استأثرت مخاطر تمدد تنظيم "داعش" في ليبيا على مصالح دول جنوب أوروبا على حيز كبير من اجتماعات وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي "ناتو" في بروكسيل. وقال وزير خارجية إيطاليا للصحفيين على هامش اجتماع «ناتو»: «إن الخيار الأخير يظل بالطبع في أيدي الليبيين أنفسهم» مضيفًا: «إن الجهود الأميركية الأطلسية ستتمحور في دعم تحركات، ولكن الولاياتالمتحدةوإيطاليا يمكنها أيضًا تقديم دعم حاسم وجعل الاتفاق بين الليبيين ممكنًا». وإلى جانب الدعم السياسي لتحركات مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، شكلت التهديدات الأمنية وتداعياتها على المصالح الأطلسية والأوروبية محورًا هامًا لمناقشات الحلف. وأضاف الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرغ أن الحلف يعاين ما يجري في جواره الجنوبي بدقة، ويعد لنشر قوة التدخل السريع الجديدة وقوامها 40 ألف عسكري للرد على التحديات. وأفاد دبلوماسي أوروبي أن قوة التدخل السريع الموجهة أصلاً للجوار الشرقي سيتم الركون إليها نحو الجوار الجنوبي. فيما قام الناتو بتكثيف المراقبة في جزيرة صقلية جنوبإيطاليا بالفعل. ويخشى المسؤولون الأمنيون من استعمال "داعش" لمدينة سرت كقاعدة لتنفيذ هجمات شبيهة بما تم تسجيله في باريس، أو أن تتحول إلى قبلة للمقاتلين الأوروبيين وتحويل الساحل الليبي لقاعدة انطلاق للاجئين في وقت تحتدم فيه أزمة اللجوء في القارة. وبيَّن السفير الأمريكي في الحلف دوج لوت أن "الحلف يتوقع مساهمة إضافية من كل دولة في مواجهة هذه التهديدات". واعتبر السفير البريطاني آدم تومسون إلى أن العالم تغير بشكل دراماتيكي خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة وإن التهديدات التي يواجهها الحلف غير متعارف عليها بالكامل. وعلى الصعيد الدبلوماسي، كان اتفاق وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع نظيره الإيطالي باولو جنتيلوني على التحرك الموحد والمكثف، لتقديم أكبر دعم دولي ممكن لجهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ويجد الحلف نفسه في موقف دقيق لكونه كان وراء سقوط النظام السابق مباشرة عبر عملية "الحامي الموحد" العام 2011، ولم يتمكن من تأمين الشروط الأمنية الضرورية لتجنب الانفلات الحالي. (بوابة الوسط)