قال أمس رئيس الحكومة الحبيب الصيد في خطابه أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة إن "التغيرات الإقليمية السريعة والمتلاحقة التي شهدتها منطقة انتماء تونس الجغرافي خلال السنوات الأخيرة أفرزت تفاقما لخطر الإرهاب الذي بات يتهدد أمن واستقرار عديد الدول في المنطقة ومن بينها تونس". وأضاف : "ولئن حققت بلادنا نجاحات نوعيّة على الصعيد الأمني في مكافحة ظاهرة الإرهاب لا سيّما عبر إفشال عديد المخططات الإرهابية والقضاء على عديد العناصر الإجرامية الناشطة صلب التنظيمات المتطرفة وإيقاف عديد المشتبه بهم ووضعهم على ذمّة العدالة، فإنها شهدت في غضون هذه السنة عمليّتين إرهابيّتين جبانتين استهدفتا كلا من متحف باردو وإحدى الوحدات السياحيّة بمدينة سوسة في محاولة يائسة لتقويض نمطنا المجتمعي، نمط الوسطية والإعتدال والتسامح، وللإضرار بالاقتصاد الوطنيّ من خلال استهداف القطاع السياحي الذي يمثّل أحد أبرز القطاعات الحيويّة". وفي هذا السياق، أعرب الصيد عن عميق الأسف لما خلّفته هاتان العمليّتان من خسائر في الأرواح من بين زوّار تونس وأصدقائها، فإننا نشدد على أن مقترفي هذه الفضاعات لم ولن يفلتوا من العقاب. كما أكد على أن تونس لن تسمح للإرهاب بأن يُحقّق مآربه أو أن ينال من عزم كافة مكونات المجتمع التونسي على دحره، مضيفا : "مع يقيننا التّام بأنّ معركتنا ضد هذا الخطر الداهم والعابر للحدود لن تكون يسيرة". وقال الصيد : "وتنبني مقاربتنا للإرهاب على مقاربة شاملة ومتكاملة تتجاوز ضرورات التعاطي الأمني والعسكري في مكافحة هذه الآفة لتشمل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافيّة". وعلى الصعيد الدولي، قال الصيد : "بات ما نشهده جميعا من شيوع ظاهرة الإرهاب والتطرّف في شتّى أنحاء العالم دافعا قويّا للتفكير في ضرورة مقاومة الإرهاب ضمن رؤية شاملة تتماشى مع أطر التعاون القائمة على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف". هذا وثمّن كل المبادرات الرامية إلى تنسيق المجهودات الدولية من أجل مكافحة هذه الظاهرة، مجدّدا الدعوة من أعلى هذا المنبر إلى عقد مؤتمر دولي رفيع المستوى لمكافحة الإرهاب بتونس لتوحيد التحرك الدولي في الخصوص ووضع إستراتيجية دوليّة ترمي للقضاء التدريجي على هذه الآفة واجتثاثها من جذورها.