من الصفات المطلوبة التي تميز شخصية أي مسؤول هي الجرأة والوداعة ووجب على من يتمتع بهاتين الصفتين أن يحسن توظيفهما. الوداعة والجرأة صفتان نجدهما في اسم رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء الذي كان في الحقيقة جريئا ووديعا منذ توليه رئاسة الجامعة وأسال بقراراته وآرائه الحبر الكثير...
جرأة وديع نلمسها في عدة مواقف وقرارات أثارت استغراب جمع كبير من الرياضيين وكانت البداية بقراره الجريء جدا حين أبعد أفضل لاعب في البطولة وقتها يوسف المساكني بسبب رفضه المشاركة في ومضة اشهارية لأحد منتجي مواد الحلاقة والتجميل وأقسم ان قضى اللاعب ليلته مع المجموعة في النزل فلن يواصل مع المنتخب وكان له ما أراد بما أن المساكني لم يعره أي اهتمام..
وحرم المنتخب وقتها من خدمات أحد أبرز ركائزه وكاد يكلفنا ذلك القرار الجريء غاليا..
وديع أيضا كان جريئا جدا وأعفى طبيب المنتخب من مهامه قبل أيام قليلة من انطلاق ال»كان» وهوخطأ فادح ارتكبه الطبيب وديع وأثر به على الأجواء العامة بالاضافة الى عدم حرصه على اجراء المناوبة بين الطبيبين..
كما كان رئيس جامعتنا الموقرة جريئا حين عين نبيل معلول مدربا للمنتخب الوطني بعد مسرحية هزلية ضعيفة الاخراج بعد أن وضعه في منافسة مع المدرب خالد بن يحيى الذي رفضت الجامعة تسليمه اجازة مسير للجلوس على بنك البدلاء بما أنه وقتها لا يملك شهادة الدرجة الثالثة في التدريب فكيف يجرأ على ابقائه في قائمة المدربين المؤهلين لتدريب المنتخب أم أن ذلك يدخل في باب الضحك على الجمهور التونسي!!
من القرارات الجريئة أيضا تباهي جامعتنا بعقود الاستشهار المبرمة مع شركات تونسية وعقد ندوات صحفية لابراز الانجازات الكبرى للرئيس وديع ورفاقه من بينها عقد استشهار مع شركة طيران لم توفر لمنتخبنا طائرة تقله الى جنوب افريقيا.. وآخر ابداعاته الجريئة تقديمه لشكوى هي الأولى من نوعها في تونس ضد وزير الشباب والرياضة طارق ذياب رفعها الى «الشيخ» راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة.
أما وداعة السيد الجريء فلا تحصى ولا تعد حيث قام بتعيين بعض أصدقائه ممن ليست لهم الكفاءة والمستوى العلمي طبعا كمستشارين له.. كما كان وديعا أيضا مع عدد من جماهير المنتخب وخير تحولهم الى جنوب افريقيا مقابل تغييب المدير الفني يوسف الزواوي. كان وديعا أيضا مع أستاذه المشرف على بحثه للحصول على الماجستير في الطب الرياضي وعينه طبيبا للمنتخب في «كان» 2013 رغم أن أستاذه الدكتور في جراحة العظام لا يمكنه أن يكون طبيبا ميدانيا بشهادة أهل الاختصاص.
كما كان وديعا مع القنوات التلفزية ولم تحصل الجامعة على القيمة التي تستحقها بطولتنا في حين كان قادرا على ضمان عائدات محترمة من نقل المباريات تلفزيا.. كما لا ننسى أنه دخل في الحرب الخفية بين وزير الرياضة ونبيل معلول مدرب المنتخب..
وأيضا قال أنه قام بمحاسبة المخطئين في حق المنتخب بداية من شخصه فأين هي المحاسبة سيد وديع...
جرأتك ووداعتك لم يكونا في مكانهما حضرة الطبيب وأعتقد أن شرعيتك المعنوية انتهت يوم رفعت رسالة التظلم الى رئيس حزب سياسي وهو ما يتنافى وقوانين الفيفا التي تعتبر أقوى من سلطة دولة عظمى في رياضة كرة القدم.. انتهت شرعيتك ولا نريد أن تقودنا جرأتك ووداعتك الى تدخل الساسة في رياضتنا..