سينطلق عرض الفيلم التونسي "زهرة حلب" في غضون الأيام المقبلة في عدد من الدول العربية، من بينها تونس ومصر ولبنان. وانتهى المخرج التونسي رضا الباهي من تسجيل الموسيقى التصويرية لفيلمه الجديد الذي تقوم ببطولته هند صبري، اضافة الى مشاركتها في إنتاجه عبر شركتها "سلام برود". وكان المخرج رضا الباهي قد قام في المدة الاخيرة بتنزيل الاعلان الدعائي للفيلم على موقع يوتيوب الذي حقق اكثر من مائة الف مشاهدة. ويتناول الفيلم حكاية ام تسافر الى سوريا لإنقاذ ابنها من الانضمام الى المجموعات الارهابية من اجل القتال هناك. ويتضح من الإعلان أن فيلم «زهرة حلب» يتطرق إلى التفكير المتطرف الذي تتبناه جماعات ارهابية تتخذ من العالم العربي موطنا لها وأشهرها تنظيم داعش والفيلم تم تصويره في تونس ولبنان، ويشارك فيه هشام رستم وفاطمة ناصر من تونس، مع باسم لطفي، محمد آل رشي وجهاد زغبي من سوريا. وقامت هند صبري بتصوير الفيلم التونسي الجديد رغم تعرضها لتهديدات بالقتل على مواقع التواصل من جماعات دينية متشددة. وصرحت هند صبري انها لا تخاف الا من الله كما انها صاحبة كلمة حق وهي مصرة على ان يشاهد العالم فظاعات الدولة الاسلامية. واكدت أنها ليست قلقة من تعرضها للتهديد من قبل الجماعات المتطرفة فكل ما يشغلها هو تقديم أعمال تلامس معاناة الناس، واعتبرت ان الفنان الحقيقي عليه أن يلقي الضوء على القضايا المجتمعية كافة. وافادت وسائل اعلام ان الفنانة التونسية تلقت رسائل تهديد موقعها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي. وهددت جماعات دينية مسلحة الممثلة التونسية بسوء العاقبة اذا اصرت على استكمال تصوير "زهرة حلب" وتشارك الممثلة التونسية في إنتاج الشريط من خلال شركة "سلام برود" التي أعلنت عن تأسيسها خلال الدورة الأخيرة من «مهرجان كان السينمائي". وقالت هند "أعود بهذا الفيلم إلى السينما التونسية بعد غياب 7 سنوات، وهو يتعرض لقضية استغلال البشر تحت ستار الدين، ومصير الأطفال الذين يأتون نتيجة جهاد النكاح، وصعوبة وضعهم القانوني". وذكرت أن الفيلم يتحدث عن قضية جهاد النكاح خاصة وأن الأمر لا يقتصر على سوريا حيث أن العدوى انتقلت إلى تونس. وتطرّقت هند لما يخلّفه جهاد النكاح من مآس اجتماعية وقانونية ونفسية وبيّنت أنّ الفيلم سيتطرق إلى غموض وضبابية الوضعية القانونية لأطفال جهاد النكاح. وقالت "إن الحكومة التونسية عجزت عن إيجاد قانون يحمي أطفال ثمار العلاقات غير القانونية والتي غذتها الفتاوى الدينية المتطرفة والمتزمتة". واعتبرت أن الأبرياء الصغار لا ناقة ولا جمل لهم في ما يحدث، حيث تساءلت هند «ما هو مصير الأطفال الذين سيأتون إلى هذا العالم اثر الزواج الحرام بنص القانون وبالدين؟». وكانت وزارة الداخلية التونسية، وهي أوّل جهة رسمية، تحدّثت عن جهاد النكاح أعلنت أن فتيات من تونس سافرن إلى سوريا تحت مسمى «جهاد النكاح» وعدن إلى تونس حوامل من أجانب يقاتلون الجيش النظامي السوري، ولم يحدّد عددهنّ. وكانت وزارة شؤون المرأة في تونس قد استنكرت الفتاوى التي يطلقها البعض من الدعاة المتطرفين التي تُشجع الفتيات على السفر لسوريا لممارسة «جهاد النكاح»، ودعت إلى إبلاغ السلطات عن مثل هذا النشاط حتى تتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.