ألقت الوحدات الأمنية لإقليم الأمن الوطني بالكاف وتحديدا على مستوى منطقة الأمن الوطني بتاجروين في حدود الساعة الرابعة من فجر أحد أيام الأسبوع الجاري القبض على امرأة وشاب داخل شاحنة خفيفة بطريق الدهماني وكانت تبدو عليهما علامات السكر والانتشاء، قبل أن يتم حجز قطعة زطلة لدى الشاب ثم كمية كبيرة من الخبز والملابس القديمة والفحم والماء وفراش تقليدي وغطاء يستعمل لتركيز المخيّمات في الجبال مشحونة في الصندوق الخلفي للشاحنة. في الظاهر تعتبر العملية الأمنية عاديّة جدا، ولكن إذا علمنا أن عدة معلومات تواترت على المصالح الأمنية في الآونة الأخيرة مفادها إمكانية استغلال عناصر تدعم وتموّن الإرهابيين المتحصنين في جبال الجهة ثم التأكد من أن المرأة المخمورة و»المزطولة» ليست سوى زوجة الإرهابي الخطير جدا والرجل الثاني لما يعرف بخلية ورغة الإرهابية الموالية لكتيبة عقبة ابن نافع صلاح القاسمي فغنه حينها فقط سنتبين نوعية العملية الأمنية ودقتها... إليكم بقية التفاصيل.. معلومات متواترة أكدت مصادر أمنية مطلعة ل»الصباح» إن معلومات سرّية تواترت في الآونة الأخيرة حول إمكانية استغلال عناصر تنتمي لخلايا الدعم اللوجستي للإرهابيين المتحصنين بجبال ولاية الكاف وخاصة بورغة لطريق الدهماني بهدف إيصال المواد الغذائية للعناصر الإرهابية، ونظرا لخطورة هذه المعلومات فقد أولتها وحدات منطقة الأمن الوطني بتاجروين العناية اللازمة وقامت بتركيز دوريات قارة ومتنقلة بهذه الطريق لمراقبة سيلان المرور وإحباط مختلف عمليات التهريب والتسلل.. مخموران في شاحنة في حدود الساعة الرابعة من صباح يوم العملية كان أعوان إحدى الدوريات يراقبون الطريق عندما لمحوا قدوم شاحنة فأشاروا على سائقها بالتوقف، وفعلا توقف السائق على قارعة الطريق، وأثناء تفحص وثائق العربة وهو إجراء روتيني، لاحظ الأعوان علامات السكر والانتشاء على السائق ومرافقته وهي امرأة، فاسترابوا من الأمر. مؤونة في الصندوق الخلفي قام الأعوان حينها بتفتيش الصندوق الخلفي للعربة فعثروا على مجموعة من الأوعية البلاستيكية المملوءة بالماء وكمية من الفحم والخبز وملابس قديمة وأغطية وفروشات، فتضاعفت شكوك الأعوان خاصة وأن الطريق تؤدي إلى جبال يتحصن فيها الإرهابيون.. حينها استفسروا السائق عن مصدرها وأسباب تواجدها في العربة فتلعثم ثم زعم أنه تاجر مياه يقوم بملء الأوعية البلاستيكية من العيون الجارية لبيعها في تونس الكبرى وتحديدا بالضاحية الشمالية. واصل الأعوان التحريات الحينية مع السائق فاستفسروه عن علاقته بالمرأة التي ترافقه، فلاح عليه أيضا الاضطراب، وزعم في البداية أنه يعرفها من قبل ثم تراجع وقال إنه تعرف عليها حديثا.. وأمام هذا التضارب في الاقوال قام الاعوان بالتثبت في هويتي الشخصين فتفاجأوا بأن المرأة المرافقة للسائق ليست سوى زوجة الإرهابي صلاح القاسمي الرجل الثاني لخلية ورغة والتي سبق وأن تم الاحتفاظ بها على ذمة الأبحاث في قضية إرهابية قبل نحو عامين وأطلق سراحها. زطلة.. قام الاعوان بإيقاف الشخصين واقتيادهما إلى المقر الامني بالدهماني حيث بتفتيش السائق عثروا بحوزته على قطعة من مادة الزطلة المخدرة، وبالتحري معه ومع مرافقته اعترفا باستهلاكهما لمادة مخدرة، وباستشارة النيابة العمومية أذنت بإيداعهما السجن من أجل مسك واستهلاك مادة مخدّرة مدرجة بالجدول «ب» والاحتفاظ بهما على ذمة قضية ثانية ذات صبغة إرهابية وهي تموين مجموعات إرهابية متواجدة في الجبال. مكونات مخيم ووفق مصدر أمني فإن كل المؤشرات تشير إلى أن زوجة الارهابي صلاح القاسمي كانت في طريقها للقاء زوجها وفق موعد حدده لها في وقت سابق، لتسلمه وبعض مرافقيه من الارهابيين الماء والخبز والفحم والملابس والاغطية والفروشات بينها (باش) يستعمل في تركيز مخيم، لذلك تنازلت كمية قليلة من الجعة رفقة السائق للايهام بانهما مخموران حتى لا يجلبا انتباه الدوريات الأمنية، ولكن مخططهما سقط أمام يقظة قوات الأمن الوطني بالجهة. من هو صلاح القاسمي؟ زوج المرأة الموقوفة هو الارهابي صلاح بن مصطفى بن عبد الرحمان القاسمي من مواليد 23 جويلية 1984 قاطن عادة بسيدي عبد الله الصغير بالكاف، عامل يومي انتمى إثر الثورة للتنظيمات التكفيرية وتسلل إلى الجزائر حيث تلقى تدريبات في مجالات صنع الألغام والعبوات الناسفة غير التقليدية ومسك واستعمال سلاح نوع «كالاشينكوف»، وهو يحذق اليوم عمليات التفخيخ وزرع القنابل.. شارك في عدة عمليات إرهابية في جبال ولايات الكافوجندوبة والقصرين، تورط رفقة 48 متهما بينهم نبيل السعداوي وأبو عياض ومكرم المولهي وراغب الحناشي في ما يعرف بقضية خلية جندوبة الإرهابية التي ضبطت بحوزتها أسلحة وذخيرة وقنابل ومتفجرات وكانت تخطط لتنفيذ ضربات إرهابية، ووجه له قاضي التحقيق في قرار ختم البحث تهم الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية والدعوة إلى الانضمام إلى تنظيم إرهابي له علاقة بالجرائم الإرهابية واستعمال اسم أو كلمة او رمز او غير ذلك من الإشارات القصد منها التعريف بتنظيم إرهابي أو أعضائه أو نشاطه والانضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه والانضمام خارج تراب الجمهورية أو وفاق مهما كان شكله أو عدد من أعضائه اتخذ ولو صدفة أو بصفة ظرفية من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه واستعمال تراب الجمهورية لانتداب أو تدريب شخص أو مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية او خارجه وتوفير أسلحة او متفجرات أو ذخيرة او غيرها من المواد أو المعدات او التجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم او وفاق او أشخاص لهم علاقة بجرائم إرهابية وإعداد محل لاجتماع أعضائه تنظيم او وفاق او أشخاص لهم علاقة بالجرائم الإرهابية او المساعدة على إيوائهم او إخفائهم او العمل على ضمان فرارهم او عدم التوصل للكشف عنهم او عدم عقابهم او على الاستفادة من محصول أفعالهم. وهو اليوم من أخطر العناصر الإرهابية والرجل الثاني لخلية ورغة الإرهابية.. محل 31 منشور تفتيش وأربعة إجراءات حدودية إضافة إلى بطاقات جلب للقضاء. صابر المكشر جريدة الصباح بتاريخ 8 اكتوبر 2016