سددت الوحدات الأمنية لإقليم الأمن الوطني بصفاقس وتحديدا على مستوى منطقة الأمن الوطني بصفاقس الجنوبية خلال إحدى ليالي الأسبوع الجاري ضربات موجعة للتكفيريين بمرجع نظرها وحتى خارجه بعد نجاحها في القبض على عدد من المتشددين دينيا وصفوا أمنيا بالعناصر الخطيرة أحدهم المكنى أبو ميسرة التونسي الذي تدرب في معسكرات تنظيم القاعدة بأفغانستان وباكستان ومورط في قضية إرهابية بفرنسا. تفاصيل القضية تفيد بأن الأعوان وفي إطار التوقي من الخطر الإرهابي وتعقب العناصر المشتبه بتبنيها للفكر الداعشي الإرهابي توفرت لديهم معلومة سرية حول الاشتباه في وجود تحركات واتصالات مريبة لاستاذ تعليم ثانوي قاطن بإحدى معتمديات ولاية صفاقس، ونظرا لخطورة الموضوع فقد أولوه العناية اللازمة وداهموا محل سكناه ليلا بإذن من النيابة العمومية لدى المحكمة الابتدائية بصفاقس 2 حيث ألقوا القبض عليه وحجزوا هاتفين محمولين يتضمنان حوارات مشفرة أجراها المشتبه به على مواقع التواصل الاجتماعي. عنصر خطير جدا وباقتياده إلى المقر الأمني والتحري معه تبين أنه شاب في العقد الرابع من العمر وهو أستاذ تعليم ثانوي يتبنى الفكر الديني المتشدد، ووفق مصادرنا فإن المشتبه به سافر قبل الثورة إلى فرنسا لمواصلة الدراسة، وهناك تعرف على تونسي قام بربط الصلة بينه وبين شخص شيشاني عمد إلى استقطابه ليصبح فردا من أفراد ما يعرف بخلية مسجد عمر وذلك عام 2008 والتي كانت تخطط لارتكاب أعمال إرهابية بالعاصمة الفرنسية باريس. مشاركة في الحرب وتحضيرا للمخطط الإرهابي نقل الطالب التونسي خلسة إلى إيران ومنها تسلل إلى باكستان حيث انضم إلى معسكر بمنطقة جبلية وتلقى تدريبات عسكرية على استعمال كل أنواع الأسلحة بما فيها راجمة الصواريخ وأصبح يعرف بعدة كنيات مثل أبو ميسرة التونسي قبل أن يشارك في بعض الهجمات على الجيش الأمريكي مع عناصر من تنظيم القاعدة، وعندما علم باكتشاف أمر خلية مسجد عمر من قبل السلطات الأمنية الفرنسية تسلل عبر الحدود حتى وصل إلى تركيا في مارس 2011 قبل أن يتقدم في أوت 2011 إلى القنصلية التونسية بأنقرة ويوهمها أنه أضاع جواز سفره. عودة إلى تونس انطلت الحيلة على المصالح القنصلية التونسية وفق المعطيات التي تحصلنا عليها وسلمت هذا العنصر المتشدد بطاقة عبور إلى تونس ليصل جوا إلى مطار تونسقرطاج الدولي في شهر أوت 2011 ويعود إلى مسقط رأسه بولاية صفاقس دون إخضاعه لأية تحريات أمنية ليحتك مجددا بعناصر سلفية متشددة ويقوم باقتناء كمية كبيرة من الكتب ذات المنحى الديني المتطرف ويرسي مكتبة بأحد الجوامع، ثم والأغرب من كل ذلك أن وزارة التربية قامت عام 2012 بانتدابه للعمل كأستاذ تعليم ثانوي رغم تاريخه الأسود وحاضره المرعب. المداهمة والإيقاف ظل المشتبه به يعمل وينشط في سرية مطلقة إلى أن وردت معلومة سرية على الأعوان مفادها الاشتباه في اتصالاته وتحركاته، وبمداهمة محل سكناه ألقي القبض عليه، وبعرض هويته على الناظم الآلي الوطني ثم التنسيق مع البوليس الدولي(الانتربول) تبين أنه محل بطاقة جلب دولية أولى لفائدة محكمة باريس وبطاقة جلب دولية ثانية للمحكمة الأوروبية إضافة إلى صدور حكم غيابي يقضي بسجنه لمدة ثمانية أعوام صادر عن محكمة باريس بعد إدانته في قضية إرهابية، وقد أذنت السلط القضائية التونسية مبدئيا بالاحتفاظ به من أجل الاشتباه في الانتماء إلى تنظيم إرهابي وجمع التبرعات دون رخصة وإحالته على الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بالقرجاني للتحري معه واتخاذ بقية الإجراءات القانونية في شأنه بالتنسيق مع»الانتربول». أبو محمد جريدة الصباح بتاريخ 30 ديسمبر 2015