أكد عشية أمس المنتخب الوطني التونسي أسبقيته التاريخية على نظيره الجزائري وذلك بعد أن تغلب عليه مجددا بهدفين لهدف في قمة الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية في مسابقة كأس أمم إفريقيا المقامة حاليا على الملاعب الغابونية.فوز جاء ليؤكد الأداء الجيد الذي قدمته العناصر الوطنية في مباراة السينغال والذي لم يشفع بنتيجة إيجابية رغم الكم الهائل من الفرص المتاحة.انتصار وضع المنتخب الوطني التونسي على بعد خطوة من الدور الثاني إذ يكفي زملاء أيمن البلبولي التعادل في المواجهة الأخيرة ضد الزمبابوي لمرافقة السينغال إلى قادم الأدوار. البلبولي نجم فوق العادة رغم التشابه الكبير في طريقة لعب تونسوالجزائر ورغم امتلاك منتخب الخضر لفرديات رهيبة فإن أبناء هنري كاسبارجاك وفقوا في تقديم مباراة مثالية على جميع المستويات،حيث كان التناغم كبيرا بين الخطوط الثلاثة وهو ما جنبنا خطورة الأشقاء الذين بدؤوا المباراة بشكل جيد وكانوا قاربين من التسجيل في أكثر من مناسبة ولكنهم اصطدموا مجددا بحارس عملاق أحبط كل محاولاتهم وأبقى زملائه في المباراة.أيمن البلبولي أكد مرة أخرى أنه الحارس الأول في تونس وأن مكانه كأساسي محفوظ رغم تألق رامي الجريدي ومعز بن شريفية وفاروق بن مصطفى.البلبولي كان البارحة نجما فوق العادة وأحسن بفضل خبرته الطويلة في قيادة زملائه لتحقيق فوز مهم وكل ما نرجوه أن لا تكون الإصابة التي تعرض لها في نهاية المباراة خطيرة حتى يكون جاهزا للمباراة الأهم ضد الزمبابوي سهرة الاثنين القادم. "ديو" فعال وحاسم حتى نضمن الفوز على الجزائر وجب إبطال مفعول نقاطه قوته المتمثلة في رياض محرز وياسين ابراهمي وفريد غزال والذين يجيدون اللعب في المساحات ويجيدون التسرب بسهولة من الأطراف إلى عمق الملعب وحمل الخطر إلى دفاع المنافسين،مهمة نجح فيها المنتخب الوطني التونسي بامتياز بفضل الحركية الكبيرة لثنائي الارتكاز محمد أمين بن عمر والفرجاني ساسي اللذين تألقا البارحة بشكل لافتا وشكلا جدارا دفاعيا أولا تحطمت عليه جل الهجمات الجزائرية.الدور الدفاعي المتميز لبن عمر وساسي خفف كثيرا من حجم الضغوط المسلطة على رباعي الخط الخلفي الذي قدم البارحة مباراة متميزة للغاية.متوسط ميدان النجم الساحلي ورغم ابتعاده عن الملاعب لفترة ليست بالقصيرة،نجح في مهامه الدفاعية والهجومية وقد ساعده في ذلك تناغمه الكبير مع الفرجاني ساسي الذي لا يختلف عاقلان حول قيمته الفنية والبدنية العالية،وبذلك يكون كاسبارجاك قد تحصل على التركيبة المثالية لخط وسط الميدان بعد إبداع هذا "الديو" المتميز والحاسم. قراءة تكتيكية ناجحة لئن انتقدنا في مقالات سابقة بعضا من الاختيارات الفنية للمدرب الوطني هنري كاسبارجاك،فإن الأمانة الصحفية تفرض علينا توجيه التحية له بعد تعامل الجيد مع المباراتين الماضيتين،حيث وفقت تغييراته وتوصياته في تغيير وجه المنتخب في الشوط الثاني من مباراة السينغال،كما تواصل النجاح التكتيكي والقراءة الفنية السليمة في مباراة الأمس حيث وفق البولوني المخضرم في شل مفاتيح لعب المنتخب الجزائري والحد من خطورة نجمه الأول رياض محرز من خلال توجيه تعليمات صارمة لعلي معلول بعد الصعود المستمر للهجوم حتى لا يترك المجال لمحترف ليستر سيتي لاستغلال نقاط قوته،كما وفر كاسبارجاك القوة اللازمة لوسط الميدان الدفاعي باختيار محمد أمين بن عمر على حساب حمزة لحمر وكذلك التنشيط الهجومي من خلال الدفع بوهبي الخزري مكان لاري العزوني.نجاحات كاسبارجاك التكتيكية تواصلت في الشوط الثاني وذلك من خلال تغيير الرسم التكتيكي بإضافة مدافع ثالث بعد دخول محمد علي اليعقوبي مكان الخزري وذلك تفاعلا مع تغييرات مدرب منتخب الجزائر الذي أضاف مهاجمين إضافيين هما بغداد بونجاح وسفيان هني.هنري كاسبارجاك تغلب بالضربة القاضية على جورج ليكينز وأثبت أنه خبير بأسرار وخفايا الكرة الإفريقية في انتظار التأكيد في المواجهات القادمة. حصل المهم ... وبقي الأهم بعد الفرحة والتهليل بفوز النسور المقنع على منتخب الخضر،وجب العودة سريعا إلى التركيز على المباراة الثالثة والأخيرة ضد منتخب الزيمبابوي والتي ستمثل مفتاح العبور إلى الدور الثاني.ورغم الأفضلية التي يتمتع بها منتخبنا على حساب منافسه فإن تواصل حلم منتخب الزيمبابوي بالتواجد في الدور الثاني في أول مشاركة له في المسابقة سيجعل المباراة على قدر كبير من الحماسة والتشويق وهو ما يفرض على كتيبة كاسبارجاك التعامل معها بجدية كبيرة حتى نضمن الفوز أو نقطة التعادل التي ستمكننا من المرور إلى الدور الثاني ومواصلة حلم القبض على اللقب القاري للمرة الثانية في تاريخنا.