كشف وزير الداخلية الهادي مجدوب عند إشرافه على المؤتمر ال40 لمؤتمر قادة الشرطة العرب في تونس عن ملامح الإستراتيجية الوطنية لمكافحة التطرف والإرهاب التي وقعت المصادقة عليها الشهر الماضي. وأورد مجدوب أن هذه الإستراتيجية تعتمد 4 محاور رئيسية وهي الوقاية والحماية والتتبع الأمني والرد على الإرهاب. وكشف وزير الداخلية أن هذه الإستراتجية سيقع تعزيزها ب»مخططات عمل مفصلة» توضح الإجراءات والفصول التطبيقية لتنفيذها حسب الهياكل الأمنية المعنية وحسب اختصاصاتها . وستمتد المخططات التنفيذية لتطبيق هذه الإستراتيجية 5 أعوام مع «إمكانية تحيينها حسب تطور الظاهرة الإرهابية « وأعمال العنف والجريمة المنظمة في البلاد وفي المنطقة. السياحة والمحطات الثقافية والرياضية وبالرغم من تأكيد جدول أعمال المؤتمر ال40 لقادة الشرطة العرب على الملفات الأمنية الإقليمية و»الدعم الإقليمي للمجموعات الإرهابية المتطرفة في المنطقة العربية»، فقد أكدت كلمة وزير الداخلية الهادي مجدوب خاصة على الأبعاد الوطنية والمحلية للجريمة المنظمة والإرهاب وعلى «الجهود التي بذلتها قوات الأمن التونسية لتأمين الموسم السياحي ومختلف المحطات السياسية والتظاهرات الثقافية والرياضية والاقتصادية» وآخرها المنتدى الدولي للاستثمار. وتوقفت مداخلة السيد الهادي مجدوب عند أولويات قوات الأمن في تونس وعلى رأسها «التصدي لمختلف محاولات الإخلال بالأمن العام» و»حماية المنشآت الحيوية والممتلكات العمومية والخاصة والفضاءات السياحية والمصالح الأجنبية المعتمدة ببلادنا». توظيف تقنيات الاتصال الحديثة لكن ماذا عن «الجيل الجديد» من الجريمة والعنف والإرهاب بعد الانتشار الواسع لاستخدام الانترنيت وتقنيات الاتصال الحديثة؟ هذه الظاهرة توقفت عندها أبرز المداخلات في المؤتمر وخاصة كلمات الهادي مجدوب والأمين العام لوزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان ورئيس المؤتمر ورئيس وفد البحرين العميد الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة. وقد حذرت تلك الكلمات من مخاطر «استفحال مظاهر الجريمة والتخريب» بسبب بروز «جيل جديد من الإرهابيين نجحت زعامات الإرهاب ومنظريه في تجنيدهم وتعبئتهم» عبر استعمال التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الالكترونية والمواقع الاجتماعية. حقوق الإنسان ومكافحة الفساد ولعل من بين إضافات هذا المؤتمر ال 40 لقادة الشرطة والأمن العرب في جلسته العلنية تنويه بعض المداخلات، وبينها كلمة الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب محمد بن علي كومان، بالتداخل بين ملفات الأمن والإرهاب مع المجالات المتاخمة بينها تلك التي لديها علاقة بملفات حقوق الإنسان ومكافحة الفساد وبالتنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وبالتقدم في القطاعات الفكرية والثقافية والرياضية.. تكريسا لمفهوم «الأمن الشامل». وفي هذا السياق أشار محمد بن علي كومان إلى المؤتمر السنوي للمسؤولين عن حقوق الإنسان في وزارات الداخلية العربية والمؤتمر المشترك كل عامين بين الأجهزة الأمنية والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان في الوطن العربي. تكريم «الآباء المؤسسين» وقد انتظم بالمناسبة حفل رمزي حضره وزير الداخلية الهادي مجدوب ومدير عام الأمن الوطني عبد الرحمان بالحاج علي وكوادر من وزارة الداخلية التونسية ومن رؤساء الوفود المشاركين في المؤتمر تكريما لثلة من كبار الضباط السابقين في الأمن التونسي وفي وزارات الداخلية في الدول العربية وبينهم من شارك في المؤتمر الأول لقادة الشرطة والأمن العرب الذي عقد قبل 40 عاما في مدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن المتوقع أن يختتم المؤتمر اليوم بالمصادقة على قرارات نحو 20 مؤتمرا أمنيا قطاعيا عربيا وقع تنظيمها طوال العام. وستعرض كل تلك المقررات للمصادقة على المؤتمر القادم لمجلس وزراء الداخلية العرب مطلع 2017. وقد كانت لرؤساء وفود المؤتمر جلسات عمل على هامشه مع ممثل المنظمة العالمية للانتربول ومع مسؤولين من عدة دول عربية ومع رئيس الحكومة يوسف الشاهد ومستشاريه الأمنيين والسياسيين.