وصل إلى تونس صباح أمس رئيس مجلس الرئاسة الليبي السيد فايز السراج قادما من طرابلس بعد زيارة مميزة إلى القاهرة التقى خلالها بالخصوص رئيس مصر الفريق عبد الفتاح السيسي وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي اللذين أعلنا دعما سياسيا علنيا غير مسبوق لمسار التسوية السياسية الحالية في ليبيا التي ترعاها الأممالمتحدة بإشراف الألماني مارتن كوبلر. وقد حضر لاستقبال الرئيس الليبي مدير عام الشؤون العربية في وزارة الخارجية السفير سمير قوبعة ومارتن كوبلر موفد الامين العام للأمم المتحدة في ليبيا وأعضاء بعثته بينهم نائب رئيس البعثة السفير الأردني الفلسطيني علي الزعتري والسفير الفلسطيني بتونس محمد معلول. "الصباح" التقت الرئيس الليبي فكان معه الحوار التالي: * مرحبا بكم في تونس.. السيد الرئيس تزورون تونس للقاء قيادات من قبائل شرق ليبيا ومرجعياتها الثقافية والقبلية ورموزها السياسية، وبعضهم ممن عرفوا بمعارضة نتائج «مفاوضات الصخيرات».. فهل من جديد؟ - في تونس نشعر أننا في بلدنا وبين أهلنا وذوينا. وسألتقي في تونس سياسيين وشخصيات وطنية ليبية أعتز بالحوار معها. وأنا أثق في كون الغالبية الساحقة من ساسة ليبيا وقياداتها سواء كانوا من شرق ليبيا أو من غربها، من شمالها أو من جنوبها، سيختارون التسوية السياسية وصرف الطاقات لإعادة بناء الدولة والوطن سياسيا واقتصاديا وأمنيا في مناخ من الحوار والمصالحة وبعيدا عن كل أشكال التنافر والقطيعة القديمة. أنصار النظام السابق؟ * بما في ذلك المحسوبون على «النظام السابق» من بين رموز «القبائل» الليبية وقيادات العشائر والقوى السياسية التي تعترض على نتائج مسار الصخيرات الذي ترعاه الأممالمتحدة؟ - الحوار يشمل الجميع والمصالحة الوطنية من بين أبرز أولوياتنا.. وقد تحاورت مع ممثلي كل الاطراف لأن من بين أهدافنا المحافظة على وحدة ليبيا ورفض تقسيمها واستبعاد سيناريو التدخل الأجنبي ومحاولات جر البلاد إلى حرب جديدة. نحن معنيون بالحوار والتفاوض مع ممثلي الشرق والغرب وكل جهات ليبيا ومحافظاتها وقواها الحية.. ومن بينها رؤساء القبائل الليبية وممثلي المدن والبلديات. تقييمات متناقضة *لكن التقييمات للأوضاع الأمنية والعسكرية والسياسية في ليبيا متناقضة خاصة في المشرق.. فإلى أين تسير ليبيا بعد أسابيع من عودتكم الى طرابلس في أعقاب انعقاد مؤتمر دول جوار ليبيا في تونس الذي ترأستم الوفد الليبي فيه وبعد أن تعاقب الدعم الأممي والدولي لمجلس الرئاسة الذي تقودونه؟ - رغم بعض الأحداث التي نأسف لها والتي يمكن تفاديها بسرعة، أعتقد أن الاوضاع الامنية والسياسية في ليبيا تتحسن بنسق سريع وتسير إلى توفير ظروف إعادة بناء الدولة الليبية حسب 3 أولويات واضحة: الأمن والاقتصاد والمصالحة الوطنية. وقد لقينا ترحيبا كبيرا بنا عند عودتنا الى طرابلس على متن خافرة عسكرية ليبية وطنية قادمين إليها من ميناء صفاقسبتونس العزيزة التي دعمت مسارنا السياسي والتوافقي مع بقية دول الجوار لليبيا والدول الشقيقة. والحمد لله لم تسل قطرة دم واحدة عند وصولنا طرابلس وتتواصل عملية نقل السلطات في الوزارات والمؤسسات العمومية بهدوء وسط تفاؤل بطي صفحة الماضي وانطلاق مرحلة اعادة البناء بمشاركة كل الطاقات الوطنية وفي مناخ سياسي جديد لا يقصي أي طرف سياسي وطني. مارتن كوبلر والأممالمتحدة * عند وصولكم الى مطار تونسقرطاج، كان في انتظاركم وفد الاممالمتحدة الخاص بليبيا برئاسة مارتن كوبلر ونائبه السفير علي الزعتري.. ثم عقدتم جلسة عمل معه. فهل تعتبرون أن الأوضاع تسير لصالح التسوية السياسية رغم التصعيد العسكري والامني في عدة مدن؟ - أنا متفائل بتقدم مسار التسوية السياسية. وأعتقد أنها السبيل الوحيد لإخراج ليبيا من أزمتها. وقد لمسنا من المجتمع الدولي ومن الأممالمتحدة ودول الجوار العربية والإفريقية والإسلامية دعما لهذا المسار. ونحن نتعاون مع موفد الأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر ومع البعثة الأممية من أجل إنجاح هذا المسار السياسي الذي أفرز حكومة توافق وطني ناقشنا مع مختلف الأطراف الليبية تشكيلتها وعدلناها حسب مقترحات قدمت لنا أو للوفد الأممي. دعم مصري وعربي *قدمتم إلى تونس من القاهرة بعد توقف في طرابلس ما جديد حواركم مع الرسميين في مصر وخاصة مع رئيس الدولة الفريق عبد الفتاح السيسي ومع أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي.. علما أن السيسي استقبل من قبل رئيس برلمان طبرق المنتهية ولايته عقيلة صالح الذي يعترض على دعوة المجلس للمصادقة على الحكومة وأداء اليمين الدستورية؟ - كانت المحادثات مع الاشقاء كبار المسؤولين في الشقيقة مصر ومع الرئيس عبد الفتاح السيسي والاستاذ نبيل العربي إيجابية جدا سياسيا ودعما لخيار التسوية السياسية في ليبيا. ونحن نعتز بالدعم الذي لقيناه من كل دول جوار ليبيا وخاصة من تونس والجزائر ومصر، مثلما نعتز بدعم بقية الدول الشقيقة والصديقة. أما بالنسبة لبرلمان طبرق فأعتبر أن دعم 103 من أعضائه لمسار التسوية السياسية وحكومة التوافق الوطني الجديدة مهم جدا.. وعسى أن تستعجل عملية استكمال الاجراءات في مقر البرلمان السابق مؤقتا. الوضع في رأس الجدير والذهيبة *وهل من أفق لتسوية الملف الامني على الحدود التونسية الليبية وبوابات رأس الجدير والذهيبة حيث تورد بعض الأنباء وجود مضايقات للمسافرين من الجانب الليبي؟ - نأمل أن تسوى مثل هذه المسائل بسرعة عبر التفاوض بين المسؤولين في البلدين. وأؤكد لكم أن الاوضاع في المعابر والبوابات والحدود ستتغير إيجابا في أقرب وقت مع تقدم تفعيل مؤسسات الدولة وحكومة التوافق الوطني. إني أتابع شخصيا مع كبار المسؤولين في تونس مقترحات التحسين الفوري خدمة لمصلحة شعبنا في تونس وليبيا. حاوره: كمال بن يونس جريدة الصباح بتاريخ 11 ماي 2016