شرعت اليوم الدائرة المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب في المحكمة الابتدائية بتونس في محاكمة متهمين عائدين من سوريا بتهمة الإنضمام الى تنظيم ارهابي واستعمال تراب الجمهورية لإنتداب أشخاص قصد القيام بأعمال ارهابية... وتفيد أطوار القضية أن المتهم الأول سافر في سنة 2013 الى مدينة صبراطة الليبية بعد أن توسط له شخص ليبي الجنسية ثم سافر الى تركيا وأقام بمخيم تابع لما يعرف بتنظيم "داعش" الإرهابي ثم عندما علم أن السلطات التونسية ألقت القبض على زوجته التي كانت تنوي الإلتحاق به الى سوريا عاد الى تونس، وقد كشفت التحريات أنه قبل عودته الى تونس أقام بمدينة "غازي عنتاب" بتركيا وتدرب على السلاح بمعسكر بمدينة حلب تابع لما يعرف بتنظيم "داعش". والمتهم الثاني في نفس القضية انتمى أيضا لتنظيم أنصار الشريعة المحظور وحضر عدة خيمات دعوية قام بها ذلك التنظيم، وتلقى تدريبات عسكرية بمعسكر بصبراطة بليبيا على أسلحة تابعة للإرهابي نور الدين شوشان، كما كشفت التحريات أيضا أن هذا الشاب خلال اقامته بليبيا التقى بالإرهابي الخطير نور الدين شوشان كما التقى بأحمد الرويسي الذي كان يشرف على مخيم تابع لأنصار الشريعة بليبيا. وتفيد التحقيقات أن نور الدين شوشان قد طلب منه العودة الى تونس للتوسط للشبان التونسيين الراغبين في السفر الى ليبيا، حيث بقي المتهم الثاني يتواصل مع الإرهابي نور الدين شوشان هاتفيا حتى بعد عودته الى تونس. وأثناء اقامة هذا المتهم في ليبيا علم أن أحمد الرويسي هو من أرسل شابين الى تونس وكلف الأول ويدعى أيمن السعدي بتفجير روضة آل بورقيبة بالمنستير وكلف الثاني ويدعى محمد بن رمضان بالقيام بعملية ارهابية تستهدف نزل رياض النخيل بسوسة (30 أكتوبر 2013 ولحسن الحظ أن تلك العملية لم تسفر عن سقوط ضحايا أو إصابات في صفوف الحرفاء والعاملين). وكشفت الأبحاث الأولية أيضا، وفق اعترافات هذا الشاب، أنه سافر الى تركيا واقام بمدرسة بمدينة اللاذقية ثم بمخيم تابع لكتيبة أحرار الشام. كل هذه التفاصيل التي وردت على لسان المتهمين بحثا نفوها اليوم خلال محاكمتهما أمام المحكمة وادعيا أنها اعترافات انتزعت منهما تحت طائلة التعذيب. القضية حجزتها المحكمة بعد مرافعة لسان الدفاع اثر الجلسة للمفاوضة والتصريح بالحكم.