أعلن راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة عن رغبته في توسيع الحكومة لادارة تونس في هذه المرحلة إلى حين الانتخابات القادمة. كما أكّد الغنوشي في برنامج حواري بثته قناة "العالمية" التونسية أنّه لا يمانع اتساع الحوار ليشمل احزابا اخرى مثل الحزب الجمهوري، مبرزا في ذات السياق، أنّ الشرعية الموجودة حاليا هي شرعية توافقية ولا جدوى من الدعوات التي تنادي بشرعية توافقية اخرى. ومن جهة أخرى، قال الغنوشي أنّه عبر الحوار يمكن أن "نصل الى كل شيء ووزارات السيادة لا تشكل خطا احمر بالنسبة للنهضة". يذكر أنّ عددا من الأحزاب طالبت بتعيين شخصيات “مستقلة” في وزارات الداخلية والعدل والخارجية التي يتولاها حاليا وزراء من النهضة. أمّا فيما يتعلّق بالحوار مع نداء تونس أكّد الغنوشي في تصريحه أنّه لا يمكن الحوار مع نداء تونس، مبيّنا أنّه ليس قراره الشخصي. وأضاف أنّ حركة النهضة لن تتحالف مع السبسي إلا إذا بيّن موقفه من الثورة ومن التجمع البائد . "الصباح نيوز" حاولت أن تبحث في تفاصيل هذه النقاط لتوضيحها ومعرفة العلاقة بين الأطراف الثلاثة: النهضة والجمهوري ونداء تونس. وفي اتصال هاتفي مع فيصل نصر من مكتب الإعلام بحركة النهضة، أفادنا أنّ حركة النهضة ستعتمد على الحوار كآلية لامتصاص أيّ شكل من الاحتقان، معبّرا عن ترحيب الحركة بمبادرة الحزب الجمهوري التي تدعو إلى الحوار. وأضاف نصر أنّه لا توجد خطوط حمراء في الحوارات، مبيّنا أنّ كلّ المواضيع قابلة للنقاش من حيث المبدأ وحتى فيما يتعلّق بالحقائب الوزارية. كما أكّد أنّ الحوار يجب أن يكون بعيدا عن كلّ الحسابات الحزبية الضيقة لأنّها يمكن أن تفشل الحوار. هذا وتطرّق نصر إلى اللقاء الذي جمع أمس قيادات من الحزب الجمهوري وأعضاء من المكتب السياسي لحركة النهضة ومن بينهم عامر العريض للتأكيد على أن الحوار هو البديل في هذه المرحلة للنظر في مختلف المواعيد الوطنية. وفي سياق آخر، شدّد نصر على أنّ حركة النهضة ترفض حوار الطرشان وضدّ أيّ حوار مشروط. وفي ما يهمّ نداء تونس والموقف الذي أبداه الغنوشي في تصريحه من هذا الحزب، أبرز نصر أنّ حول نداء تونس نقاط استفهام عديدة وليس له برنامج محدد إضافة إلى أنّ شكوكا تحوم حول الجهات التي تموّله وتحدّد سياساته. وأضاف قائلا: " يشوب غموض حول طبيعة الخطاب التي يروّجها هذا الحزب في الأوساط الإعلامية والذي يسعى إلى الدفاع عن رموز نظام الاستبداد وهذه أطروحات لن نقبلها". وبيّن أيضا أنّ نداء تونس هو غطاء لعودة التجمعيين. وقال نصر: "نداء تونس عدوّنا وعدوّ الشعب التونسي والثورة".
ومن جهته، أكّد لنا ياسين ابراهيم الأمين العام التنفيذي للحزب الجمهوري في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز" أنّهم اقترحوا تنظيم مائدة مستديرة تجمع مختلف الأحزاب للنظر في طريقة التوافق الوطني والنقاش حول الخارطة السياسية للبلاد. وأضاف ابراهيم أنّ الشرعية التوافقية ستتأكّد عند اجتماع مختلف الأطياف السياسية على هذه المائدة الأسبوع المقبل مثل ما هو مقترح وستتأكد كذلك فور الانطلاق في النقاشات. كما شدّد ابراهيم على عدم إقصاء أيّ حزب من هذه المائدة المستديرة بهدف الخروج من الخطاب السياسي الانتخابي حتى وإن كان نداء تونس خاصة وأنّه أصبح ممثلا في المجلس الوطني التأسيسي وذلك . أمّا رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم نداء تونس وحول ما جاء على لسان راشد الغنوشي بأنّه لن يتحاور مع نداء تونس، فقد قال في اتصال هاتفي مع "الصباح نيوز": "هو يتحاور مع من يحب". وأضاف أنّ خوف حركة النهضة من نداء تونس جعلها تطالب بالإقصاء. وفي هذا الإطار، بيّن بلحاج أنّ قانون الأحزاب يسمح لكلّ الأطراف أن تنخرط في الأحزاب والتجمّع حزب قد انحلّ." هذا وشدد على أنّه يوجد في حركة النهضة وفي حكومتها أشخاص من النظام السابق و"تجمعيون". وحول علاقة نداء تونس بالثورة، قال بلحاج أنّ من قام بالثورة هم شباب المناطق المهمشة وليست النهضة أو غيرها. مؤكّدا أنّ من بين اعضاء المكتب التنفيذي لحزبه أطراف قمعوا في السجون في عهد بن علي بما يؤكد أن حزبه من خلال افراده ناضل ضدّ الاستبداد بن علي أمّا فيما يهمّ الباجي قائد السبسي، فأبرز بلحاج أنّه يمتاز على غيره من الأشخاص، بأنّه ساهم في إيصال تونس إلى مرحلة ما بعد الانتخابات. وواصل بلحاج كلامه قائلا: "لهذا كلام الغنوشي ليس له معنى".