جددت حركة "النهضة" دعمها لحكومة الحبيب الصيد، ونفت، بالمقابل، الاتهامات المتكررة لها بالتسبب في انقسام حزب "نداء تونس" مشيرة إلى أن محاولة الاستفادة من وضعه الحالي في المطالبة بإعادة تشكيل الحكومة ورئاسة اللجان داخل البرلمان يعتبر نوعا من "الانتهازية السياسية" المرفوضة. وقال النائب والقيادي البارز في الحركة عبد اللطيف المكي ل"القدس العربي": "نحن مستمرون بدعم الحكومة التونسية، وسنؤمن لها الأغلبية بالتعاون مع بقية الكتل كي لا تنعكس أزمة نداء تونس على الوضع في البلاد، ووضع الحكومة خصوصا". وكان "نداء تونس" (الحزب الحاكم) خسر أغلبيته البرلمانية بعد استقالة ثلث أعضاء كتلته، وهو ما مكن حركة "النهضة" من استعادة مركزها كقوة أولى في البرلمان التونسي، بينما توقع بعض المراقبين أن تؤثر التطورات الجديدة في تعزيز الحضور السياسي للحركة الإسلامية في البلاد وزيادة حظوظها في الانتخابات البلدية المقبلة، في حين تحدث آخرون عن احتمال مطالبة الحركة بإعادة تشكيل الحكومة ورئاسة اللجان في البرلمان. لكن المكي اعتبر أن عبارة "الاستفادة من وضع نداء تونس" تحمل نوعا من الانتهازية السياسية التي ترفضها حركة "النهضة" كما أنه "استباق لتطورات الأحداث لأزمة نداء تونس ونوع من التدخل في شأنهم الداخلي وإرباك للبلاد، ونحن نرفض ذلك، وكل ما يهمنا الآن هو المحافظة على استقرار الحكومة وضمان الأغلبية لها، وهي مضمونة إن شاء الله، بانتظار ما ستؤول إليه التطورات في نداء تونس وتستقر الأمور، وعندها لكل حادث حديث". وكان القيادي في "النداء" منذر بلحاج علي اتهم، في تصريحات صحافية، حركة "النهضة" و"روابط حماية الثورة" بافتعال خلافات داخل "نداء تونس" بمساعدة قيادات من داخل الحزب، فيما نفى النائب عن "النداء" عبادة الكافي وجود أي دور لحركة "النهضة" في الأزمة التي يمر بها حزبه، موضحا "إذا كان للنهضة دخل في الأزمة يعني نحن "بهالل" (قليلو الفهم)، لذلك أشير إلى أن المشكل (يكمن) في قيادات النداء فلنفتح أعيننا إذا ولنتحمل مسؤولياتنا". وقال المكي: "لا يمكن لأزمة بهذا الحجم (في نداء تونس) أن تفسر بتدخل حركة النهضة وهذا الأمر مرفوض تماما، ولذلك أنا أؤيد ما ذهب إليه الكافي، لأن جماعة نداء تونس ليسوا نوعا من «الدراويش» حتى نستطيع التأثير فيهم بهذه الطريقة، كما أن حركة النهضة تحترم الحياة الداخلية للأحزاب السياسة في البلاد ورفض التدخل في شؤونهم". وأضاف "وعلى كل حال اتهامنا بالتدخل في شؤون "النداء" (وتشجيع طرف ضد آخر) لم يأت من المؤسسات الرسمية لحزب «نداء تونس»، وإنما من بعض الأفراد المعروفين بتاريخهم السياسي المضاد لحركة "النهضة" وهم يحاولون الدفع بهذا الاتجاه لخلق اشتباك ما بين "النهضة" ومجموعة في "نداء تونس" وهذا لن يحدث"