انطلاقا من حرصها على تفعيل الدور العربي في معالجة القضايا العربية، وتواصلا مع دورها النشيط في السعي إلى دفع مسار التسوية السياسية للأزمة في ليبيا، من خلال آلية دول الجوار الليبي وعلى مستوى مجلس وزراء خارجية اتّحاد المغرب العربي، وما تقدّمه من مساعدة للأشقاء الليبيين عبر توفير أطر الحوار لتحقيق التوافق، تقدّمت تونس خلال ترؤّسها للدورة العادية 146 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المنعقدة بالقاهرة يوم أمس بمبادرة لوضع حدّ لغياب الجامعة العربية عن الملف الليبي، واستعادة دورها وتفعيله في المساعدة على تجاوز الوضع الراهن وتشجيع الأطراف الليبية على حلّ الخلافات القائمة وتجاوز الصعوبات التي تحول دون استكمال بقية استحقاقات الاتفاق السياسي. ودعت المبادرة التونسية إلى تنفيذ القرارات التي كانت جامعة الدول العربية قد تبنّتها بخصوص ليبيا، وتعزيز دورها في مساندة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، من خلال تعيين ممثّل خاصّ للأمين العام للجامعة في ليبيا، يتولّى متابعة الأوضاع وإجراء الاتّصالات مع مختلف أطراف المشهد السياسي والاجتماعي في ليبيا وكافّة الأطراف الدولية المعنية بالشأن الليبي قصد المساعدة على تقدّم الحلّ السياسي وإخراج ليبيا من الأزمة. وأكّد خميّس الجهيناوي، وزير الشؤون الخارجية ورئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، أثناء انعقاد اجتماع مجلس الجامعة أنّ تقدّم تونس بهذه المبادرة يمليه شعور الواجب تجاه الأشقاء الليبيين، والتزامها بثوابت سياستها الخارجية، و يستند إلى حرصها الأكيد على مواصلة مساعدتهم على استكمال مسار التسوية السياسية وإنجاحه في كنف التوافق، وكذلك إلى قناعتها بأهمية دور جامعة الدول العربية في هذا المجال.