قال رئيس الجمهورية والرئيس الشرفي لنداء تونس الباجي قائد السبسي خلال الجسلة الإفتتاحية للمؤتمر الأول لحركة نداء تونس "أن ميلاد نداء تونس جاء في لحظة اتسمت بتعثر مسار الإنتقال الديمقراطي الى حدود انتخابات 2011". وأضاف أن "مناضلو الحزب قد تحملوا مسؤولياتهم الوطنية وقرروا اطلاق حلم وطني تونسي جديد وهو تأسيس حركة سياسية جديدة للدفاع عن الدولة التونسية وعن مكتسبات الوطن والتقدم بالبلاد عن طريق التنمية". واعتبر أن "ميلاد نداء تونس كان الغاية منه ليس العلوّ به على الوطن بل لنعلي به الوطن ولوضع تونس فوق الجميع أحزابا وجماعات وأفراد لأن الوطن للجميع وفوق الجميع ومناعته غاية الحزب وبدوامه وازدهاره نحيا ونزدهر". وتابع بان انعقاد المؤتمر في موعده دليل على أن الحزب بدأ يتعافى من أزمته واعتبر أن المؤتمر فرصة ثمينة لتقييم مسيرة مناضلي الحزب والوقوف على انجازاته وما يتحتم على مناضليه تحقيقه في المستقبل والحاضر والآتي ويعتبر المؤتمر لتوضيح الرؤيا السياسية وتوضيح المبادئ التي أسست لهوية الحزب وهو أيضا لحظة حوار مكثف وعميق يعكس حيوية الحزب ووحدته ضمن تنوعه. ودعا مناضلو الحزب الى تحكيم القيم والمبادئ التي مكنتهم من تحقيق النجاحات الكبرى وجلبت لهم تعاطيا في الرأي العام كما دعاهم الى الإبتعاد على كل ما يفرق شملهم ويضعف وحدتهم وإرادتهم. وأضاف أن الحزب أثبت منذ تأسيسه أنه ليس فحسب حركة سياسية وطنية سليلة الحركة التونسية في أبعادها الثقافية والفكرية متأصلة في التربة التونسية تأصل شجرة الزيتون في أرضنا انما هو حزب وسطي الموقع ومنفتح على العالم والمنجزات الكونية وأن الوسطية هي أساس حزب نداء تونس وكل من حادا عنها لا مكانه له في هذا الحزب. قائلا إن "الحركة مرآة تعكس حقيقة المجتمع التونسي الوسطي وهكذا أردناه منذ البداية وهذا سر نجاحه وانتشاره السريع والتفاف التونسيون". وأكّد أن الشعب انتخب النداء بنسبة قوية جدا وأنه يتعين على الندائيين النجاح في بلورة تلك القيم السامية والمبادئ في مقترحات تنفع الناس وتضع لهم السبل في ظروف تتسم بالتعاظم والتحديات على جميع الأصعدة. وقال أيضا: «بالرغم من أننا نعيش على وقع الضربات الإرهابية الغادرة الا أن لنداء تونس كان له دور كبير في أن تعود تونس لكل التونسيين وتينع فيها زهرة الديمقراطية. حركة نداء تونس تستند الى الفكر الإصلاحي التونسي ومرجعيتها الفكر البورقيبي وترتكز على التراث الإنساني العالمي وقيم الحرية والعدالة الإجتماعية وهي بذلك مفتوحة على مختلف التيارات الفكرية والسياسية وتشترك معها في المبادئ السياسية». وأضاف أن «البورقيبية مثلت مدرسة متطورة وفلسفتها الإيمان لتونس وطنا وذات سيادة تعتمد على تفتح شبابها وبناتها». واعتبر أن المؤتمر فرصة ثمينة للتأكيد من جديد على المسؤولية التاريخية لمناضليه تجاه الوطن وأبناءه. ودعا الباجي إلى تحكيم الضمير والنظر لمستقبل تونس لأنه مستقبل الأجيال، مضيفا: "أما مستقبلنا فلا معنى لها اذا أدت بنا الى تناسي واجباتها.. ان وطننا يتقدم بثقة نحو البناء والإصلاح والديمقراطية حلم جميع وغاية نبيلة ولكن حتى تعيش وتنمو لا بد أن تستند الى قاعدة مادية صلبة وهي قاعدة التنمية والعدالة". وقال: "منهج الحزب توحيد التونسيين حول هذه الأحداث لذلك اعتبر الحزب أن التوافق ممكن في مرحلة تاريخية انتقالية لأنها مرحلة بناء وتتطلب التوافق بين الجميع رغم اختلاف ايديولوجياتهم وقد نجح الحزب في ذلك وتصدى لكل محاولة لتقسيم التونسيين... وأن مفهوم التحالف والأحلاف مع طرف ضد طرف آخر لا نؤمن به بل مع من يشارك الحزب في المصلحة الوطنية العليا وقد حققنا الكثير منها حقوق المرأة التونسية". طالبا في خاتمة كلمته احترام توافقات لجنة ال13 وعبر عن رغبته في أن يبقى الحزب طلائعيا لتونس المشرقة".