تطرّق الموقع الالكتروني "ميدل ايست أونلاين" يوم أمس الثلاثاء إلى زيارة المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية المؤقت إلى البيرو. وفي ما يلي النصّ الكامل للمقال: قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي إن الثورات العربية "لم تكن تملك إيديولوجية ولا قيادة وحدثت دون عنف. باستثناء سوريا". مضيفا أن التكنولوجيا العصرية ساهمت كذلك في نجاح هذه "الثورات". جاء ذلك في ندوة حول "التجربة الديمقراطية بالعالم العربي وأمريكا الجنوبية". نظمت الاثنين على هامش قمة أسيا في البيرو. وقال المرزوقي إن الخصائص السابقة التي تمثل سر قوة الثورات العربية وضعفها في نفس الوقت أدت إلى الديمقراطية وحملت أحزابا لم تساهم في هذه "الثورات" إلى السلطة. وأدت الثورة التونسية والانتخابات التي أعقبتها إلى تشكيل ائتلاف حاكم يتألف من حركة النهضة الإسلامية (تملك الأغلبية) وحزبين ليبراليين هما "المؤتمر من أجل الجمهورية" (حزب المرزوقي) وحزب التكتل الذي يقوده مصطفى بن جعفر. غير أن معظم التونسيين يرون أن الحركة الإسلامية تغولت في السلطة وباتت تحتكر القرار السياسي في تونس، ويتهمونها بمحاولة أسلمة البلاد واستغلال المجموعات السلفية في ترويع خصومها. واعتبر المرزوقي أن صعود الأحزاب الإسلامية في "بلدان الربيع العربي" للسلطة "هدية مسمومة"، مشيرا إلى أن الشعوب العربية كان لهم طموحات كبيرة تتجاوز الواقع الحالي. وأكد أن "الثورة المضادة أصبحت شرا يتهدد الثورة بمصر وتونس". وتوقع أن تسحب الديمقراطية في الانتخابات المقبلة الحكم من الإسلاميين في الدول التي عرفت ما يعرف ب"الربيع العربي". معبرا عن تخوفه من أن "توصل الديمقراطية الثورة المضادة إلى الحكم". غير أن الرئيس التونسي عبر عن ثقته في الذكاء الجماعي للشعوب التي تعرف كيف تحافظ على مكتسباتها. معتبرا أن الأخطار المحدقة بالديمقراطية لا تأتي من الشعوب بل من "الثورة المضادة" ومن الديمقراطيين أنفسهم الذين "قد ينحرفون ويخلون بتعهداتهم. ويجعلون المواطنين يفقدون الثقة في الطبقة السياسية". وكان المرزوقي اعترف قبل أيام ان بلاده هونت من حجم التأثير السلبي للاسلاميين المتشددين على قدرة البلاد على اجتذاب المستثمرين واصلاح الاقتصاد. وقال بعد اقتحام سلفيين للسفارة الاميركية ونهبها "ظننا من قبل انهم قلة وان معهم عددا قليلا من الناس وانهم ليسوا خطرين. لكننا ادركنا الان انهم خطرون جدا جدا".