أطاحت الوحدات الأمنية لإقليم الأمن الوطني بصفاقس وتحديدا على مستوى الفرق المختصة بمنطقة الأمن الوطني بصفاقس المدينة قبل يومين بخلية داعشية تنشط في الوطن القبلي حيث ألقت القبض على أكثر من 15 تكفيريا وحجزت مجموعة من الحواسيب والهواتف والكتب ذات المنحى التكفيري، وذلك في أعقاب عملية استخباراتية وصفت أمنيا بالدقيقة أعقبتها سلسلة من المداهمات على ثلاث دفعات بالتنسيق التام مع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بنابل. أوراق القضية تفيد بان أعوان فرقة الإرشاد بمنطقة الأمن الوطني بصفاقس المدينة توفرت لديهم معلومة مؤكدة على هامش التحريات في إحدى القضايا ذات الصبغة الإرهابية مفادها أن متشددا دينيا مقيما عادة بإحدى معتمديات ولاية نابل مندمج في أنشطة مشبوهة قد تكون مهددة للأمن القومي، تتعلق مبدئيا باستقطاب اكبر عدد ممكن من الشبان الحاملين للفكر السلفي التكفيري أو المتعاطفين معهم، إذ قام عبر موقع التواصل الاجتماعي بمحاولة استقطاب فتاة لما يعرف بتنظيم داعش الإرهابي ووعدها بالزواج. الكمين.. نظرا لخطورة الموضوع فقد أولاه الأعوان العناية اللازمة وقاموا رفقة أعوان من فرقتي الشرطة العدلية وشرطة النجدة بصفاقس المدينة بالتحول إلى ولاية نابل بالزي المدني حيث نصبوا كمينا للمشتبه به بينما كان رفقة الفتاة، وألقوا القبض عليه، ثم اقتادوه إلى المقر الأمني بصفاقس لمواصلة الأبحاث معه، فأدلى بهويات عدد ممن قال إنهم عناصر خلية تطلق على نفسها اسم كتيبة خالد بن الوليد. المداهمات قام الأعوان لاحقا بتنفيذ سلسلة من المداهمات على دفعتين بالتنسيق التام مع النيابة العمومية ومع وحدات أمنية بولاية نابل، تمكنوا في الأولى من إيقاف عشرة مشتبه بهم وفي الثانية ما بين خمسة وستة مشتبه بهم ليرتفع عدد المحتفظ بهم إلى أكثر من 15 وحجزوا مجموعة من الحواسيب التي تتضمن أناشيد جهادية وتسجيلات لخطب تكفيرية تحرض على القتل وما يعرف ب»الجهاد» إضافة إلى كتب تكفيرية. الأمير في ليبيا وبالتحري مع المشتبه بهم اعترف وفق ما أكده مصدر أمني مطلع ل»الصباح»- عدد منهم بانتمائهم لما يعرف بتنظيم «داعش» ومبايعتهم لأميره «أبو بكر البغدادي»، كما اعترف أكثر من عنصر منهم بتخطيطهم للسفر إلى ليبيا والالتحاق بمقاتلي التنظيم الإرهابي واعترف عنصر آخر وربما أكثر بانتظارهم التعليمات ل»الجهاد» فيما نفى عدد آخر أي علاقة لهم بالكتيبة التي يتردد أنها تؤتمر بأوامر أميرها الهارب في ليبيا وهو عنصر سابق في ما يعرف بكتيبة أبو مريم (انشق عنها على الأرجح خاصة وان عناصرها تشتتوا بعد القبض عليهم سابقا وإطلاق سراحهم من قبل القضاء(. ايقاف وإفراج ووفق مصدر أمني آخر فإن عناصر هذه الكتيبة تتراوح أعمارهم بين 25 سنة و30 سنة بينهم عدد من العاملين بمعمل بجهة الوطن القبلي مشيرا إلى أن وحدات إقليم الحرس الوطني بنابل كانت أوقفت جل هؤلاء قبل بضعة أشهر وأحالتهم على القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتونس حيث أطلق سراحهم بعد التحقيق معهم. صابر المكشر جريدة الصباح بتاريخ 17 ماي 2016