دانت محكمة كولونيا الابتدائية الخميس شابين أحدهما عراقي والآخرجزائري بتهمة التعدي الجنسي على امرأة خلال واقعة التحرش الجماعي بنساء في ليلة رأس السنة 2016 بمدينة كولونيا غربي ألمانيا. وأصدرت المحكمة حكما بالسجن لمدة عام مع إيقاف التنفيذ بحقهما استنادا إلى قانون العقوبات الخاص بالأحداث. وواجه الشاب العراقي (21 عاما)، والذي لم يذكر اسمه، اتهاما بالاقتراب من المرأة التي أحاطها العديد من الرجال في ليلة رأس السنة وتقبيلها ولعق وجهها. كما دانت المحكمة الشاب الجزائري (26 عاما) والذي لم يذكر اسمه أيضا، بالمساعدة في التعدي الجنسي ومحاولة التعدي الجنسي. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يدين فيها القضاء أشخاصا بالتعدي الجنسي في واقعة التعدي الجماعي على نساء ليلة رأس السنة في كولونيا، حيث كانت الأحكام التي صدرت في الفترة الماضية في هذه الواقعة قد اقتصرت حتى الآن على جرائم سرقة وما شابهها. وأثارت الهجمات التي استهدفت النساء في الأساس وترواحت بين السرقة والتحرش الجنسي جدلا ساخنا في المانيا حول سياستها المرحبة باللاجئين. واعلنت وزارة الداخلية الألمانية وقتها ان الشرطة الفدرالية قامت بالتدقيق في اوضاع 32 «مشتبها» بمشاركتهم في اعمال العنف، بينهم 22 من طالبي اللجوء. واثر ردود الفعل المستهجنة التي رافقت هذه الاعتداءات والتي تورط فيها عدد من اللاجئين، وجدت المستشارة الالمانية نفسها مضطرة الى الحد من سياسة الانفتاح التي تنتهجها ازاء اللاجئين خوفا من تراجع شعبيتها قبل الانتخابات التشريعية المقررة في عام 2017. وكانت الصحف الألمانية قد تناولت حوادث الاعتداء الجنسي التي شهدتها مدينة كولونيا ليلة رأس السنة بكثافة شديدة. وربطت تعليقات بعض منها بين هذه الحوادث وبين اللاجئين بالرغم من أن تحقيقات الشرطة الألمانية مع الموقوفين لم تذهب هذا الاتجاه بعد. كما لم تجد عدة صحف أوروبية حرجا في وضع السياسة التي تتبعها المستشارة أنغيلا ميركل بخصوص اللاجئين في قفص الاتهام. وكان تقرير للشرطة الألمانية قد أكد أن عدد الجرائم التي ارتكبها سوريون وأفغان وعراقيون وهم أكبر التجمعات بين طالبي اللجوء في ألمانيا كان كبيرا لكن بالنظر لنسبة هؤلاء إلى مجموعات اللاجئين التي ينتمون إليها فإن «من الواضح أنها نسبة منخفضة». في حين وصل مجموع الجرائم التي ارتكبها أو حاول ارتكابها مهاجرون خلال الربع الأول من العام الجاري حوالي 69 ألف حالة. ولم يفصل التقرير عدد الجرائم الفعلية أو المحتملة ولم يحدد نسبة هذه الجرائم من إجمالي الجرائم الفعلية أو المحتملة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2016. وقال التقرير إن الغالبية العظمى من المهاجرين لم يرتكبوا أي جرائم. كما أن وزير الداخلية الألماني هايكو ماس صرح بعد حادثة كولونيا أمام الاعلام الالماني أن متطرفين في ألمانيا يستغلون اعتداءات كولونيا لتأجيج المشاعر ضد اللاجئين في ألمانيا. وحذر الوزير العضو بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحاكم، من «ترك الساحة خالية لمشعلي الحرائق من الأصوليين» وقال إن لديه انطباعا بأن الذين يشنون حروبا تحريضية حاليا على اللاجئين عبر الإنترنت أو في الشوارع كانوا يتحينون فرصة وقوع هذه الاعتداءات «وليس هناك تفسير آخر للطريقة البذيئة التي يستغل بها هؤلاء هذه الأحداث. وقال «رغم أن الجرائم التي ارتكبت ليلة رأس السنة في كولونيا مشينة إلا أنه ليس هناك مبرر للتحريض الجماعي ضد الأجانب» (وكالات )