- "من الضروري أن تعمل الهيئة التأسيسية على تعويض المكتب السياسي بآلية تسيير جديدة للحزب" - "مجموعة تحاول السيطرة على مركز القرار الحزبي" أكّد حافظ قائد السبسي نائب رئيس حزب نداء تونس في حديثه ل"الصباح الأسبوعي" على أنّ التباين في المواقف داخل الحزب مردّه عجز المكتب السياسي الحالي على القيام بالوظيفة التي من أجلها اقترح تأسيسه وانتخابه، وأضاف أن من الناحية القانونية يعد المكتب السياسي "كأنه" منحل وملغى ولا وجود له منذ جوان الماضي باعتبار التفويض الذي تأسس بموجبه مشروطا من حيث الموضوع وبضرورة تنظيمه المؤتمر، مبينا أن المكتب ابتعد كليا عن إطارات الحركة وقواعدها. حاورته: إيمان عبد اللطيف كيف تقرأ محاولة اغتيال النائب والقيادي رضا شرف الدين في ظلّ غياب أية معلومات عنها وعن الجهة التي نفذتها؟ عملية جبانة، والحمد لله على سلامة صديقنا سي رضا شرف الدين، ونحن طالبنا ولا نزال بإجراء تحقيق عاجل لكشف الحقيقة، لكن الأكيد أن مثل هذه العمليات لن تثنينا عن المضي في خدمة تونس والعمل على تسخير جميع الجهود لإنجاح تجربتنا الديمقراطية، خاصة بعد أن أضحت تونس نموذجا عالميا يضرب به المثل ونال جائزة نوبل للسلام التي هي الأرقى من نوعها دوليا. يوما بعد يوم يحتدّ الصراع والانقسام داخل نداء تونس واتهامات بالجملة لشخصك لمحاولة إنهاك شق محسن مرزوق.. هل هذا يصبّ في التحضيرات لمحطتين هامتين مؤتمر الحزب وأيضا الانتخابات الرئاسية القادمة ؟ لا يوجد صراع بالمعنى السائد للكلمة، ولكن هناك تباينا في المواقف مرده عجز المكتب السياسي على القيام بالوظيفة التي من أجلها اقترح تأسيسه وانتخب، والتي تتمثل أساسا في تسيير الحركة وقيادتها حتى انعقاد المؤتمر التأسيسي. وللتذكير فان البيان الصادر عن الهيئة التأسيسية للحزب في شهر مارس الماضي يشير إلى أن هذا المكتب السياسي انتخب لأجل محدد هو 15 جوان 2015 تاريخ انعقاد المؤتمر، وبالتالي من الناحية القانونية يعد هذا المكتب السياسي وكأنه منحل ولاغ ولا وجود له منذ جوان الماضي باعتبار التفويض الذي تأسس بموجبه مشروط من حيث الموضوع بضرورة تنظيمه المؤتمر، ومن حيث التاريخ بمنتصف شهر جوان. ترون فانه لم يقع احترام هذين الشرطين ومن الضروري عمل الهيئة التأسيسية على تعويض المكتب السياسي بآلية تسيير جديدة للحزب توصله إلى المؤتمر في اقرب الآجال. لقد ابتعد المكتب السياسي كليا عن إطارات الحركة وقواعدها، وهو تمشّ لا يمكن أن ننسبه إلى جميع أعضاء المكتب السياسي بل إلى مجموعة صغيرة تحاول السيطرة على مركز القرار الحزبي، مما دفع أغلبية إطارات الحركة إلى أن تنتفض وتقاطع المكتب السياسي وتدعو إلى استعادة الحركة لمسارها الطبيعي بما يضمن استمراريتها. ماذا تقول للشق المنافس والذي هو بدوره يسعى إلى التمركز استعدادا للمحطات القادمة؟ لا وجود لشق كما أكدت سابقا، بل بعض الأطراف التي عجزت عن القيام بمهامها ولم تقدر على التواصل الإيجابي مع غيرها، كما لم تتمكن من فهم متغيرات مرحلة ما بعد الثورة، ومن أهمها أن لا وصاية على أحد وأن السلطة يجب أن تكون نتاج تفاعل دائم بين القاعدة والقيادة وعملا مشتركا بين جميع أبناء الحركة في مستوياتها ومؤسساتها المختلفة. هل الحراك داخل الحزب عن طريق تأسيس المنتدى الدستوري يشكل النواة الصلبة لنداء تونس في ثوبه الجديد أم هو النواة الصلبة للمؤتمر وما بعد المؤتمر؟ لقد قامت حركة نداء تونس في طورها التأسيسي الأول على معطى الروافد، لكننا رغبنا لاحقا، وخصوصا بعد الفوز الانتخابي والوصول إلى الحكم، على الدعوة إلى هوية ندائية موحدة تتجاوز المنطق التقسيمي وترص الموارد الحزبية في بنيان واحد من اجل تونس ديمقراطية أصيلة ومعاصرة. في رأيي هناك خاصيتان لا يجب أن يفقدهما نداء تونس، أولها الهوية الوطنية الدستورية باعتباره تجليا جديدا ومعاصرا للحركة الوطنية التونسية التي يزيد عمرها اليوم عن المائة عام، وثانيها التنوع الذي هو مصدر الطاقة والحياة وضمان الاستمرارية. كيف ترد على من يتهمك انك بدأت تنتهج وتروّج لأسلوب "العمل السياسي الموازي" مخالفا لتوجهات الحزب لتوسيع قاعدة الملتفين حولك خاصة على المستوى الجهوي..؟ توليت رئاسة إدارة الهياكل في الحركة منذ ما يزيد عن العامين، بتزكية من المجلس الوطني وموافقة الأمين العام للحركة آنذاك السيد الطيب البكوش واستجابة لمطالب جميع اللجان القائمة حينها، وهو ما املك عليه جميع المؤيدات ومسجل في جميع محاضر الجلسات. وعملت بكل جد طيلة الفترة الماضية على هيكلة الحركة بطريقة عصرية غير تقليدية ركزت على تثبيت معايير اللامركزية واحترام إرادة الجهات والمناطق، وقد وفقت في المساعدة على نجاح الحركة في الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والرئاسية، وإنني لأستغرب وأتساءل عن دوافع التشكيك في الهياكل اليوم، وعن الرغبة المحمومة لدى البعض في إقصائها وإبعادها عن دائرة القرار والفعل الحركي، وذلك بدل مكافأتها وتقدير بذلها وعطائها وإشراكها على الأقل بمنحها مقاعد ثابتة في المؤتمر التأسيسي. لوحظ في الآونة الأخيرة تغيرا على مستوى خطاب النهضة وارتكازه على المرجعية "الثعالبية" هل هذا مؤشر لاستمرار التحالف بين النهضة والنداء؟ وهل أنها رسالة دعم لمستقبلك السياسي في السنوات القادمة؟ إن الزعم بأن لنا مرجعية "ثعالبية" في مقابل مرجعية الآخرين "البورقيبية" هو من باب المناكفة الإعلامية والمكايدة السياسية. لقد أكدنا على انه ليس لنا من مرجعية غير مرجعية الحركة الوطنية الإصلاحية التونسية بجميع رموزها من خير الدين إلى الأخوين باش حامبا إلى الشيخ الثعالبي إلى الحداد والشابي وحشاد ومحمد علي الحامي وبن يوسف، ومن أهمهم الزعيم بورقيبة "أب "الأمة وباني الدولة الوطنية المستقلة والزعيم الباجي قائد السبسي قائد مسيرة التحول الديمقراطي وأول رئيس للجمهورية الثانية. وهو ما ورد في البيان التأسيسي لحركة نداء تونس يوم 16 جوان 2012، وأن يعمد بعض إخواننا لتأسيس جمعيات للبحث في تاريخ الحركة الوطنية والقيام بمراجعات وتجديد الفكر الوطني والتعريف برموزنا، فهو أمر محمود لا يمكن إلا أن نشجع عليه، خصوصا وان هؤلاء الإخوة اثبتوا ولاءهم للحركة والتزامهم الكامل بخطها السياسي ومبادئها المعلنة. هل تعتبر أن استقالة لزهر العكرمي وراءها خلفية حزبية ذات علاقة بالحكومة أم وراءها خلفية حزبية لدعم شق معين من الحزب وتعزيز صفوفه؟