علمت "الصباح" أن الوحدات الأمنية لإقليم الأمن الوطني بقرطاج ألقت القبض قبل أيام على ثلاثة تكفيريين يتبنون الفكر الداعشي الإرهابي وذلك في أعقاب عملية استخباراتية وصفت أمنيا بالدقيقة والنوعية تلتها مداهمات بالضاحية الشمالية للعاصمة بالتنسيق التام مع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس التي أذنت بإحالة ملف القضية على الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بالمصالح المختصة للإدارة العامة للأمن الوطني. وحسب المعطيات التي تحصلنا عليها فإن جهاز البوليس الدولي(الانتربول) أصدر منشور تفتيش دولي في شان متشدد ديني يحمل الجنسية التونسية يشتبه في انتمائه للخلية الإرهابية التي أعدت ونفذت الهجوم الإرهابي بمدينة نيس الفرنسية قبل أسابيع بواسطة شاحنة ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين. وبناء على ذلك أولت المصالح الأمنية الموضوع الأهمية اللازمة إلى أن تبين لها إثر عمليات استخباراتية وفنية مطولة نسبيا ولكنها معقدة ودقيقة وجود علاقة بين الإرهابي المفتش عنه من قبل»الانتربول» لفائدة أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية وشاب تونسي في بداية العقد الثالث من العمر يقطن بالضاحية الشمالية للعاصمة، من خلال إجراء محادثات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي. نظرا لحساسية الموضوع فقد أولته الوحدات المختصة بإقليم الأمن الوطني بقرطاج العناية اللازمة وأجرت تحريات سرية مكثفة نجحت في أعقابها في تحديد هوية المشتبه به ثم داهمت بالتنسيق مع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس 1 محل سكناه فألقت القبض عليه وحجزت هاتفه وحاسوبه. وبإجراء أبحاث حينية تبين أنه على علاقة مشبوهة مع شابين آخرين يقطنان بالجهة فداهم الأعوان منزليهما وألقوا القبض عليهما وحجزوا تجهيزات الكترونية مختلفة وراية لما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور، وبتقدم التحريات الأولية اكتشف الأعوان وجود اتصالات مريبة بين المشتبه بهم وعناصر إرهابية متواجدة في بؤر التوتر، وباستشارة السلط القضائية بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتونس أذنت بالاحتفاظ بهم وإحالتهم رفقة المحجوز على الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب من أجل-مبدئيا- شبهة الانتماء لتنظيم إرهابي لمعرفة سر العلاقة بين أحدهم والعنصر الإرهابي المشتبه بمشاركته في إعداد وتنفيذ هجوم نيس الإرهابي ونوعية العلاقة التي تجمعهم بعناصر داعشية خارج البلاد. ص. المكشر جريدة الصباح بتاريخ 07 سبتمبر 2016