- مصدر ديبلوماسي جزائري ل" الصباح نيوز ": موعد التدخل في ليبيا غير معلوم و متى قررت الدول التدخل فإنها لا تستشير دول مثل الجزائر او تونس او مصر الجزائر-الصباح/ كمال موساوي تقترب ساعات الحسم في ليبيا، و تتزايد التوقعات بهجوم عسكري مرتقب على ليبيا من طرف قوات اجنبية ضد تنظيم "داعش" الارهابي، وهو الأمر الذي يثير قلق السلطات الجزائرية من تداعيات هذا التدخل على أمن واستقرار البلاد، و تأثيراته الاقتصادية والاجتماعية في ظل تهاوي أسعار البترول والغاز وانخفاض كبير في المداخيل. و تبدي السلطات الجزائرية تخوفها من أن تتسع دائرة الفوضى التي تعيشها الجارة الشرقية ليبيا لتصل إليها تداعياتها الخطيرة خاصة وأن الجزائر لم تتعافى بشكل نهائي بعد من طاحونة الإرهاب التي عاثت فسادًا ودمارًا في البلاد لأكثر من عشرية كاملة، بدليل عمليات التمشيط المستمرة التي تقوم بها قوات الجيش الجزائري منذ مدة والتي مكنت من القضاء على 100 ارهابي خلال 6 اشهر، و ايقاف اخرين، بالاضافة الى حجز كميات ضخمة من كل انواع الاسلحة القادمة من ليبيا خاصة، ولا تزال القيادة السياسية و العسكرية في الجزائر تبدي انزعاجها الشديد و رفضها القاطع لأي تدخل عسكري أجنبي في ليبيا، لكنها في المقابل تسارع مضطرة في خطوة استباقية لإبعاد شبح التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا، إلى فتح قنوات تواصل مع الفرقاء الليبيين و توسيع طاولة الحوار الى مختلف الاطراف المعنية، و هي تستعد لاستقبال وفودا من الشخصيات الليبية بعد عيد الفطر، في خطوة توصف بالفرصة الاخيرة، من أجل حل سياسي يقطع الطريق امام فكرة التدخل العسكري في ليبيا. وفي هذا الإطار، تسعى فرنسا بمعية دول غربية أخرى على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية جاهدة وباستعمال أساليب ضغط عديدة، إلى توريط وإغراق الجزائر في المستنقع الليبي من خلال محاولات إقناع الجزائر بضرورة المشاركة في التدخل العسكري المرتقب في ليبيا، او مساعدة هذه القوى الغربية بالدعم اللوجستيكي بعيدا عن المشاركة الميدانية، حيث سبق وأن أعلن وزير الدفاع الفرنسي، عن مساعي بلاده للتدخل عسكريا في ليبيا تحت غطاء أممي وبالتعاون مع الجزائر بصفتها أكبر دولة إقليمية في المنطقة. وأوضح مصدر ديبلوماسي جزائري ل" الصباح نيوز"، أن موعد التدخل في ليبيا غير معلوم، لأنه متى قررت تلك الدول التدخل في ليبيا فإنها لا تستشير دول مثل الجزائر او تونس او مصر، و الدليل أن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عندما أراد التدخل العسكري في ليبيا سنة 2011 لم يستشر أي بلد من دول الجوار التي لا تستطيع منعه في حال ما قررت الدول الكبرى ذلك. و أشار المصدر إلى أن إمكانية انضمام الجزائر إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الارهابي مستقبلا، يبقى احتمالا واردا، لكن ليس عبر تنقل قوات الجيش الى خارج الحدود، وأفاد ان هناك استعدادات حثيثة يقوم بها الجيش الجزائري لمواجهة خطر "داعش" او أي تنظيم إرهابي آخر، مضيفا أن هناك خططا أمنية وعسكرية عديدة تم وضعها بعد التدرب عليها، لمواجهة الإرهابيين مهما كانت قوتهم، وهو ما أكده نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح في الأيام القليلة الماضية. وكانت وسائل إعلام محلية وأجنبية كشفت عن ضغوط متزايدة على الجزائر للموافقة على المشاركة في عملية عسكرية ضد داعش بليبيا التي تزايدت الأنباء في الآونة الأخيرة عن إمكانية إشراك عدد من الدول الكبرى فيها في مقدمتها إيطالياوفرنسا وأمريكا. وفند ذات المصدر كل الأنباء التي تحدثت عن أن طائرات دون طيار أمريكية تقوم بعمليات استطلاع استخباراتية في الأراضي الليبية تستخدم مطارات عسكرية جزائرية، وقال إن الجزائر ترفض أن تكون أراضيها منطلقا لأي عمليات عسكرية أو استخباراتية أجنبية، معترفا بوجود تعاون استخباراتي جزائري أمريكي.