يشهد الوضع الاجتماعي بتسعة نزل تضم اكثر من 500 عامل، توترا جراء الازمة التي يتخبط فيها القطاع السياحي بجزيرة جربة بسبب عدم الايفاء بالتعهدات المالية للمستحقين من الاعوان، وهو ما اثار تحركات احتجاجية ببعض النزل. ونبهت الكاتبة العامة للنقابة الاساسية التابعة لاحد النزل المغلقة بجربة سعاد علياني الى "انفجار ازمة اجتماعية جراء ضيم يعيشه الاعوان الذين وجدوا انفسهم في حالة بطالة ودون اجور منذ 5 اشهر رغم الالتزامات الاجتماعية والبنكية والاقتصادية التي ترهقهم". ووجهت علياني نداء عاجلا لرؤساء الدولة والحكومة ومجلس نواب الشعب للتدخل العاجل و"النظر في وضعية عائلات لن تحتمل اكثر" حسب قولها، معبرة عن الاستياء "لتجاهل كل السلط لمثل هذه الوضعية الحرجة التي ستتازم اكثر وستتصعد بكل الاشكال المتاحة امام الصمت الرهيب" على حد تعبيرها. ومنح العمال المقدر عددهم ب60 عاملا السلط المعنية مهلة الى يوم الخميس، قبل اعتماد اشكال احتجاجية اخرى في حال عدم الاصغاء لمطالبهم، خاصة وانهم يواصلون اعتصاما منذ ايام امام النزل، وقاموا في عدة مناسبات بحرق العجلات وقطع الطريق مطالبين بصرف مستحقاتهم المالية وبسداد اجورهم المتخلدة لمدة 5 اشهر. وفي نفس هذا السياق دخل 120 عاملا بنزل اخر بجربة في اعتصام بهذه المؤسسة التي انطلقوا معها منذ فتحها سنة 1996 ليجدوا انفسهم اليوم دون جراية ودون عمل ودون تغطية اجتماعية او اي ضمان لحقوقهم الاجتماعية بعد غلق النزل، وفق ما ذكره شكري المرخي احد العاملين، الذى طالب بضرورة ان تنكب الحكومة على حلول لهذه الوضعيات وانصاف فئة اجتماعية ليست بالقليلة «تفاديا لخطر ازمة اجتماعية حادة». واعتبر المندوب الجهوي للسياحة بمدنين احمد الكلبوسي ان هذه الوضعيات «تاتي في تداعيات للضغوطات والصعوبات المالية التي تعيشها النزل ومنها خلاص العملة وهو ملف في طور الدرس» مضيفا انه «تم اعداد قوائم في الغرض في الاشخاص الذين لم يتمتعوا باجورهم وتوجيهها الى الشؤون الاجتماعية». واشار الى ان «الوضعية في طور التسوية بعد انطلاق تسديد الاجور باستثناء نزلين لا تزال وضعيتهما على حالها في انتظار حل لهما»، مشيرا الى «تحسن الوضعية مقارنة بالاسبوع الماضي، حيث تم خلاص جزء من الاجور المتخلدة في بعض النزل او تسديد اجور بعض العمال، في انتظار اتمام الباقي منهم او اعداد ملفات الاحالة على البطالة الفنية او الاتجاه نحو القضاء للحسم في قضية طرد تعسفي». وقد يساهم تحسن المؤشرات في امتصاص حالة الاحتقان الاجتماعي وتهدئة الاجواء اذا ما احس العامل ببداية عودة الروح للقطاع السياحي ومنه عودة الامل في حفظ مورد الرزق سيما امام وجود بوادر طيبة للموسم القادم، حسب المندوب الجهوي للسياحة، مع رغبة عدة وكالات اسفار العمل على هذه الوجهة، ويبقى الامر مرتبطا بجوانب فنية تتعلق بتوجيه الطائرات واعداد الجانب اللوجستي والخطوط الجوية غير ان النظر الى هذا الملف الاجتماعي يبقى امرا ضروريا، حسب قوله.