أجرت قناة "العربية" مقابلة مع المعارض التركي فتح الله غولن، المتهم الأول بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة. وتفاجأ متابعو القناة بحذف المقابلة على الموقع الرسمي ل"العربية"، وعلى حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ساعات فقط من بثها. ولم تذكر قناة "العربية" الأسباب التي دفعتها لحذف المقابلة، فيما قال أنصار فتح الله غولن، إن "القناة تعرضت لضغوطات أجبرتها على ذلك". وقال فتح الله غولن جدد عبر "العربية"، نفي ارتباطه بالانقلاب العسكري الفاشل، كما أنه عاود الهجوم على رجب طيب أردوغان وكيل التهم له. وقال عن الحكومة التركية "إنهم خائفون، لذا فإنهم يسكتون كل صوت معارض ويصادرون الصحف والقنوات ويعتقلون كل من يخالف روايتهم". وأضاف "القيادة التركية تعاقب كل من رأوا فيهم نزاهة وصدقا بالنفي والسجن والإبعاد، وليس في تركيا اليوم صوت شريف يستطيع أن يعبر عن فكره ومشاعره بصدق وحرية دون أن يتعرض للأذى". وزعم غولن عبر "العربية" أن "قيادة أردوغان تعرف أنها ارتكبت جرائم فظيعة وأعمالا شنيعة، لو علم بها الرأي العام لغطت وجهها من شناعة ما ارتكبته". وخلص غولن إلى أن "سيناريو الانقلاب دبره أردوغان مع القوميين اليساريين المتطرفين داخل الجيش، لتصفية جميع معارضيه". وأضاف غولن في تصريحات لقناة العربية، إن "نية القضاء على 'الخدمة' (الحركة التي يتزعمها غولن) تمتد إلى ما قبل فضائح الفساد بنحو 18 عامًا. وأضاف قائلا "عبرت عن هذا في مناسبات متعددة، عندما اعتزم أردوغان تأسيس حزب جديد جاء إليّ والتقاني، وأنا بدوري عبرت له عن أفكاري فتحدث معي بإيجابية. لقد كنت حَسَنَ الظن به، لكني صرت ضحية حسن الظن هذا". بعد أن استمع إلى أفكاري وغادر، بلغني أنه قال لمرافقه الذي كان معه في المصعد "إن أول ما سأقوم به بعد التمكن من السلطة هو تصفية هؤلاء والقضاء عليهم". وهذا يدل على ما ينطوي عليه من حسد وحقد، ثم تطورت هذه المشاعر أكثر لاحقًا. انتشرت مدارس الخدمة ومراكزها الثقافية في العالم، وبدأت تؤدي دورًا فاعلًا في نشر القيم الإنسانية السامية والحوار والتعايش" . وتابع أن أردوغان كان يريد توظيف هذه المؤسسات للدعاية الشخصية الخاصة به، وأن يروج لنفسه باعتباره زعيما للمسلمين، وأن ينتظروا من أبناء مؤسسات تابعة لغولن أن يروجوا زعامته ويعتبرنه مثل أبي بكر وعمر. وأرجع سبب حنق أردوغان على المؤسسات التابعة له لهذا السبب "عدم الاستفادة الشخصية منه". وخلص غولن إلى أنه كان ينتظر أن يكون أميرا للمؤمنين وزعيما عالميا.