قال الرئيس المدير العام للتلفزة التونسية الياس الغربي ان بداية السنة الجديدة 2017 ستشهد انطلاقة عدد من البرامج الجديدة برؤية جديدة وديكور جديد وصورة جديدة لان التحدي الأكبر اليوم يتمثل في كيفية اعادة اشعاع المؤسسة رغم الصعوبات المالية بعد ان بلغت ديونها 38 مليارا. واكد الغربي في ندوة صحفية عقدها اليوم بمقر التلفزة التونسية وحضرها عديد المسؤولين والمنشطين – رازي القنزوعي ، مراد الزغيدي ، زينة الخميري وغيرهم- ان هدف مختلف الاطراف اليوم كيفية اعادة اشعاع المؤسسة في مهمة ليست يسيرة بالمرة باعتبار ان السؤال الحارق في الظرف الراهن: الى أي مدى يكون المرفق العمومي قادرا على احياء تحدي 50 سنة بشكل متجدد دون ان يفقد هويته ؟ . واستطرد "أننا سنكون مدعوين أكثر من أي وقت مضى إلى جعل هذا المرفق العمومي قويّا، منيعا قادرا على إنارة الرأي العام الوطني في كل ما يتصل بمشاغل المجموعة الوطنية واهتماماتها اليومية وتطلعاتها وانتظاراتها. كل ذلك في إطار مناخ تنافسي بين مجموعة في تزايد من القنوات التلفزية الخاصة التي تميز المشهد الإعلامي والاتصالي في تونس ما بعد الثورة." "سند ايجابي" وأشار الغربي الى المعادلة الصعبة باعتبار ان المرفق العمومي مطالب في الوقت الحالي بأن يرافق المجهود الوطني ، مشددا على ان التلفزة التونسية " سند لسياسة الدولة من خلال ضوابط العمل واخلاقيات المهنة ونفس المسافة من كل الجهات." وفي سياق متصل تعهد الغربي بالعمل وفق مرجعية ايجابية لا تنفي النقد والمسافة من كل الاطراف وهذا لا يعني ان تكون التلفزة التونسية مرفقا عموميا طيعا وتحت التعليمات وانما يجب ان تكون مرفقا عموميا مسؤولا على حد تعبيره. متابعا "المرفق العمومي يجب ان يظل مستقلا ،"ونحن ماناش متاع يمين ولا يسار ولا وسط "..نحن ندعو الى ان يبقى المرفق العمومي وفيا الى رسالته الاساسية " واضاف "أن الانطلاقة تندرج إثر القيام بعملية تشخيص من أبرز سماتها : الواقعية والموضوعية وقراءة متأنية للوضع الذي عليه المؤسسة في شتى مجالات اختصاصها البرامجية والإخبارية والإنتاج والشؤون الهندسية دون أن ننسى الجوانب الإدارية وهي مهمة تتعلق بالموارد البشرية التي تزخر بها التلفزة التونسية والتي نعوّل عليها بشكل مهم حيوي في تنفيذ ما رسمناه من معالم خطة محكمة نأمل أن تحقق الإضافة المرجوه لمسيرة المؤسسة في قادم الأيام" مجلس تنفيذي وكشف الغربي انه لا يقرر وحده داخل المؤسسة بقدر حرصه على تشاركية القرار منذ بداية تسلمه لمهامه من خلال المجلس التنفيذي الذي يضم اغلب اطارات المؤسسة لمناقشة مختلف القرارات ، موضحا ان هذا المجلس الداخلي يلتئم اسبوعيا أو أكثر من مرة في الاسبوع وفق تطورات الاحداث والمستجدات . وأوضح المدير العام للتلفزة التونسية انه في الوقت الذي تساءل فيه الكثيرون عن البرامج الجديدة والنقلة النوعية التي وعدنا بها فان الاشهر الاربعة الماضية خصصت لعملية تشخيص معمقة مست جميع المستويات سواء الادارية او التقنية وغيرها لتشمل تموقع المرفق العمومي ككل على حد تعبيره. وأعلن الغربي ان عملية التشخيص أثمرت جملة من الاحداثات: 1 – مجلس تنفيذي 2 – مدير فني 3 – مدير برامج 4 – تغييرات على مستوى القناتين 5 – ادارة تسويق 6 – ادارة الانتاج 7 – ادارة قانونية 8 - الكتابة العامة وبخصوص غياب الانتاج داخل المؤسسة في ظل الفراغ الذي تعاني منه القناتين الاولى والثانية قال الغربي "الشبكة فارغة وهذه فضيحة ولو كنا "الستاغ" لانقطع التيار الكهربائي عن اغلب التونسيين ..اليوم لنا قطار الانتاج الذي يجب ان لا يتوقف وقطار الاصلاحات الذي يتحتم عليه الوقوف في كل محطة لايجاد حلول جذرية لمعالجة النقائص . مصير القناة الوطنية 2 وعن مصير القناة الوطنية 2 في ظل التغييرات التي تشهدها مؤسسة التلفزة التونسية اكد الغربي انه ليس وصية على التلفزة ليقرر مصير الوطنية الثانية ، موضحا انه تم تكوين لجنة مشتركة مع وزارة الثقافة للنظر في امكانية العمل على قناة ثقافية ، مضيفا "التونسي في حاجة الى ثقافة الفنون والتفكير النقدي وهي مشروع كبير لكن الحكم يبقى للجنة التفكير وهنا لا وجود لانفراد بالراي او دكتاتورية وانما قرارات تشاركية". "شانطي" الاخبار وكشف الغربي ان سنة 2017 ستكون سنة الرجوع الى الساحة اما سنة 2018 فانها ستكون سنة الاكتساح ، مشيرا الى انه انطلاقا من 2 جانفي ستنطلق الاخبار من استيديو جديد وباكساء جديد وتغييرات ترافق هذا التجديد ، مع السعي الى التطوير المتواصل لان الاخبار "شانطي" يجب كسب رهانه . وأكد الغربي عودة برنامج الاحد الرياضي انطلاقا من يوم 8 جانفي باعداد وتقديم العائد رازي القنزوعي موضحا انه لم يتم الحسم بعد بشأن برنامج "مع لطيفة" الذي ستقدمه لطيفة العرفاوي باعتبار تواصل المفاوضات ، اما برامج الاطفال فانه سيتم اقتناؤها لتخفيف العبء على مستوى ماكينة الانتاج حسب قوله. وعلى صعيد متصل أكد الغربي ان المجلس التنفيذي ناقش في اجتماعه الاخير نصوص 3 اعمال درامية رمضانية لكن تأجلت عملية الحسم التي ستتضح في الايام القليلة اقادمة. التفاعل مع التحولات وتابع الغربي قائلا "يحدونا في كل ذلك العمل المتواصل من أجل تأمين الوظائف الثلاث التي تضطلع بها مؤسسة التلفزة وهي : الإعلام – التثقيف والترفيه – الاعلام النزيه والموضوعي والمستقل – التثقيف الجاد والواعي - الترفيه الراقي بعيدا عن أي شكل من أشكال التدني والإسفاف. وسنكون حريصين على التفاعل مع التحولات التكنولوجية المتسارعة التي تحتمها الثورة الاتصالية العارمة والتي ما انفكت تطرأ على المشهد الإعلامي الوطني والفضاء الاتصالي المعولم."