حل بالجزائر أمس ، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، بعد زيارة قام بها كل من اللواء خليفة حفتر منذ ايام و قبله صالح عقيلة، و هي زيارات كانت بمساهمة من السلطات التونسية. و اكد فايز السراج، لدى وصوله لمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، حيث كان في استقباله الوزير الاول الجزائري عبد المالك سلال، و وزير الشؤون الافريقية عبد القادر مساهل، انه يزور الجزائر من أجل حلحلة الوضع في ليبيا الغارقة في الفوضى منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، و ابرز ان زيارته تأتي في اطار المشاورات المستمرة مع الجزائر لبحث الكثير من الملفات وايجاد حل لبعض المخترقات التي يمر بها الوضع في ليبيا. و كانت الوزارة الاولى الجزائرية قد اوضح في بيان، ان السراج سيتطرق خلال هذه الزيارة الى تطورات الوضع و الجهود المبذولة في اطار التسوية السياسية للأزمة التي يعيشها هذا البلد الشقيق، مضيفة ان هذه الزيارة ستسمح بتجديد موقف الجزائر الثابت الذي يدعم ديناميكية السلم المباشر فيها في هذا البلد و القائمة على الحل السياسي و الحوار الشامل و المصالحة الوطنية في ظل احترام السيادة الوطنية لليبيا و في ذات السياق، صرح وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أن الجزائر ستستقبل شخصيات ليبية أخرى خلال الأسابيع المقبلة، وأوضح أن استضافة السراج تأتي بعد استضافة الجزائر عدة شخصيات فاعلة ليبية، من بينها عقيلة صالح رئيس مجلس النواب واللواء خليفة حفتر. وقال مساهل، إن هذه الزيارات تأتي في وقت يعرف فيه البلد الجار منذ عدة سنوات أزمة خطيرة قد تؤدي إلى انحرافات في حالة غياب مسار سياسي شامل وحقيقي، مبرزا انه من البديهي أن الجزائر لا يمكنها أن تبقى غير مكترثة باعتبار أن ليبيا بلد جار نتقاسم معه حدودا شاسعة وتاريخا وثقافة وجوارا، لذلك تقوم الجزائر، منذ مدة، بجهود لا تتناقض مع مبادرة الأممالمتحدة حيث تسعى إلى إيجاد حل سياسي يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها. وشدّد الوزير مساهل على أن الجزائر تعمل أيضا من أجل إقامة حوار مباشر بين الليبيين، يسمح لهم باختيار مستقبلهم، كما أنها ترافع من أجل تضافر كل الجهود الدولية لمرافقة الليبيين للخروج من الأزمة، واستطرد انه من البديهي أن الجزائر ليست لها مصلحة أخرى سوى مرافقة أشقائها الليبيين للخروج من الأزمة أو تفادي الانزلاقات، التي قد تكون لها انعكاسات على بلدان الجوار. من جهته، شدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، على أهمية تقوية الدولة الليبية للانخراط بشكل فعال في جهود مكافحة الإرهاب على المستويين الإقليمي و الدولي، موضحا أنه على ليبيا أن تعود كدولة قوية للقيام بدورها بشكل كامل في المنطقة وفي الأطر التي ننتمي إليها، و حتى في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن الدولة الليبية القوية التي تمتلك مؤسسات فعالة هي القادرة على أن تقدم إضافة معتبرة إلى جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة و إفريقيا.