسد لمواجهة "داعش" والتنظيمات الإرهابية وأن تدمير النظام السوري "سيوصلنا إلى حالة فوضى كما حدث في العراق وليبيا". سيكون اجتماع أوباما بوتين صعباً لأن الرجلين والبلدين ينظران إلى مسألة محاربة "داعش" والنظام السوري من منظارين معاكسين. وقالت سيليست والاندر لدى تحدثها إلى الصحافيين إن الروس "يفهمون القضية رأساً على عقب"، وأضافت أن الولاياتالمتحدة تعتبر أن تنظيم "داعش" تمكّن من تثبيت أقدامه وجلب تأييد ومتطوعين "بسبب تصرفات نظام الأسد. ومن الواضح أن رؤيتنا تختلف بهذا الشأن". وأوضحت أن "اللقاء الثنائي ووجهاً لوجه سيكون فرصة للتحدث عن هذا الموضوع وعن هذه القضية بالذات" (العربية )