أشرف حمادي الجبالي رئيس الحكومة المؤقت صباح اليوم بالحمامات على افتتاح منتدى تكنولوجيا المعلومات والاتصال للجميع للسنة الحالية الذي ينعقد بتونس من 17 إلى 20 سبتمبر الجاري. وأكد رئيس الحكومة في كلمة ألقاها بالمناسبة أنه لا مجال اليوم للتوظيف السياسي لتظاهرة بحجم هذه التظاهرة مثلما كان يوظفها النظام السابق سيما في دورتها الثانية المنعقدة بتونس سنة 2005 نظرا لأهمية مضامينها وأهدافها التنموية وتأكيدها على ضرورة تأمين نفاذ المواطنين إلى الشبكات خصوصا بدول الجنوب، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة. كما بيّن الجبالي أنه يتعين الجزم بأن حق المعرفة والاتصال وحرية التعبير يعتبران مكسبا لا رجعة فيه وهو مكسب ناضلت من أجله الشعوب كما هو الحال في تونس منذ ما يزيد عن نصف قرن. وفي هذا السياق، أشار رئيس الحكومة، حسب نفس البلاغ، الى أن حركة الانترنات بتونس شهدت ارتفاعا بنسبة 64./. بين سنتي 2010/2011 كمفعول مباشر لانفتاح الانترنات والعدول على المراقبة على الشبكة كما ان نفس الحركة شهدت نموا بنسبة 25./. في نهاية السداسية الاولى من 2012 بنفس الفترة من سنة 2011. وقدم بالمناسبة لمحة عن واقع تكنولوجيا المعلومات والاتصال في تونس مشيدا بدور هذه الوسائط في الثورة التونسية. وأكّد الجبالي أيضا أن تونسالجديدة تعمل على تحقيق أهداف القمة العالمية لمجتمع المعلومات وخصوصا في مجال النفاذ إلى الشبكات لمختلف الفئات والشرائح الاجتماعية وضمان حرية الانترنات والإعلام والتعبير. كما شدّد رئيس الحكومة على عزم تونس الراسخ في مواصلة جهود الإصلاح في هذا المجال بتضافر جهود مختلف الأطراف الوطنية سيما في ظل وعي الجميع بأهمية تطوير المناخ المناسب السانح لاستخدام حر وعادل وسليم وآمن للمعلومات وتطبيقاتها مع الدعوة بالتوازي إلى ضرورة التعمق في مبادئ الحوكمة في هذا المجال، حسب ذات البلاغ. وبين حمادي الجبالي أن هذه التظاهرة ستكون فرصة للأطراف المعنية بالانترنات لإنشاء منتدى حوكمة خاص بشمال إفريقيا كفضاء لحوار متعدد الأطراف يرمي إلى تطوير الانترنات بهدف النهوض بالتنمية المستدامة، على غرار المنتديات التي تم تأسيسها على المستوى العربي والإفريقي. ومن جهة أخرى، أعلن أن تونس ستحتضن فعاليات المؤتمر الثالث لحرية الانترنات لسنة 2013 والذي تنظمه "كتلة دعم حرية التعبير على الانترنات"، مشيرا إلى انضمام تونس في جوان الماضي إلى هذه الكتلة وهي من بين الدول الستة الأعضاء المبادرين بعرض هذه المبادرة على مجلس حقوق الانسان التابع للجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 جوان الماضي. كما نبّه إلى أهمية تفعيل الاستراتيجيات والآليات التشريعية والتنظيمية من أجل بناء متناغم لمجتمع الاتصال والمعلومات والاقتصاد والثقافة الرقمية، مبرزا أن رهان الشعب التونسي والشعوب العربية والإفريقية بصفة عامة من خلال بناء مسار مجتمع المعلومات والمعرفة هو أيضا توفير أسباب الكرامة بتثبيت روح المواطنة والإنفتاح. وأبرز حمادي الجبالي أهمية المنتدى في دورته السادسة في صيغته الجديدة التي تتزامن مع انطلاق العمل التقييمي لما تم انجازه حول مجتمع المعلومات، مبينا أنها تظاهرة تهم كل الأطراف المعنية وأصحاب المصلحة للمساهمة في تعزيز قطاع تكنولوجيا والاتصال وذلك من خلال المواضيع والتوصيات الصادرة عن المنتدى. هذا وأكّد وعي تونس بأهمية تفعيل توجهات القمة العالمية سيما فيما يتعلق بتحقيق أهداف الألفية التنموية والحفاظ على الطابع الشمولي للثقافة الرقمية والسعي إلى تطوير الاقتصاد الرقمي. ودعا رئيس الحكومة في ختام كلمته إلى الإسراع بتنفيذ أجندا تونس من خلال وضع برامج تعاون بين كل المتدخلين على المستوى الاقليمي والدولي ومتابعة نتائج القمة كميا ونوعيا بالاشتراك مع كافة الأطراف المعنية ومساندة جهود الدول والمجتمع المدني والقطاع الخاص لبلوغ أهداف القمة العالمية في غضون سنة 2015، وفق نصّ البلاغ. ومن جهته، بيّن المنجي مرزوق وزير تكنولوجيا الاتصال في مداخلته أن فضاء تكنولوجيا المعلومات والاتصال للجميع 2012 سيكون هذه السنة فضاء عربيا وإفريقيا مفتوحا لكافة الاطراف المعنية ببناء مجتمع جديد أساسه النفاذ العادل والشامل والدائم لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، منوها بدور هذه الأخيرة في توفير الخدمات الاتصالية وخاصة في المساهمة الفعالة في تحقيق النمو الاقتصادي والرقي الاجتماعي وخلق الثروات وفي التحولات التاريخية التي شهدتها المنطقة العربية و بفضلها تم إرساء النمط الديمقراطي. وأكد وزير تكنولوجيا الاتصال في مداخلته، أن مفهوم الثقافة الرقمية وإرساء مجتمع المعلومات سيكون إحدى أهم محاور أشغال المنتدى،وستكون هذه المرحلة التقييمية لأجندا تونس 2005 من مخرجات القمة العالمية حول مجتمع المعلومات التي ستمتد من سنة 2013 الى سنة 2015 من أفضل المناسبات لإبراز ما قامت به البلدان العربية والافريقية في بناء مجتمع المعلومات. وللعلم فقد شاركت عدة اطراف وجهات وطنية ودولية في هذه التظاهرة التي تمتد على مدى أربعة أيام وتخلل جلسة اليوم تدشين رئيس الحكومة حمادي الجبالي للمعرض الذي يضم مختلف الورشات والمؤسسات المعنية بالتكنولوجيا الرقمية، حسب البلاغ الصادر عن رئاسة الحكومة.
