انتهت أمس هيئة الحقيقة والكرامة من الاستماع الى 5 ضحايا انتهاكات الماضي وذلك في جلستها العلنية الرابعة على أن تعود الهيئة يوم 14 جانفي القادم للاستماع الى عدد من الضحايا الآخرين. وكانت الشهادة الأولى في الجلسة لوالدي الشهيد محمد جاب الله أحد شهداء مدينة الرقاب. وأشار علي جاب الله (65 سنة ) إلى ان لديه ابن وحيد وهو محمد. وحول تفاصيل عملية استشهاد ابنه محمد يقول ان ابنه سمع آنذاك بسقوط ابنة خالته الشهيدة منال بوعلاقي فخرج من المنزل مسرعا فوجد الشهيد الكدوسي ملقى أرضا فحاول ابعاده من الطريق العام إلى أمام الجامع بالمدينة، حينها هدد رائد بالأمن كل من يحاول ابعاد الشهيد الكدوسي من الطريق العام ولكن ابنه تجاهل تحذير ذلك الرائد وشرع في ابعاد الشهيد الكدوسي من الطريق العام عندها أطلق عليه الرائد رصاصة اخترقت جسده ورادته قتيلا. وشدد والد الشهيد بأنهم لا يريدون اية تعويضات مادية لعائلات شهداء وجرحى الثورة وإنما رد الاعتبار لهم بتسمية شارع في مدينة الرقاب باسم الشهداء الذين سقطوا في تلك المنطقة. مشيرا إلى أن ابنه ترك طفلة تبلغ من العمر زمن وقوع الحادثة سنتين ونصف. من جهة أخرى، عبر علي جاب الله عن موقفه من أحكام المحكمة العسكرية بتونس واعتبر انها غير منصفة للشهداء ولا للجرحى. من جهتها قالت والدة الشهيد محمد جاب الله خلال شهادتها انه بعد استشهاد ابنها شعرت أن حياتها انتهت وقالت ايضا ان جرحها لن يندمل. وطلبت إنصاف ابنها واسترداد حقه المتمثل في الحكم على من قتله بالعقاب الذي يستحقه. أما الحالة الثانية، فكانت شهادة والدي أصغر شهيدة بمدينة القصرين، الشهيدة يقين القرمازي والتي سقطت يوم 9 جانفي 2011 وهي لم تتجاوز السبعة أشهر نتيجة استنشاقها الغاز المسيل للدموع الذي استعملته قوات الأمن بشكل "مكثف ومبالغ فيه" يوم 8 جانفي 2011 لتفريق الاحتجاجات المطالبة بالشغل والكرامة.. وقال والدها انه يوم 8 جانفي اصطحبت زوجته طفلته يقين وتوجهت الى "الحمام" ثم بعد ذلك الى منزل والديها فالتحق بها لاصطحابها وطفلتهما يقين الى منزلهم، وبوصولهم الى وسط حي النور وجدوا محتجين فواصل السير وزوجته في اتجاه منزلهما في الاثناء فوجئا بأحد الاعوان يلقي تجاههم علبة غاز مسيل للدموع ففرا في اتجاه محل سكناهما وعلى الساعة الرابعة مساء لم تستيقظ طفلته يقين على غير عادتها فحاولت زوجته أن توقظها ولكن دون جدوى فنقلوها إلى المستشفى على متن سيارة تاكسي أين وجدا أربعة شهداء بالمستشفى ثم تم نقل طفلته إلى قسم الأطفال ومنها إلى قسم الإنعاش وقد حاول الأطباء اسعافها بواسطة التنفس الاصطناعي ولكنها توفيت. وطالبت والدة يقين بكشف حقيقة من قتل طفلتها التي انجبتها بعد خمس سنوات. وقالت في سياق آخر خلال شهادتها أن مدينة القصرين مهمشة وتفتقد إلى التنمية. وكانت الشهادة الثالثة لوالد الشهيد كمال الجملي أحد شهداء مدينة تالة. وقد اعتبر والد الشهيد أنها لحظة تاريخية لكشف الحقيقة، مضيفا أن غايته ليس التشفي ولكن كشف الحقيقة، مشيرا في شهادته إلى أن ابنه الشهيد كمال الجملي هو الابن الأكبر ولديه كل من أبنائه الآخرين عزيز ومحمد ومروى. واضاف والد الشهيد انه يوم 3 جانفي 2011 خرج ابنه في مسيرة احتجاجية سلمية لاهالي مدينة تالة واذا ب"جحافل البوليس" تعتدي على المتظاهرين وتطلق تجاههم قنابل مسيلة للدموع ورغم ذلك تواصلت المسيرة الاحتجاجية من 3 إلى 5 جانفي 2011 فأطلق الاعوان على المتظاهرين قنابل مسيلة للدموع كان قد تم جلبها من ليبيا وهي منتهية الصلوحية فأصيب ابنه كمال البالغ من العمر 19 سنة ولما حاول صديقه غسان الشنيتي البالغ بدوره من العمر 19 سنة سحبه أطلق عليه الاعوان الغاز المسيل للدموع. وأكد والد كمال انه في تلك الفترة انتهكت حرمات أهالي مدينة تالة واغتصبت بنات المدينة من طرف البوليس واعتدي عليهن بالعنف وقال ايضا بأن المدينة حاصرها البوليس من كل الجوانب ومنع على الأهالي الإمدادات الغذائية. واعتبر أن القضاء العسكري ظلم الشهداء ولم ينصفهم طالبا إحالة قضايا الشهداء والجرحى على دوائر مختصة.