كتب سفير فرنسا على صفحته على الفايس بوك يقول انه سيساند اليوم اللاعب حاتم بن عرفة الذي قضى معه ليلة أمس سهرة رائقة برفقة بقية اللاعبين وعددا من التونسيين وانه بمساندته اللاعب التونسي الفرنسي يكون قد ساند فريق باريس سان جرمان وانه بهكذا تصرف تجنب أزمة ديبلوماسية لانه اذا ما ساند النادي الأفريقي فانه قد يغضب أحباء للترجي الرياضي التونسي وهو بالطبع لا يريد ان يغضب احدا هذا السفير " الناشط " على غير عادة السفراء كان محل تشكيك عندما تم تعيينه فهو رجل ثقافة وفكر وقد عيّن في بلد تعيش تحولات كبرى وشتان بين أديب يسبح في فضاء الفنون وسياسي محنك ودبلوماسي متمرس ، شخصيا كنت ممن طرح نفس التساؤل سيما وإني عرفت السفير السابق الذي كان يتقن العربية وبادرني في اول لقاء معه بعد ان تعرف على لقبي بالحديث بإطناب عن أصول اهلي وعن مسقط الرأس وكأنه احد علماء الانتروبولوجيا الدارسين للمجتمع التونسي ولم اخفي خشيتي من أمثال هؤلاء الدبلوماسيين الذي قد يكون بعضهم جاسوسا متخفيا برداء الدبلوماسية. لكن الوقت لم يطل لنكتشف في السفير الحالي أوليفييه بيافر دارفور وجها اخر لسفير يبدو انه اتقن فن "الدبلوماسية الاجتماعية "فمن المهدية الى قفصة فجربة وغيرها من المدن كان الرجل يتحرك ليجمع بين تجسيم متابعة برنامج تحويل القروض الفرنسية الى استثمارات وبين الانغماس في الواقع المعيش للتونسيين اذ تجده يرافق البحَّارة فجرا ويحضر بيعهم لمحصولهم وتجده ينغمس في اكل عصيدة الزقوقو ويتفاعل مع من تسلق ساعة شارع بورقيبة لجلب فريق غنائي ويعد بجلبه خلال السنة لتونس ثم يدعو شقيقه الوجه الإعلامي الفرنسي المعروف لتونس ويحثه على تشجيع الفرنسيين لزيارة تونس ، واذكر انه زار سفارتنا بباريس ودخل على قاعة خصصت للإعلاميين وكان تفاعله مع البعض درسا لمن يظن ان الفرنسييين يعاملوننا بدونية. خلاصة فان الرجل الذي يراعي حساسيات الكوارجية ويقاسم عائلة ضحيتي اسطنبول وبحارة المهدية آلامهم ويُشتم لانه دافع عن التونسيين عندما هاجمت صحافة بلاده تونس اثر عملية برلين الإرهابية بمثل ما سبق وبجزئيات ومواقف اخرى اظهر أوليفييه بوافر دارفور وجها جديدا للدبلوماسية فيها كثير من الانسانية ومن القدرة على التفاعل الإيجابي نامل ان نلمس اثره اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا في العلاقات الثنائية التونسية الفرنسية