شكل موضوع السياسة الضريبية محور نقاش حاد بين مرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري ميت رومني في أولى المناظرات الرئاسية بين المرشحين. وفي حين انتقد رومني "هجمات غير دقيقة" يشنها باراك أوباما اعتبر الأخير أن المرشح الجمهوري يسير في سياسته "إلى الوراء". دخل الرئيس الأميركي باراك اوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني إلى قاعة جامعة دنفر بولاية كولورادو (غرب) وتصافحا لبدء أولى المناظرات الرئاسية الثلاث بين المرشحين في السباق إلى البيت الأبيض. والرئيس الأميركي الذي ارتدى بذلة كحلية داكنة وربطة عنق زرقاء بلون الديموقراطيين، بدأ بالكلام في هذه المناظرة المخصصة بشكل أساسي للاقتصاد مستهلا حديثه بتوجيه معايدة لزوجته ميشال لمناسبة الذكرى السنوية العشرين لزواجهما التي تصادف في اليوم نفسه. وقال اوباما ممازحا خلال توجهه لزوجته "اريد ان اتمنى لك عيدا سعيدا، بعد عام، لن نحتفل به امام 40 مليون شخص"، قبل ان ينتقل الى التذكير بالازمة الاقتصادية التي كانت تعصف بالولاياتالمتحدة لدى تسلمه لمهامه الرئاسية قبل اربع سنوات ومنذ ذلك الحين، "الخمسة ملايين وظيفة التي انشئت في القطاع الخاص". ورد الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس الذي ارتدى ايضا بذلة كحلية ايضا مع ربطة عنق حمراء، بالنبرة نفسها "انا على ثقة بان هذا هو المكان الاكثر رومنسية الذي يمكنكم تصوره، هنا معي". وانتقد المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية ميت رومني الأربعاء الهجمات "غير الدقيقة" التي يشنها منافسه الرئيس الديموقراطي باراك اوباما بشأن مشروعه الضريبي، في حين اتهم اوباما خصمه ب"السير الى الوراء"، وذلك خلال اولى المناظرات الرئاسية بين المرشحين في مدينة دنفر بولاية كولورادو (غرب). وقال رومني خلال تبادل اول للاتهامات مع اوباما "عمليا كل ما قاله بشأن مشروعي الضريبي غير دقيق". وأكد المرشح الجمهوري انه من غير الوارد تخفيض الضرائب بقيمة 5 الاف مليار دولار كما يدعي منافسه الديموقراطي، واعدا بان مشروعه لن يفاقم العجز الضخم في الميزانية الاميركية. وقال اوباما ساخرا "خلال 18 شهرا، لقد ركز حملته على مشروعه الضريبي، والان، قبل خمسة اسابيع من الانتخابات، يقول +انسوا ذلك+ في حديثه عن فكرته العظيمة". كما اعتبر الرئيس الاميركي ان برنامج رومني لتقليص العجز من دون زيادة الضرائب سيؤدي الى تخفيض كبير في النفقات على التعليم والصحة. وقال اوباما "اذا ما كان لديكم مقاربة غير متوازنة لهذه الدرجة، فهذا يعني ضرب الاستمثارات في المدارس والتعليم". واضاف "بشكل ملموس، هذا يعني اقتطاعا بنسبة 30% في البرامج الموجهة للاشخاص المسنين في دور الرعاية، للاطفال المعوقين، وهذه ليست الاستراتيجية الصائبة". واستهل اوباما مداخلته في هذا الموضوع بالتذكير بالازمة الاقتصادية التي شهدتها الولاياتالمتحدة خلال فترة تسلمه الحكم في جانفي 2009 مبرزا "الخمسة ملايين وظيفة التي تم انشاؤها في القطاع الخاص" مذاك. لكن رومني الحاكم السابق لولاية ماساتشوستس (شمال شرق) اعتبر ان السياسة الاميركية سلكت خلال عهد باراك اوباما مسارا "عقيما".
وقال رومني "الرئيس لديه رؤية شبيهة للغاية بتلك التي كانت لديه لدى ترشحه قبل اربع سنوات، رؤية لحكومة اكثر اهمية، مع مزيد من النفقات، مزيد من الضرائب ومزيد من القوننة". وينطلق باراك اوباما في المعركة من موقع قوة، مع تقدم واضح في استطلاعات الراي. ومنح اخر الاستطلاعات الذي اجراه معهد غالوب اوباما 50% من نوايا التصويت مقابل 44% لميت رومني، وهو فارق يفوق هامش الخطأ في الاستطلاع. وبالنسبة لميت رومني، اللقاء الذي سيتم بثه عبر كبرى القنوات الاميركية يعطيه منبرا استثنائيا لقلب المعادلة قبل خمسة اسابيع من انتخابات السادس من نوفمبر. وخسرت حجة عدم كفاءة الرئيس في ادارة الملف الاقتصادي من وهجها خلال الاشهر الماضية في ظل تسجيل نسبة بطالة لا تزال مرتفعة عند نسبة 8,1% في أوت الماضي، لكنها تدنت كثيرا بالمقارنة مع المستويات القياسية المسجلة في اوج الازمة في ولاية رئيسية عدة مثل اوهايو (شمال). والرئيس الاميركي، المعروف بطلاقته في الخطابات الكبيرة اكثر من المناظرات، امضى يومي الاثنين والثلاثاء في فندق في نيفادا (غرب) محاولا التركيز على قدراته في الاقناع خلال المناقشات العلنية والتي مارسها اخر مرة في اكتوبر 2008 قبل انتخابه في مواجهة جون ماكين. (أ ف ب)