تشهد الحدود الجزائرية مع تونس وليبيا حالة استنفار أمني عقب التعليمات التي أعطتها قيادة الجيش الجزائري لكل الوحدات المنتشرة عبر الشريط الحدودي الشرقي والجنوبي للبلاد بالاستعداد لكل الاحتمالات من أجل التصدي لأي هجمات إرهابية مفترضة من وراء الحدود. وذكر مصدر عسكري لصحفية البلاد" أن قوات الجيش الوطني المرابطة على الحدود مع تونس وليبيا رفعت من إجراءات الأمن على طول الشريط الحدودي في أعقاب التحركات الإرهابية لعناصر تنتمي لتنظيم "داعش" الرهابي في تونس بالتزامن مع حالة الانفلات الأمني في ليبيا. وأضاف المصدر أن "قوات الجيش التابعة للنواحي العسكرية الثالثة والرابعة والخامسة كثفت عمليات الاستطلاع الجوي للطائرات والمروحيات العسكرية والمراقبة البرية عبر بعض المحاور والمسالك الوعرة في الصحراء، ورفع مستوى اليقظة بالمراكز المتقدمة على طول الشريط الحدودي". ودفعت قيادة الأركان وحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب وفرقا تابعة للجيش والدرك وحرس الحدود إضافة إلى قيام طائرات حربية بطلعات جوية لمراقبة المنطقة الحدودية. ولاحظ سكان الولايات الحدودية الجزائرية، تدفقًا مكثفًا لدبابات وشاحنات عسكرية وفيالق من الجنود بشكل لم يُعهد في السابق إلاّ حين تشهد دول الجوار اضطرابات أمنية أو تدخلات عسكرية أجنبية، حيث تتضاعف الهواجس الأمنية من محاولات تسلل الإرهابيين. وتنظر الجزائر بعين الحذر والقلق إلى التدخل الأمريكي الجديد، إذ ترفض من الأساس الخيار العسكري مهما كانت المبررات، اعتقادًا منها أن ذلك لن يزيد الوضع المتأزم في ليبيا إلاّ تعقيدًا، وتدفع باتجاه القبول بتسوية سياسية للنزاع بين مختلف ألوان الطيف الليبي. ووفقا لما تنقله مجلة "الجيش" فإن معظم الخطابات التي يلقيها نائب وزير الدفاع الوطني ،الفريق، أحمد قايد صالح، خلال زياراته للنواحي العسكرية لا تخرج عن سياق أن "ما تعيشه منطقتنا في الوقت الراهن من اضطرابات أمنية غير مسبوقة ينذر بالتأكيد بعواقب وخيمة وتأثيرات غير محمودة على أمن واستقرار بلدان المنطقة"، وهو وضع يقول نائب وزير الدفاع "يملي علينا في الجيش الوطني الشعبي التحلي بمزيد من الحرص واليقظة حتى تبقى الجزائر عصية على أعدائها ومحمية ومصانة من كل مكروه". وتستهدف استعدادات الجزائر حسب خبراء عسكريين منع تسلل الإرهابيين والعناصر المسلحة إلى التراب الوطني، المرتقب فرارهم من قصف جوي حتى ولوكان متقطعا على غرار الضربات الأمريكية لمدينة سرت في ليبيا وكذا القيام باستطلاع جوي وبري شامل على مدار اليوم بالمناطق الحدودية مع ليبيا وتونس من خلال استخدام حوامات وطائرات دون طيار ورادارات مزودة بأحدث الأنظمة الإلكترونية (البلاد الجزائرية )