تشكل الزرافة ونمو رقبتها الطويلة لغزًا حير العلماء لقرون، لكن يبدو أن الأمر لن يعد كذلك، إذ نحج علماء في رسم الخريطة الجينية «الجينوم» لهذا الحيوان، الذي يهوى الأطفال إطعامه في حدائق الحيوان. وكشف العلماء النقاب عن الجينات التي تسهم في تفسير كيف طور أطول حيوان على الأرض طول رقبته، ويعتبر نمو الزرافة أمر بالغ الصعوبة، إذ أن ضخ الدم لمسافة مترين أعلى من الصدر حتى المخ يحتاج قلبًا بمحرك تيربو، وفق «سكاي نيوز عربية»، الأربعاء. وكشف العوامل الجينية المعنية بجهاز القلب والأوعية الدموية الاستثنائي للزرافة قد يفيد الإنسان أيضًا، نظرا لأن هذه الحيوانات تبدو قادرة على تجنب الأضرار التي تصيب أجهزة الجسم البشري المصاب بارتفاع ضغط الدم. وتحتاج الزرافة أيضا لصمامات أمان خاصة تمكنها من الانثناء من أجل الشرب ورفع رأسها مرة أخرى دون أن تفقد الوعي. والآن بمقارنة جينوم الزرافة بأقرب أقربائها وهو حيوان الأوكابي قصير الرقبة، حل العلماء جزءا من اللغز بتحديد تغييرات في عدد قليل من الجينات المسؤولة عن تنظيم شكل الجسم والدورة الدموية. ويشير هذا إلى أن الرقبة الطويلة والقلب القوي تطورا جنبا إلى جنب بدعم من عدد قليل نسبيا من التغييرات الجينية. وقال موريس أجابا الباحث بالمعهد الإفريقي للعلوم والتكنولوجيا في تنزانيا «توجد نظريات كثيرة بشأن كيفية نمو رقبة الزرافة بهذا الطول. لكن يبدو أن تطور القلب والأوعية الدموية حدث بالتوازي مع تطور الهيكل العظمي». تمتلك الزرافة عنقاً طويلاً، ويعتبر عنقها العنق الأطول مقارنةً بباقي الثديات الموجودة على الأرض، ويبلغ طول عنق الزرافة حوالي مترين وهو ما يعادل 6 قدم أو 7 إنش. وعلى عكس الاعتقاد السائد بأن الارتفاع العالي لعنق الزرافة يعود إلى عدد الفقرات العنقية الكثيرة لديها فإن تشريح رقبة الزرافة أثبت أن سبب ذلك يعود إلى التطاول غير متناسق بين الفقرات العنقية لديها، حيث يبلغ طول كل فقرة من فقرات عنق الزرافة حوالي 28 سم، وهو ما يعادل 11 إنش، وفق «موضوع». (وكالات)