انتقد البعض حفل افتتاح أيام قرطاج السينمائية، وهذه الإنتقادات وجهت في جانب منها لملابس النجمات الحاضرات بالحفل وفي جانب آخر الى ما اعتبروه سوء تنظيم. "الصباح نيوز" تحدثت في هذا الموضوع مع الممثلة التونسية سوسن معالج التي اعتبرت أنه افتتاح بطعم الفشل ورائحة الخيانة فخارج القاعة أضواء وسجّاد أحمر وصحافة ومصورين وداخلها ظلام دامس واضاءة سيئة جدا وفوضى عارمة في التنظيم مضيفة أننا نريد اضاءة للسينما وليس للفساتين و"النهود". وقالت أيضا "يظهرلي جدت عليهم عرس سينما مكياج وروب».. وظروف العرض سيئة والقاعة ليست مهيئة ليعرض فيها فيلم مثل فيلم رضا الباهي". فوضى عارمة وتابعت سوسن معالج قائلة بأننا في عهد بن علي دافعنا على استقلالية المهرجان وهيئة التنظيم واستمراريتها ووصلنا في بعض الدورات بينها دورة ابراهيم لطيف ودرة بوشوشة الى احسن مستوى ولكن اليوم تراجعنا متسائلة «كيف كان نظام بن علي الديكتاتوري متعاونا مع الثقافة لكننا اليوم وبعد الثورة نجد فوضى عارمة في افتتاح أيام قرطاج السينمائية بالإضافة الى أنه تم غلق المستودع الخاص بوضع سيارات الضيوف لما قدم رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي." واعتبرت سوسن معالج أن الميزانية التي منحتها الدولة لوزارة الثقافة مضحكة واستغربت كيف يتشدقون بمحاربة الإرهاب بالثقافة في حين يتم تخصيص ميزانية ضعيفة لها . وأضافت أنه "أمام الأزمة الإقتصادية التي تمر بها تونس نشعر أن تونس تباع فالبارحة شعرت بأنه سيتم بيع أيام قرطاج السينمائية لشركات أجنبية وهذا الشعور أحسسته من خلال الحضور المكثف للسياسيين فبعد الثورة لاحظت هناك هجوم "سافر" على وسائل الإعلام وعلى التظاهرات الثقافية لان بعض السياسيون الذين ربما يشعرون بعدم الثقة في أنفسهم حسب رأيها دخلوا في طاقم النجوم." واعتبرت معالج أن تدعيم الثقافة يجب أن يكون ماديا وليس بالخطابات المعسولة والحوارات التي نرى عكسها على أرض الواقع وهذا ما يدفعنا الى التساؤل «هل أن السياسيين عندما يقولون سنحارب الإرهاب بالثقافة يكذبون أم أن لديهم مشروع آخر للثقافة"؟. ووصفت سوسن معالج لغة السياسيين بالخشبية وبأنها لغة أصبحت تشكل خطر على المهرجان وعلى وزارة الثقافة ولا تخدم أي طرف بل تخدم المتسلقات والمتسلقون من النجوم "الكرتونية" و"كناين مفيدة" وليس اهل السينما. نجوم كبريات في المهرجان وتساءلت سبب حضور ما قالت بأنهم نجوم «كبريات لبنانية» وبعض الوصوليين في حين لا يتم استدعاء بعض الممثلين والنجوم على غرار الممثلة السورية زينة الحلاّق التي لم يرسلوا اليها دعوة رغم أنها شاركت في فيلم تونسي لرضا الباهي وهو فيلم الإفتتاح. وانتقدت معالج ما اعتبرته فوضى عارمة عندما تم نقل الضيوف من النزل الى قاعة المسرح البلدي بالعاصمة وحالة التيه و الضياع على وجوه الضيوف العرب و الاجانب و هبّة بوليسيّة مفزعة مع وصول ركب الباجي و الشاهد ، فحتى في أحلك أوقات بن علي، سواء في عهد الهرماسي أو الباسطي أو غيرهم، لم نرى بوليس يقتحم "اللوج" في الوقت الذي نجد فيه موسيقيون يعدلون آلاتهم لحظات قبل صعودهم على الركح. وقالت أيضا أنه نتيجة الفوضى وسوء التنظيم لم تجد مكانا مما تعذّر عليها عدم مشاهدة فيلم الإفتتاح في حين شاهدت خلطة مفزعة بين نجوم "الدعارة" التلفزية المحلية و العربية و مموليها من «شيوخ» الدولار. واستغربت كيف يتم الإفتتاح بمغني فرنسي درجة رابعة معتبرة أن ذلك اسقاط فرنسي سافر لم تجد له اجابة على سهرة إحتفال بخمسينية مهرجان بعث ليكون إفريقي،عربي. واعتبرت أن الأمل في البرمجة الجميلة و في حماس فريق التنظيم من شباب تونس يبقى باق. الثقافة متأخرة في الراتب ومتقدمة في الحرب وتابعت بالقول بأن المشكلة اليوم في تونس ليست مشكلة سينما أو مهرجان سينما أو موسيقى أو مسرح ولكن مشكلة الثقافة والفن اللذان يتم استعمالهما للترفيه أو عندما تقع كارثة في البلاد يخرج علينا السياسيون ليقولون «سنحارب الإرهاب بالفن» معتبرة أن الثقافة متأخرة في الراتب ومتقدمة في الحرب. وبسؤالنا لها عن رسالتها لوزير الثقافة قالت أنه مثقف ولديه مشروع ولكن المشكلة في تونس يجب أن يعي الجميع بأن المسؤولية مشتركة فنحن تجاوزنا الدولة التي تحدد كل شيء ومن ناحية اخرى قد انتهت فكرة أن وزير الثقافة هو الذي يعطي مشروع بل يجب أن تكون ارادة كاملة من الدولة فجميعنا فرد مركب وليس وزير الثقافة لوحده. مشيرة أننا نشعر في افتتاح أيام قرطاج السينمائية بذر الرماد عن العيون. وتساءلت «لماذا تم استدعاء مغني فرنسي درجة رابعة في حين ان هنالك نجوم عربية وأيضا طاقات شابية تونسية وأشخاص يمكنهم أن يقدموا تصورات أخرى لحفل افتتاح.» واضافت « كيف يقول رئيس الحكومة يوسف الشاهد سنحارب الإرهاب بالثقافة في حين ان هنالك ثلاثة مسارح مغلقة (في سوسة وصفاقس والمسرح البلدي بتونس الذي كان مغلقا لمدة تسعة أشهرا تقريبا وقيل أن هذه المسارح الثلاث تم غلقها لوجود أشغال فيها.»