كشفت العديد من القضايا الإرهابية التي تطالعنا سواء بالتحقيق أو الدائرة المختصة في النظر في قضايا الإرهاب أن الأنترنيت أصبحت تلعب دورا كبيرا في استقطاب الشباب المؤهل والقابل للإنحراف والحامل لأفكار متشددة وقد أصبحت تلك الجماعات تعتمد كثيرا على المواقع الإجتماعية المتعددة على غرار "الفايس بوك" لنشر أفكارها المتطرفة بين الشباب. ويعتبر البعض أن الأنترنيت أصبحت شريكا في الإرهاب. نأخذ على سبيل المثال المتهم "م ن" الموقوف حاليا صحبة ثلاثة شبان آخرين على ذمة التحقيق في قضية ذات صبغة ارهابية . "م ن" شاب من الحاملين للفكر السلفي أبحر في عالم الأنترنيت وتمكن عن طريق تطبيقة أرشدها إليها صديق له تونسي الجنسية تعرف ب»التلغرام» من التعرف على شخص ليبي الجنسية وشيئا فشيئا توطدت العلاقة بينه وبين الليبي وأصبحا يتبادلان أطراف الحديث عبر تلك التطبيقة، وذات مرة طلب الليبي من "م ن" أن يستقطب له بعض الشبان التونسيين الراغبين في السفر الى ليبيا والإنضمام الى التنظيم الإرهابي» داعش» مقابل 1300 دينار لكل شخص فأستجاب لطلبه واتصل بثلاثة شبان يعرفهم وعرض عليهم الفكرة فرحبوا بها خاصة وأن الفكرة كانت مترسخة لديهم من قبل. وقد تحول الشبان الثلاثة على متن شاحنة يقودها شخص تونسي الجنسية الى خندق يفصل بين الحدود التونسية الليبية ولما اجتازوا الخندق وجدوا شخصا ليبيا بانتظارهم فاصطحبهم الى كوخ مهجور يقع بمنطقة صرمان ثم الى شقة بصبراتة والتي تبين أنه يقيم فيها 11تونسيا من الراغبين في الإنضمام الى تنظيم «داعش» الإرهابي بليبيا. الشبان الثلاثة لم ينجحوا رغم وصولهم الى مدينة صبراتة في الإنضمام الى «داعش» لأنه وأثناء تجولهم تفطن اليهم الجيش الليبي فأوقفهم وطالبهم بالإستظهار بهوياتهم ولما تبين له أن دخلوا ليبيا بطريقة غير قانونية أوقفوهم وسلموهم الى السلطات التونسية. وتجدر الإشارة أنه تم الإحتفاظ بهم والإحتفاظ ب»م ن» على ذمة قضية ارهابية وهم على ذمة التحقيق في انتظار ما سيقرره في شأنهم في الأيام المقبلة.