فيما تضغط دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) على حكومة الوفاق الليبية للبدء بحملة عسكرية للقضاء على مقاتلي «داعش»، بعدما وردت معلومات استخباراتية تفيد بانتقال قيادات التنظيم من سوريا والعراق إلى الأراضي الليبية، نفذت أمس قوات الجيش الأمريكي غارات جوية على مدينة صبراتة أسفرت عن مقتل 41 ارهابيا اغلبهم من التونسيين. وقال مسؤولون أمريكيون إن طائرات عسكرية شنت قصفا جويا على مخيم تتحصن به عناصر منتمية لتنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة صبراتة الليبية. وذكرت صحيفة «الدايلي بيست» الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمريكيين أن الغارة الجوية استهدفت العنصر الإرهابي نور الدين شوشان العقل المدبر للعمليتين الإرهابيتين بمتحف باردو ونزل بسوسة. من جهته، أكد حسين الذوادي رئيس بلدية صبراتة الليبية أن طائرات مجهولة نفذت ضربات جوية في وقت مبكر من صباح أمس على المدينة مما أسفر عن مقتل 41 شخصا. واضاف الذوادي لرويترز أن الطائرات نفذت القصف مع الساعة 3.30 صباحا بالتوقيت المحلي فأصابت مبنى بمنطقة قصر تليل حيث يعيش بعض العمال الأجانب. وأضاف أن 40 شخصا قتلوا وأصيب ستة. لكن مصدرا أمنيا ليبيا أكد أن المنزل مستأجر لأشخاص من جنسيات غير ليبية من ضمنهم تونسيون يعتقد بأنهم ينتمون لتنظيم الدولة « داعش». كما أوضح المصدر أن المنزل كان يحتوي على أسلحة متوسطة كالرشاشات وقاذفات «أر بي جي» وعدد من الأسلحة الأخرى وجدت تحت ركامه. من جهته كشف مصدر طبي من مستشفى صبراتة التعليمي بأن حصيلة ضحايا القصف وصلت إلى حوالي 41 قتيلاً من بينهم امرأتان تونسيتان وأكثر من 6 جرحى إصاباتهم مختلفة الضرر. فيما أكد مصدر ليبي مسؤول ل «التونسية» ان المجموعة الارهابية التي تم قصفها كانت في اجتماع ابان القصف لتوزيع المهام والمسؤوليات على العناصر الموجودة لتنفيذ عمليات انتحارية في ليبيا وبعض الدول المجاورة. محتويات المنزل وقال أحد سكان صبراته لأحد المواقع الليبية إن المنزل الذي تم استهدافه مكون من عدة طوابق ويعود لشخص مقرب من تنظيم «داعش»، ويقيم به أجانب يشتبه في انتمائهم للتنظيم. وأشارت مصادر ميدانية لمراسل «البوابة» أن قيادياً كبيراً في التنظيم يدعى، أبو طلحة المهاجر، يرجح أن يكون تونسياً، قد لقي حتفه خلال القصف. ورفع ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لآثار القصف، وجثث يتم استخراجها من تحت الأنقاض من قبل . تونس تتابع عن كثب تتابع وزارة الشؤون الخارجية ملف الحادثة بالتنسيق مع السلطات الليبية الممثلة في تونس لتحديد ملابسات القصف الجوي. وأفاد مدير إدارة الإعلام بوزارة الشؤون الخارجية نوفل العبيدي بأنه حسب المعطيات المتوفرة من طرف السلطات الليبية في تونس فإن الغارة الجوية التي استهدفت منزلين في صبراتة الليبية تبعد حوالي 70 كلم عن تونس. وأضاف العبيدي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن الحصيلة الأولية تشير إلى مقتل 40 شخصا من تونس والجزائر . أحزاب ومنظمات تتحرك في المقابل ، أعلنت بعض الأحزاب والمنظمات والجمعيات والشخصيات الوطنية، بتونس العاصمة، اعتزامنا القيام بمجموعة من التحركات والفعاليات المقاومة لهذا العدوان، وذلك في إطار مناهضة عدوان القوى الاستعمارية ووكلائها على ليبيا المستمر منذ سنة 2011. ودعت الأحزاب والمنظمات والشخصيات الوطنية للانخراط في هذه المبادرة و لاتّخاذ مواقف تتصدّى لهذا العدوان، نظرا للتداعيات الخطيرة له على تونس وبقية دول الجوار. وحمّلت السلطة التونسية المسؤولية الكاملة في التورط في أي شكل من أشكال المشاركة في العدوان أو التسهيل له . وأكّدت دعمها للقوى الوطنية الليبية المتمسكة بوحدة التراب الليبي وسلامة مقدراته والمقاومة للعدوان والإرهاب الصهيوني والتكفيري. ومن بين الأحزاب والمنظمات والجمعيات والشخصيات الوطنية، نذكر حركة النضال الوطني، حزب الوحدة وحركة الشعب وحزب الديمقراطيين الاشتراكيين والهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية وحركة «مرابطون» وحركة الوحدويين الأحرار وحزب التكتل الشعبي و« الحركة الجماهيرية» وحزب الوحدة الشعبية ولائحة القومي العربي، و«الميثاق» واتحاد القوى الوطنية والتقدمية والرابطة التونسية للتسامح وحزب الطريق والملتقى الدولي للشبان المناهض للصهيونية والامبريالية وحزب حركة العمل والجبهة الشعبية الوحدوية وحزب الغد والحزب الاشتراكي. من هو الإرهابي نور الدين شوشان؟ نور الدين شوشان المطلوب من قبل وزارة الداخلية مفتش عنه في قضايا ارهابية و قضايا حق عام تتعلق بالسرقة و التحيل انضمّ الى «انصار الشريعة» سنة 2013. و قد بدأ نور الدين شوشان حياته كلاعب «كيك بوكسينغ» أو ما يعرف بالملاكمة الامريكية وسافر الى ايطاليا للعمل هناك و بعدها بسنوات عاد الى تونس. وتمثلت مهمته في تزويد الارهابيين بالمؤونة داخل مخابئهم ،و قد استطاع في عملية سيدي بوزيد إصابة عنصر من الحرس الوطني بسلاح كلاشنيكوف خلال تبادل لإطلاق النار بعد ان قتل رفيقه من الارهابيين .و تمكن من الفرار بعد ان اختبأ داخل احد الجوامع بالمدينة ليلتحق بعد ذلك بصفوف احد التنظيمات الارهابية بداعش ليبيا. واكدت مواقع اخبارية ان شوشان هو العقل المدبر لهجمات باردووسوسة الإرهابية، موضحة أن «خلية سوسة» تلقت منه تعليمات قبيل هجومها الإرهابي من ليبيا. واتهمت «الداخلية» شوشان بالإرهاب بالإضافة إلى تهم بمحاولة اغتيال النائب في حركة «نداء تونس» رضا شرف الدين، في سوسة، وأوضحت تحقيقات نشرتها بعض المواقع أن شوشان مسؤول عن إيصال المؤونة والعدة والعتاد للمتشددين في ليبيا، بالإضافة إلى أنه مصدر معلوماتهم في تونس. وأضافت «الداخلية» في بيان لها أن شوشان يقف وراء استشهاد رجال أمن نفذ في 16 جوان 2015 في سيدي بوزيد، وهي الواقعة التي استشهد خلالها 3 من أفراد الحرس الوطني في تبادل لإطلاق النار نفذه شوشان بنفسه بواسطة سلاح آلي، وتبنّى تنظيم «داعش» الهجوم. يذكر ان صبراتة تقع قرب الحدود التونسية وهي واحدة من المناطق التي يقول مسؤولون غربيون إن متشددي الدولة الإسلامية لهم وجود بها في إطار توسعهم في ليبيا. وهذه هي المرة الثانية في ثلاثة أشهر التي تنفذ فيها الولاياتالمتحدة ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية في ليبيا وهي أول غارة من نوعها تستهدف مدينة صبراتة الواقعة على بعد 70 كلم غرب طرابلس والخاضعة لسيطرة تحالف «فجر ليبيا» المسلح الذي يخوض نزاعا على السلطة مع قوات السلطات المعترف بها دوليا والتي تتخذ من شرق ليبيا مقرا.