لم تكن الإطلالة الأولى للمنتخب الوطني التونسي في نهائيات كأس أمم إفريقيا الغابون 2017 موفقة بعد أن انقاد ليلة أمس إلى الهزيمة ضد منتخب السينغال بهدفين دون رد.وكالعادة وبعد كل عثرة تعددت الآراء والتحاليل حيث أشهر البعض سيوفهم لجلد الإطار الفني واللاعبين فيما رأى البعض الآخر أن المنتخب الوطني التونسي قدم واحدة من أفضل مبارياته وأنه لا يستحق الهزيمة بالمرة.»الصباح نيوز» تحدثت بدورها إلى بعض الفنيين واللاعبين الدوليين السابقين ورصدت انطباعاتهم حول مباراة الأمس وعن طبيعة المواجهة ضد المنتخب الجزائري فكانت الورقة التالية: حسان القابسي (لاعب دولي سابق ومدرب) «تكتيك كاسبارجاك لم يكن موفقا» يرى حسان القابسي اللاعب الدولي السابق أن المنتخب التونسي قدم مباراة محترمة ليلة أمس وأنه لم يكن يستحق الهزيمة قياسا بالسيطرة الميدانية الكبيرة التي فرضها على منتخب السينغال وللكم الهائل من الفرص التي أتيحت للاعبيه طوال المباراة وخاصة في الشوط الثاني،مشيرا إلى العناصر الوطنية دفعت ثمن الهفوات الدفاعية القاتلة (لقطة ضربة الجزاء ولقطة الهدف الثاني) وغياب الواقعية والحظ العاثر في الجانب الهجومي مضيفا بأن الطريقة التكتيكية التي اتبعها هنري كاسبارجاك لم تكن موفقة بنسبة كبيرة حيث كان يحبذ الاعتماد على ثلاثة لاعبين في المحور حيث يمنح أكثر حرية لعلي المعلول وحمدي النقاز في الواجبات الهجومية. وحول مواجهة منتخب الجزائر الخميس القادم أوضح المدرب السابق لنجم اولمبيك سيدي بوزيد ونادي كرة القدم بالحمامات،أن المباراة ستكون صعبة للغاية في ظل رغبة منتخب الخضر في تعويض تعادلهم ضد منتخب الزمبابوي،مشيرا إلى ضرورة الاعتماد على ثلاثة مدافعين في المحور لحرمان مهاجمي المنتخب الجزائري من المساحات لأن لاعبين بخصال رياض محرز وياسين البراهمي وهلال السوداني وسليمان سليمان قادرين على إحداث الفارق إن لم تفرض عليهم رقابة كبيرة.كما دعا القابسي إلى التركيز في الهجوم حتى لا يتكرر سيناريو مباراة السينغال. زياد الجزيري (المدير الرياضي للنجم) «نسخة جيدة للمنتخب» يرى زياد الجزيري أن الانتقادات الموجهة للمنتخب الوطني التونسي بعد هزيمة الأمس ضد السينغال ليس لها ما يبررها خاصة مع الأداء المقنع والروح القتالية الكبيرة التي أظهرتها العناصر الوطنية وخاصة في الشطر الثاني من المواجهة الذي تسيده المنتخب الوطني التونسي بالطول والعرض.ويعتقد الجزيري بأن دخول وهبي الخزري في الفترة الثانية وتعود اللاعبين على المناخ والرطوبة ساهما بشكل كبير في تغير وجه المنتخب الذي لم يكن محظوظا بالمرة بعد إضاعة ذلك الكم الهائل من الفرص،داعيا الجميع إلى التركيز على النقاط الإيجابية والابتعاد عن تحميل مسؤولية الهزيمة للاعبين بعينهم وقال في هذا السياق «المنتخب كي يربح تربح الناس لكل مع بعضها وكي يخسر تخسر الناس لكل مع بعضها وإذا حملنا المسؤولية لشخص آو شخصين ضاع المنتخب بأسره». وبخصوص المواجهة المنتظرة ضد المنتخب الجزائري أكد صانع فرحة 2004 أن النسخة التي قدمها المنتخب الوطني التونسي في مواجهة الأمس مطمئنة للغاية مشيرا إلى قدرة المنتخب الوطني التونسي على التغلب على المنتخب الجزائري القوي إذا ما لعب بنفس عقلية وروح واندفاع الفترة الثانية من مواجهة السينغال. أنيس بوجلبان (مدرب نادي كرة القدم بالحمامات) « هذا المنتخب الذي انتظرناه طويلا» «حقيقة أنا سعيد جدا بالوجه الذي قدمه المنتخب الوطني التونسي في مباراة الأمس حيث شاهدنا منتخبا هجوميا لطالما حلمنا به وانتظرناه طويلا». هكذا تحدث أنيس بوجلبان عن مباراة الأمس مؤكدا بأنه لم يتفهم بعد الهجمات الشرسة والانتقادات المحبطة التي صدرت عن بعض المحليين والفنيين والتي أكدت مجددا بأن «التوانسة ما يعجبهمش لعجب» مشيرا إلى أن احتواء نجوم بحجم نجوم منتخب السينغال وإجبارهم على الركون على الدفاع يعكس الوجه المرضي والمشرف الذي ظهر به منتخبنا الوطني الذي كان قادرا على اكتساح منافسه لولا غياب النجاعة والهفوات الدفاعية القاتلة والمتوقعة أيضا بحكم غياب النسق عن جل المدافعين تقريبا. بوجلبان أكد بأن المنتخب الوطني وفق في تقديم كرة جميلة يجب أن تتبعها النتيجة في مواجهة الجزائر التي ستكون صعبة للغاية في ظل حاجة المنافس للنتيجة مشيرا إلى أن يخشى من أن تؤثر الهزيمة على لاعبينا وعلى الاختيارات الفنية للمدرب هنري كاسبارجاك الذي دعاه للمحافظة على نفس التوجهات مع إدخال تغيير أو اثنين على التشكيلة بتشريك الخزري منذ البداية مكان لحمر أو العزوني والدفع بالخنيسي مكان العكايشي.وشدد نجم الصفاقسي والأهلي والإفريقي السابق على ضرورة استغلال ضعف خط دفاع منتخب الجزائر لتحقيق الفوز الذي لن يكون صعبا على النسور في حال حافظوا على نفس الروح والعزيمة والحركية والتناغم الذي أظهروه في مواجهة السينغال. أنيس البوسعايدي (لاعب دولي سابق) «وجه مرضي والتدارك ضروري» تحليل أنيس بوجلبان لمواجهة السينغال لم يختلف كثيرا عن بقية التحاليل حيث أشاد بالأداء المتميز الذي قدمه زملاء نعيم السليتي والروح القتالية العالية التي أبرزوها،مؤكدا عدم إمكانية توجيه اللوم للعناصر الوطنية بعد العرض المقدم.البوسعايدي أكد أن المستوى العالي يقتضي تركيزا عاليا واستغلال كبيرا للفرص المتاحة وهو ما نقص المنتخب في مواجهة السينغال مشيرا إلى أن المنتخبات التي لا تسجل تخسر أو تتعادل في جل الحالات. وعن الاختيارات الفنية للمدرب هنري كاسبارجاك أوضح البوسعايدي بأن كانت موفقة وأن الرجل لا يلام على غياب النجاعة لدى المهاجمين أو على الأخطاء البدائية التي وقع فيها المدافعين،مؤكدا على عدم وجود أي مبرر لتغيير الخطة في مواجهة الجزائر التي ستكون صعبة للغاية ولكن الفوز فيها ممكن خاصة وأن الجولة الأولى كشفت تفوقا بدنيا واضحا للمنتخب التونسي على نظيره الجزائري الذي يمتلك وسطا وهجوما قويا ولكن دفاعه يبقى في المتناول.