شكل "تشخيص واقع الأغنية التونسية" و"علاقة الأغنية بالإعلام" أبرز محاور ندوة فكرية حول "واقع الأغنية في تونس- سبل التطوير ومسالك الانتاج والترويج" انتظمت اليوم الاربعاء، بدار الثقافة ابن زيدون بالعمران ببادرة من جمعية "ترانيم الثقافية"، وحضرها وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وثلة من الفنانين والملحنين والموزعين الموسيقيين. وبين الحاضرون أن الاغنية التونسية تعيش اليوم أزمة حقيقية تراكمت خلال السنوات الاخيرة، وتمثلت أساسا في فقدانها للهوية التونسية في ظل زحف الأغاني الشرقية والغربية وصل الى حد الدخول في نمط فوضوي ساد الساحة الفنية على حد تقديرهم. وعبر المشاركون عن استيائهم من الإعلام المرئي والمسموع لما اعتبروه "عدم إيلاء الاغنية التونسية المكانة التي تستحقها" داعين إلى تخصيص مساحة "معقولة ومحترمة " ضمن البرمجة اليومية للأغاني التونسية سواء في المحطات الاذاعية أو القنوات التلفزية. كما شددوا على أهمية أن يساهم الإعلام السمعي والبصري أكثر في تعزيز مكانة الاغنية التونسية من خلال لعب دور همزة الوصل بين الجمهور المتلقي والمبدعين. وأوصى المشاركون في هذه الندوة بضرورة إحياء كل من مهرجان الاغنية التونسية، باعتباره "محرار ومقياس" لجودة الاغاني التونسية المقدمة بحسب تقديرهم، ومهرجان الأغنية الطربية، مع مزيد التحفيز على الإبداع عبر العمل التشاركي بين القائمين على المجال الفني من فنانين ومبدعين و شعراء وملحنين وموزعين بهدف تطوير الأغنية التونسية لتصبح متماشية أكثر مع مقتضيات العصر دون النزول بمستوى الذوق العام. من جانبه، اعتبر وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، لدى إشرافه على افتتاح الندوة، أن الأغنية التونسية تواجه عديد الإشكاليات في مستوى قطاع الانتاج الموسيقي والمتعلقة بالملكية الفكرية والادبية والفنية، مبينا أن النصوص المتعلقة بهذه الجوانب لم تفعل على أرض الواقع إلا بشكل جزئي، لافتا إلى أهمية الإسراع بتنظيم القطاع ككل عبر ضبط العلاقة التي تجمع مختلف الفاعلين الموسيقيين. وبخصوص دعم الاصدارات والأعمال الفنية، بين أن الوزارة تلقت عديد التشكيات بخصوص اسناد الاموال العمومية من قبل لجان مختصة لفائدة اعمال لم تر النور جماهريا. وأكد محمد زين العابدين، على أهمية اعطاء هامش من الاستقلالية المادية في مستوى التصرف المالي كي تؤدي دور الثقافة في كامل تراب الجمهورية دور الوساطة الثقافية التي تليق بمكانتها الحقيقية، وحتى يستطيع مديرو دار الثقافة أداء دورهم بمنتهى السهولة والتحسين من أداء المؤسسات الثقافة. وأفاد في هذا السياق بأن الوزارة تعتزم إنجاز برنامج "اعادة تفعيل دور الثقافة" من خلال اعادة تاهيل الفضاءات العامة والخاصة بما فيها العمل المستقل واصحاب المبادرة، بهدف "اصلاح الوضع المتردي" الذي تشهده الساحة الثقافية حاليا. ودعا الوزير، الى ضرورة الارتقاء بالذوق عبر تأصيل الفعل الفني الابداعي بمساندة الدور التي يقع فيها التكوين والتاهيل والتربية بصفة عامة بما فيها معاهد الفنون والموسيقى، الى جانب الحث على انتاج موسيقات "أقل تجارة"، وفق قوله، وهو ما يتطلب تكثيف الجهود بين وزارة الشؤون الثقافية ومختلف الفاعلين الثقافيين والنسيج الجمعياتي في اطار استشارة قطاعية تاخذ بعين الاعتبار الاشكاليات المطروحة لادراج الاصلاحات اللازمة.(وات)