في الوقت الذي تواصل فيه القنوات الخاصة والقناة الوطنية البحث عن سبل وموارد تمويل لاقتناء حقوق بث النفاذ لملاعب الرابطة الأولى والرابطة الثانية وحقوق النقل المباشر لمباريات الكأس الذي مرت مواجهات دوره الأول في الخفاء،فاجأ وديع الجريء الفاعل الأول والوحيد في جامعة الكرة الجميع "ببتة" جديدة للتفويت في حقوق بث كواليس تحضيرات المنتخب الوطني التونسي لنهائيات كأس أمم إفريقيا ومونديال روسيا بمبلغ جملي يتجاوز ال150 ألف دينار،وهو ما أثار جدلا كبيرا داخل الأوساط المعنية باللعبة الشعبية الأولى في البلاد،وجسد تغوّلا كبيرا وغير مسبوق لرئيس الجامعة الذي استجمع الجرأة التي افتقدها في محاربة الفساد الكبير الذي ينخر جسد كرة القدم التونسية،من أجل فرض تعتيم غير مسبوق عن الأحداث الرياضية بشكل بات يهدد مصير عدد كبير من المؤسسات الاعلامية والصحفيين الرياضيين الذين دخل عدد كبير منهم في بطالة قصرية بسبب أنانية مفرطة ونرجسية غير متناهية لرئيس جامعة همه الأول والوحيد تحصين مكانه و"التعمير" على رأس هيكل سيئاته أكثر بكثير من حسناته. وإن كان التفويت في حقوق بث كواليس وتحضيرات المنتخبات إجراء معمول به في جل البلدان العربية والأوروبية فإن تطبيقه على بطولة رديئة وتعيسة كالبطولة التونسية وعلى منتخب عاجز على بلوغ نهائيات كأس العالم منذ 2006 وتتحرك فيه أقدام السماسرة والمتمعشين أكثر من تحركات أقدام لاعبين تعاقدوا مع دكات احتياط فرقهم وعلى تجهيزات رياضية بالية ومقرفة لا يستقيم ولا يمكن تجسيده على أرض الواقع،إذ لا يمكن أن تراهن قنواتنا التي تعيش كلها بنظام التنفس الاصطناعي على دفع 150 ألف دينار لاقتناء حقوق بث تحركات منتخب هو بالأساس منتخب الشعب لا منتخب الجريء. رئيس الجامعة يعلم علم اليقين أن "بتته" الجديدة لن تجد أذانا صاغية من قبل مديري القنوات الخاصة وربما من المشرفين على التلفزة الوطنية التي تعجز إلى غاية اللحظة عن تجهيز أستوديو لتقديم برنامج الأحد الرياضي،ولكنه يصر في المقابل على السير في هذا الاتجاه لتجنيب نفسه وجامعته الموقرة لسعات منتقديه من جهة وليفرض على جماهير الكرة اللجوء إلى الروابط التي تؤمنها جامعته لمتابعة مباريات البطولة والكأس وما يحدث من كواليس في تحضيرات النسور من جهته ثانية. لن نطيل في انتقاد الوديع وسياسته لأنه استقوى على الجميع بما في ذلك مؤسسات الدولة القانونية باستعمال بالونة الفيفا كلما ضاق عليه الخناق ولكننا سنكتفي بالهمس في أذان وزارة شؤون الشباب والرياضة ومن ورائها الحكومة لدفعها للتخلي عن سلبيتها المفرطة والتدخل لكبح جماح الدكتور ووضع حد لشطحاته التي حولت كرة القدم التونسية إلى ملك خاص لا يدخله إلا المطيعون والمطبلون والمناشدون للملك.