اتهم محمد بن سالم القيادي في حركة النهضة الإمارات بمحاولة زعزعة الاستقرار في تونس، مشيرا إلى أنها تسعى لإفشال جميع تجارب الربيع العربي، فيما استنكر بالمقابل لجوء بعض وسائل الإعلام لمحاولة إفساد العلاقة بين تونس والمغرب، عبر الترويج لأخبار مغلوطة حول علاقته ببعض العمليات الإرهابية. وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني نقل عن مصدر سياسي بارز في تونس (لم يذكر هويته) تأكيده أن المسؤولين الجزائريين حذروا نظراءهم التونسيين، في بداية نوفمبر، من خطة إماراتية للتدخل في شؤون بلادهم، ملمحا إلى احتمال "تورط" الإمارات في الهجوم الإرهابي الأخير على حافلة الأمن الرئاسي في العاصمة، والذي ذهب ضحيته ثلاثة عشر قتيلا وعشرون جريحا. فيما بثت قناة "تونسنا" الخاصة مقابلة مع ضابط مغربي منشق يُدعى هشام بوشتي، اتهم فيها بلاده بتدريب عشرات العناصر من تنظيم "أنصار الشريعة" الإرهابي، واستخدامهم لاحقا في عدد من الهجمات الإرهابية ضد منشآت سياحية، وخاصة الهجومين على متحف "باردو" وفندق "إمبريال مرحبا" اللذين خلفا عشرات القتلى والجرحى، أغلبهم من السياح. وعلق النائب والقيادي في حركة "النهضة" الإٍسلامية محمد بن سالم على هذين الخبرين بقوله «ثمة فرق في علاقة تونس بالمغرب وعلاقتها بالإمارات، فالأول هو بلد مغاربي وتجمعنا معه علاقة أخوية وليس لدينا أية خلافات معه، وهناك صدمة لدى الرأي العام التونسي بعد بث برنامج فيه اتهام للمغرب بالتورط في عمليات إرهابية في تونس، وهذا الأمر غير صحيح، وثمة تساؤلات حول الجهة التي تسعى لإفساد العلاقة بين تونس والمغرب الشقيق". وأضاف في تصريح خاص ل"القدس العربي": "للأسف، العلاقة مع الإمارات تختلف كثيرا، فهي على ما يبدو آخذة على عاتقها إفشال كل تجارب الربيع العربي وتدخلها السافر في مصر لا يخفى على أحد، وهناك تسريبات أخرى على أنها منزعجة من نجاح التجربة في تونس، وأيضا تدخلها الصريح والواضح والمفضوح في ليبيا، وهذا كله يجعل ثمة فرق كبير بين علاقة تونس الأخوية بالمغرب، والاعتداء والتدخل السافر للإمارات في أكثر من دولة عربية، بما لا يتناسب مع حجمها، فتونس تعتبر الشقيقة الكبرى للإمارات، وليس العكس". وأشار، في السياق، إلى أن الإمارات لجأت خلال عهد الترويكا إلى سحب سفيرها من تونس، "كوسيلة للاحتجاج على تصريحات للرئيس السابق منصف المرزوقي، عبّر خلالها عن تضامنه مع الرئيس السابق محمد مرسي وطالب بإطلاق سراحه، رغم أن مصر المعنية بهذه التصريحات لم تقم بهذه الخطوة". وحول احتمال "تورط" الإمارات بالتفجيرات الإرهابية الأخيرة في تونس، قال بن سالم "لا نستطيع إلقاء الاتهامات من دون حجج، ولكن يمكن القول إن الإمارات متورطة ب «نيتها السيئة» ومساهمتها في الفوضى القائمة في ليبيا والتي يساهم بشكل غير مباشر في عدم استقرار تونس، ولذلك من الطبيعي أن تتحدث وسائل الإعلام عن محاولتها التدخل في الشأن التونسي". واستدرك بقوله "يجب أن لا ننسى العلاقة المعروفة بين الإمارات وحزب نداء تونس والتي ظهرت بشكل مفضوح خلال الانتخابات، وحاليا ثمة شقان في النداء ومن غير الواضح من منهما الأقرب للإمارات". وكانت حركة "النهضة" دعت وسائل الإعلام إلى «تغليب المصلحة الوطنية وتحري النزاهة والمهنية في بعض الأعمال الإعلامية بعيدا عن الاستفزاز المجاني لجيران تونس وأصدقائها، وعدم التوظيف السياسي والإيديولوجي للجرائم الإرهابية بما قد يؤدي إلى توترات في علاقات بلادنا الخارجية". وأضافت في بيان أصدرته الخميس تعليقا على ما ورد في قناة "تونسنا": "الخطر الإرهابي آفة دولية نواجهها بوحدتنا الوطنية، كما نواجهها بالمزيد من الحلفاء والأصدقاء في محيطنا العربي والإسلامي والدولي (...) والمستفيد من إثارة الشبهات المجانية وتوتير علاقاتنا الخارجية في معركتنا مع الإرهاب هو الإرهاب نفسه، وذلك ينقص من فعاليتنا في مواجهته ومن قدرتنا على تحقيق التنمية في بلادنا. يُذكر أن هيئة الاتصال السمعي والبصري (الهايكا) قررت إيقاف إعادة بث الحلقة التي تتضمن تصريحات الضابط المغربي وسحبها من الموقع الإلكتروني للقناة