نشرت عملية البنيان المرصوص الجزء الأول من قصة «أم عمر التونسية» كما روتها عندما سلمت نفسها الى قوات العملية في مدينة سرت، وكيف التحقت بهذا التنظيم بعد ان تم تجنيدها من صفاقس الى سرت. وتشير "أم عمر" وعمرها 22 عاما أنها هاجرت إلى سرت بحثا عن مكان «يقام فيه شرع الله، وحتى تتمكن من ارتداء نقابها بحرية». وأضافت أنها لم تجد الا الظلم وغياب العدل، وقتل الأبرياء، وقتل أناس. وقالت "أم عمر" انها تركت محلا للحلاقة والتجميل كانت تديره في أحد شوارع صفاقس، لتلتحق بتنظيم «داعش» في ليبيا، بعد أن استمعت لخطب الشيخ «أبو زيد» في مسجد «لعذار»، وتابعت مواقع داعش على الانترنت. وقالت أنها درست حتى الصف السابع الإعدادي، قبل أن تترك دراستها، وتلتحق بدورة تدريبية تعلمت خلالها فنون الحلاقة والتجميل، وفتحت مع والدتها محلا خاصا بهما. وأشارت «أم عمر» أنها تتمنى اليوم لو أن أحدا ساعدها ووقف بجانبها حتى لا تلتحق بهذا التنظيم الإرهابي، رغم أن والدها سبق وأن أخذ منها هاتفها الخاص حينما وجدها تستمع من خلاله لأناشيد «داعش»، وهددها بأنه لن يكون راضيا عنها إن لم تترك هذا الطريق، لكنها حسمت أمرها. واستطاعت كسب ثقة عناصر «داعش» الإعلامية، ودعيت لتكون عضوا في مجموعة سرّية خاصة بالتنظيم بإحدى مواقع التواصل الاجتماعي، وتم رسم خط سير من منزلها في صفاقس إلى بن قردان الحدودية مع ليبيا، ومن ثم عبر الصحراء، إلى أن وصلت إلى مدينة صبراتة الليبية في سبتمبر 2015، صحبة تونسية أخرى من الجنوب اسمها «هاجر»، بقيتا ليلة في صبراتة عند أسرة ليبية تتكون من أم وبناتها، ثم نُقلتا «هي وهاجر» إلى بيت خاص، وبعد أيام وفد إلى البيت عدد آخر من النساء والرجال التونسيون، ذهب جميعهم إلى سرت. وأشارت أنها لم تجد «أم عمر» في صبراتة شيئا كما توقعت، فألحّت على «أنس التونسي» المشرف عليهن أن ينقلها إلى أرض العراق والشام، حيث دولة الإسلام، ولكنه اقترح عليها الذهاب إلى سرت، فهي إحدى ولايات «داعش»، ولم يقف أمام ذلك إلا شرط واحد وهو الزواج من أحد أعضاء التنظيم.