منذ أشهر قليلة شدّت قضية الشقيقتين رحمة وغفران الشيخاوي اهتمام الرأي العام،بعد أن ظهرت أمهما الملتاعة في الإعلام لتروي تفاصيل مثيرة وصادمة عن سقوط البنتين في قبضة الجماعات الإرهابية وطريقة تجنيدهما والتحاقهما بتنظيم داعش الإرهابي في ليبيا. غفران الابنة الكبرى التي لم تتجاوز الثامنة عشرة عندما تبنّت الأفكار التكفيرية والمتشدّدة،تعيش اليوم بمدينة سرت الليبية بعد زواجها بأحد العناصر المصنّفة من أخطر العناصر التونسية في تنظيم داعشبليبيا وقد أنجبت طفلة وحسب رواية والدتها ألفة الحمروني فان زوجها ورغم أنه يعتبر من قيادات التنظيم إلا أنه خيّر أن يُبعد عائلته الصغيرة المكوّنة من زوجته وابنته عن معسكرات التدريب التابعة للتنظيم والمستهدفة بضربات جوية من قوات التحالف وتأمين منزل لهما بعيدا عن المعسكر الذي يشرف عليه لحمايتهما من القتل. ولكن رحمة التي التحقت بمعسكرات الدواعش في سرت الليبية، في ماي 2015 فان لا تحظى اليوم بحياة آمنة مثل شقيقتها حسب رواية والدتها وقد اتصلت بها منذ أيام وبعد الضربة الجوية،على صبراطة لتطلب منها طلبا غريبا بعد أن علقت بين براثن الإرهابيين وأصيبت بحالة من الإحباط واكتشفت خدعة التنظيم الذي بشّرهم ب"الجنة"... كثيرون يريدون العودة كانت رحمة الشيخاوي قبل الثورة والى عام بعد ذلك،طفلة عادية لا تلفت الانتباه ولا تختلف عن مثيلاتها لكن عندما بلغت سنّ السادسة عشرة انقلبت حياتها رأسا على عقب،كانت ككل فتيات تهتم بالموضة والرقص وتطرب بالاستماع إلى الأغاني الغربية الصاخبة.. قبل اعتناقها الفكر الداعشي اهتمت رحمة بعبدة الشيطان بل لم تجد حرجا في الاتشاح بالسواد مثلهم،لكن المنعرج حصل في حياتها عندما دفعها الفضول لحضور إحدى الخيمات الدعوية في بداية 2012،يومها تغيّر كل شيء في حياتها وكان للإمام الخطيب سامي الجندوبي الذي ألهب حماس الجماهير الحاضرة بحثها على الجهاد وطلب الشهادة دور أساسي في تغيير قناعاتها ومعتقداتها حسب ما أكّدت والدتها. ألفة الحمروني والدة رحمة وفي تصريح لالصباح روت تفاصيل جديدة ومثيرة حول حياة بنتيها في ليبيا،حيث تقول أن غفران ابنتها وبعد أن استقرّ بها المقام في مدينة سرت الليبية تخلت عن شقيقتها التي ظلت لوحدها تواجه مصيرها ومستقبلها الغامض مع هذه الجماعات. وتضيف والدة رحمة ابنتي رحمة كانت في المنزل الذي يأوي عشرات العناصر التابعة لتنظيم الدولة الإرهابي والذي تم استهدافه بالقصف الجوّي منذ أسبوع،وقد غادرت المبنى قبل دقائق من قصفه وقد أخبرتني بنفسها بذلك منذ أيام قليلة ولكنها قالت لي أن زوجها قد قضى نحبه تحت القصف ورغم إني تفاجأت من خبر زواجها ولكن ما فهمت من مكالمتها الأخيرة أنه كان شخصية قيادية وكان متواجدا ضمن مجموعات القيادات الداعشية والتي تمت تصفيتها ليلتها،ولكن لم تفصح لي عن هويته واسمه. حسب رواية ألفة الحمروني فان رحمة البالغة من العمر 17 سنة أخبرتها أنها خائفة وقالت لها سأموت يا أمّي، سأموت.. وتقول والدة رحمة لم أعرف ماذا قصدت عندما قالت لي سأموت يا أمي،وهل كانت تفكّر في القيام بعملية انتحارية أم أن المجموعة الإرهابية ستقتلها ولكن الأم تضيف بلوعة في آخر مكالمة طلبت منّي رحمة أن تنقذها الدولة التونسية وأنها تريد العودة حتى إنها نزعت نقابها،وتقول ابنتي عالقة هناك مع الإرهابيين ولا تعرف كيف تعود إلى تونس،أنا أريد من السلطات أن تتدخّل لإنقاذها والعودة بها،ابنتي طفلة ولم تكن مدركة ولا واعية عندما سلكت هذا الطريق لقد تم التغرير بها،واليوم أريد أن تعود ابنتي إلى تونس. والدة رحمة تقول إنها تريد من الحكومة أن تطمئن من يرغبون في العودة وهم كُثر،وتقول الكثيرون ندموا واكتشفوا خطأهم هم اليوم يريدون العودة إلى تونس،أنا بلّغت عنها أكثر من مرة السلطات قبل سفرها إلى ليبيا لو وضعوا وقتها ابنتي في إصلاحية او حاولوا إصلاحها لمّا كانت وصلت إلى هذه الحالة.. منية العرفاوي جريدة الصباح بتاريخ 5 مارس 2016