أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، حرص قيادتي تونس والمملكة العربية السعودية على تكثيف التعاون بين البلدين، مبينا أن الخبراء والمختصين في البلدين بصدد دراسة مجالات الاستثمارات والتعاون الذي يتوقع أن يكون "مثمرا". ووصف الجبير، خلال ندوة صحفية مشتركة صباح اليوم الخميس، مع نظيره التونسي الطيب البكوش بمقر الوزارة، العلاقات التونسية السعودية ب"التارخية والمتينة"، قائلا "إنها مبنية على رؤية استراتيجية موحدة للقضايا الدولية والاقليمية المشتركة". واعتبر أن "تونس تتوفر على فرص استثمار كبيرة ونسبة عالية من التعليم وكفاءات وحكومة مستقرة، وعلى كل الظروف التي تشجع على الاستثمارات الخارجية"، مشيرا الى وجود رغبة لدى القطاع الخاص السعودي في تعزيز الاستثمار في تونس. وأفاد بأن الاستثمارات السعودية في تونس "ليست بالأمر الجديد"، وأن رجال الأعمال في بلاده يستثمرون فيها منذ عقود، مذكرا بأن بلاده قامت بالعديد من الاستثمارات في تونس عن طريق صندوق التنمية السعودي خاصة في المناطق الريفية، وأنها ستقوم بالمزيد من الاستثمارات في المستقبل. وردا على استفسار بخصوص "التحالف الاسلامي لمكافحة الارهاب"، الذي اعلنت عن بعثه المملكة العربية السعودية، قال الجبير "إنه يخدم مصلحة كل الدول الأعضاء فيه والبالغ عددهم 35 دولة"، ويهدف إلى مواجهة الإرهاب من الناحية الأمنية والعسكرية وكذلك الفكرية. وأبرز أهمية هذا التحالف الذي سيثبت للعالم أن الاسلام يرفض الارهاب، وهو في مقدمة الحضارات التي تحارب هذه الظاهرة لانه بدوره ضحية لها، مضيفا أنه سيكون وسيلة لتعزيز التعاون العسكري والامني، والتنسيق بين الدول الاسلامية على مستوى المعلومات والخبرات والمعدات. أما في ما يتعلق بالمجال الفكري، صرح الجبير بان مكافحة الإرهاب تكون عن طريق صياغة رسالة إعلامية وفكرية عن طريق وسائل الاعلام والتواصل الحديثة ومناهج التعليم، مذكرا بأن دور كل دولة في هذا التحالف سيكون حسب تعبيره "طوعيا"، حيث تختار كل دولة ما تقدمه من دعم وما تحتاجه من مساعدات، باعتبار انه لا يمكن القضاء على الارهاب دون توحيد الصفوف. وقال الجبير "إن تونس ستستفيد من هذا التحالف لأنها تواجه مشاكل تتعلق بالعائدين من بؤر التوتر خاصة سوريا وليبيا من المنتمين إلىتنظيم داعش"، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية "قد عانت بدورها من خطر الارهاب ومازالت تواجهه، ويمكن لها الاستفادة من خبرات الدول الأخرى في هذا المجال بما فيها تونس". وأعلن أنه سيتم قريبا جدا تعيين سفير للمملكة العربية السعودية في تونس، في إطار حرص بلاده على الارتقاء بمستوى العلاقات مع تونس. وأفاد من جهة أخرى، بأن لقاءه مع نظيره التونسي الطيب البكوش، كان مناسبة للتباحث حول قضايا مشتركة وعلى ٍرأسها القضية الفلسطينة، مبرزا الحرص المشترك على التوصل إلى حل سلمي يمكن من إرساء الدولة الفلسطينة وعاصمتها القدس، وعلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا وليبيا، فضلا عن التعامل مع الأوضاع في العراق واليمن، والتصدي للتطرف والارهاب. أما بخصوص تكوين مجلس التنسيق الاستراتيجي المشترك بين المملكة العربية السعودية وتركيا، فقد بين الجبير، أنه يهدف الى تعزيزالتعاون مع الجانب التركي في مجال مكافحة الارهاب، وتنسيق التعاون الثنائي في كافة المجالات ومنها المجال الامني والاقتصادي والتعليمي، الى جانب التنسيق من أجل تحرك استراتيجي موحد، ودفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى العلاقات الاستراتيجة بما يخدم مصلحتهما المشتركة. من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية الطيب البكوش، أن لقاءه مع نظيره السعودي، كان سياسيا بالاساس، قصد تبادل الرأي حول القضايا التي تهم البلدين والمنطقة العربية فضلا عن القضايا الدولية. وقال البكوش "إن هذا اللقاء يبشر بكل خير لمستقبل العلاقات بين البلدين، لانه سيكون بداية للقاءات سياسية واقتصادية وأمنية للتشاورباستمرار وانتظام بينهما، بما يوحد المواقف ووجهات النظر من القضايا المشتركة الدولية والاقليمية". وأضاف قوله "إن الحوار المتبادل حول هذه القضايا أثبت أن مواقفنا متقاربة جدا، إلى حد يخول لنا المساهمة معا في النقلة النوعية التي نريدها في المنطقة، وخاصة في ما يتعلق ببؤر التوتر التي تضر بمصالح الشعوب العربية وبالمصلحة القومية والامن القومي العربي". ولاحظ أن تطور الأوضاع الإقليمية والدولية، يفرض على البلدين تكثيف الإتصالات والتشاور في المجال الاقتصادي والامني والسياسي ومختلف المجالات، قائلا "نحن متفائلون بمستقبل العلاقات وبان جهودنا سوف تلتقي من اجل مصلحة الشعبين والأمة العربية، وخاصة في ما يتعلق ببؤر التوتر التي نريد ان نخرج منها بحلول بعيدة عن أي شكل من أشكال العنف وتكرس الحلول السياسية التي تخدم مصالح الجميع". يذكر أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أدى زيارة عمل إلى تونس تواصلت يومين، التقى خلالها مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي، كما أشرف على جلسة عمل مشتركة مع رئيس الحكومة الحبيب الصيد.(وات)