أكد صلاح الصالحي سفير تونس لدى قطر أن زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الى الدوحة مساء اليوم (الاثنين) تأتي دعما للعلاقات المتميزة التي تربط البلدين وفي إطار زيارات مكثفة شهدتها الفترة الماضية على كافة المستويات ما يؤكد حرص قيادتي البلدين على تعزيز التعاون والتشاور حول كافة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وكشف في تصريح لموقع "الراية" القطري أن الزيارة سوف تشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات متنوعة اقتصادية وثقافية ورياضية منوها بالنقلة النوعية التي شهدتها علاقات البلدين في ديسمبر الماضي بتوقيع 13 اتفاقية للتعاون في اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين الجانبين. وقال إن هذه الزيارة تدعم وتعزز العلاقات المتميزة بين البلدين وتأتي في إطار مزيد من التباحث حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما تأتي في مسار العديد من الزيارات المكثفة والوفود المتبادلة بين البلدين في الفترة الماضية وكان أبرزها اجتماع اللجنة العليا المشتركة الذي عقد في ديسمبر الماضي وزيارة رئيس الحكومة الحبيب الصيد الى الدوحة وتوقيع العديد من الاتفاقيات كما زار الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية، تونس منذ أسابيع قليلة وشارك وزير الخارجية خميس الجهيناوي في المنتدى العربي الصيني في الدوحة الأسبوع الماضي وأجرى لقاء مع وزير الخارجية القطري الى جانب العديد من الاجتماعات الأخرى التي تم عقدها بين وفود البلدين سواء في تونس أو الدوحة. وحول ما اذا كانت الزيارة ستشهد توقيع اتفاقيات جديدة بين الجانبين قال السفير الصالحي سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات التي أقرتها اللجنة العليا المشتركة بين البلدين لافتا الى أن هذه الاتفاقيات تتناول العديد من المجالات المتنوعة التي تهدف الى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات الاقتصادية والثقافية والشبابية والرياضية. وحول أهم ملامح التعاون التونسي - القطري خلال الفترة الماضية، قال السفير صلاح الصالحي إن السنوات الخمس الأخيرة شهدت تقدماً كبيرا في العلاقات بين البلدين وحالياً تحتل دولة قطر مكانة مرموقة في صدارة الاستثمارات العربية والعالمية في تونس . وأضاف أنه بعد التحول السياسي في البلاد عام 2011 كانت قطر أول دولة عربية تساهم بشكل فعال في دعم الدولة والاقتصاد التونسي في هيئة هبات وسندات بمبالغ تفوق المليار دولار،وبنهاية عام 2014 كانت قطر هي الثانية عالمياً من حيث حجم الاستثمارات المباشرة في كافة القطاعات عدا القطاع النفطي بنسبة 13% من حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في تونس ، وفي الوقت الحالي فإن قطر هي المستثمر الثاني عربياً في السوق التونسي في مجالات البنوك والعقار السياحي والاتصالات والزراعة والصناعات الغذائية ومختلف المجالات الاستراتيجية. ومن جانبه، أكد عبدالله ناصر الحميدي سفير دولة قطر في تونس، أن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية لدولة قطر تأتي تتويجا لما تشهده العلاقات القطريةالتونسية من تطور مطرد في شتى المجالات. وقال في حديث لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أجرته معه في تونس، إن هذه الزيارة تندرج في إطار حرص أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، على دعم الانتقال الديمقراطي في تونس تواصلا مع دعم دولة قطر للثورة التونسية التي ساندتها منذ شرارتها الأولى . وأوضح أن الزيارة ستشكل فرصة ملائمة لتعزيز العلاقات المميزة التي تربط دولة قطر والجمهورية التونسية وتطويرها خاصة في المجالات الاقتصادية والسياسية. مبادرات واستعرض في هذا الصدد ما قدمته دولة قطر من دعم اقتصادي لتونس بعد الثورة وخاصة على مستوى المشاريع الاجتماعية والإنسانية الى جانب الاستثمارات المتنوعة في عدة مجالات. وذكر في هذا الإطار أن دولة قطر بادرت بعد الثورة بتقديم قرض لتونس بقيمة 500 مليون دولار بنسبة فائدة متدنية الى جانب وديعة بمبلغ مماثل، كما قدمت هبة بمبلغ 20 مليون دولار لجرحى الثورة التونسية والتكفل بتقديم العلاج لحوالي 20 من هؤلاء الجرحى في الدوحة وفي الخارج. وأشار الى انطلاق عدد من المشاريع الاجتماعية التي تمولها دولة قطر في تونس ويأتي في مقدمتها مشروع المدينة السكنية (عمر المختار) في منطقة السيجومي في ضواحي غربي تونس العاصمة، وهو مشروع يتألف من 810 مساكن اجتماعية بتكلفة تبلغ 29 مليون دولار من المتوقع تسليمها لمستحقيها مع نهاية العام الجاري. صندوق الصداقة كما تحدث عن الدعم الذي يقدمه صندوق الصداقة القطري في تونس والذي يعنى بدعم وتمويل المشاريع الخاصة الموجهة للشباب بقيمة 79 مليون دولار حيث ساهم الصندوق في إنشاء 1800 شركة صغيرة ومتوسطة وتوفير 8000 مواطن شغل مباشر و20 ألف موطن شغل غير مباشر. كما لفت الى مشروع في طور الإنجاز حاليا وهو بناء 50 وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود في بلدة (ساقية سيدي يوسف) من ولاية الكاف في الشمال الغربي لتونس وهي عبارة عن هبة دولة قطر بتكلفة تقدر بمليون و100 ألف دولار. التبادل التجاري كما أشار الى تطور حجم التبادل التجاري بين دولة قطروتونس والذي أصبح يقدر بمبلغ 29.5 مليون دولار في 2015 مقابل 15.8 مليون دولار في 2010 حيث بلغت قيمة الصادرات القطريةلتونس سنة 2015 حوالي 18.4 مليون دولار وتتمثل أساسا في المنتجات النفطية في حين بلغت قيمة الواردات من المنتجات التونسية حوالي 11.1 مليون دولار أمريكي وتتمثل أساسا في مواد فلاحية (زيت زيتون وتمور). القطاع الخاص ولفت الى أن التعاون بين تونسوقطر لا يقتصر على الصعيد الرسمي بل يتعداه الى حيث تقوم شركة الديار القطرية بإنجاز مشروع سياحي يتمثل في منتجع صحراوي سياحي الأول من نوعه في الجنوب الغربي لتونس بقيمة 80 مليون دولار، الى جانب عدد من المشاريع الإنسانية الاجتماعية التي نفذتها وتنفذها الجمعيات القطرية الخيرية ومنها جمعية قطر الخيرية ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية (راف) وغيرها من المؤسسات الخيرية والإنسانية. (وكالات)