هل يمنحك فيسبوك وقتا كافيا لتقرأ كتابا ضخما مثل مقدمة ابن خلدون؟ مؤسس فيسبوك مارك زوكربيرغ ذاته وجد فرصة لقراءة المقدمة! وكان زوكربيرغ وضع أمام نفسه تحديا هو قراءة كتاب كل أسبوعين خلال 2015، بعد تحديات في السنوات السابقة شملت تعلم اللغة الصينية والامتناع عن أكل اللحوم والالتقاء بشخص جديد كل يوم. وأعلن زوكربيرغ على صفحته الخاصة أن الكتاب رقم (11) الذي سيقرؤه هو مقدمة ابن خلدون. ويقول زوكربيرغ عن الكتاب إنه "تاريخ للعالم كتبه المفكر الذي عاش سنة 1300 ميلادية، ويركز على المجتمع والثقافة، والمدنية والسياسة والتجارة والعلوم". ويضيف زوكربيرغ أن الكتاب مفيد لتوضيح الرؤية السائدة للعالم قبل 700 عام رغم أن العديد من الأفكار التي وردت فيه تجاوزها العلم. وكثيرا ما وصفت مقدمة ابن خلدون بأنها من أهم الكتب في الفكر الإنساني وأنها أسست لعلم الاجتماع... ألف ابن خلدون الكتاب عام 1377 ميلادية، وهو مقدمة لمؤلفه الضخم "كتاب العبر".. وقد اعتبرت المقدمة لاحقاً مؤلفاً منفصلا ذا طابع موسوعي يتناول جميع ميادين المعرفة. ولم يكن زوكربيرغ الغربي الوحيد الذي التفت إلى مقدمة ابن خلدون، فهناك فلاسفة ومفكرون قدموا شهادات في المقدمة ومنهم المؤرخ البريطاني "أرنولد توينبي"، الذي قال إن ابن خلدون كان ألمع مترجم ل"مورفولوجية" التاريخ إلى يومنا هذا. واعتبر جورج لابيكا آراء ابن خلدون في التاريخ والاقتصاد والفلسفة الاجتماعية ذات إسهام أساسي في إرث البشرية الذهني. أما ألفرد بل فوصف مؤلفات ابن خلدون بالأعظم من حيث العمق في التفكير (راديو سوا)