تتجه الأنظار عشية الغد الأربعاء إلى ملعب رادس الذي سيكون مسرحا لقمة ملتهبة تجمع الترجي الرياضي التونسي بالنادي الإفريقي لحساب الجولة الثانية ذهابا من "بلاي أوف" الرابطة الأولى. دربي الأجوار يأتي هذه المرة في وقت مناسب خاصة مع المعنويات المرتفعة للناديين بعد نتائجهم الأخيرة.ولمعرفة رأيه في النسخة الجديدة للإفريقي وحظوظه في مباراة الغد وفي التتويج باللقب،تحدثت «الصباح نيوز» إلى اللاعب والمسير السابق بالفريق بسام المهري الذي أكد بأن فترة توقف نشاط البطولة كانت مفيدة لغاية بالنسبة للإفريقي حيث مكنت الإطار الفني من التعرف على كامل عناصر المجموعة والوقوف على استعدادات اللاعبين،كما مكنت الهيئة المديرة من الظفر بصفقات قيمة وموجهة على غرار سليمان الكشك الذي وفق في ظرف وجيز في تعويض لاعب مهم بحجم أسامة الحدادي وأسامة الدراجي الذي أصابت الهيئة بالتعاقد معه بما أن الفريق يفتقد إلى صانع ألعاب بمواصفاته حيث لم يحتج الأخير لوقت طويل للتأقلم وتقديم الإضافة بفضل لمساته الحاسمة والدقيقة.انتدابات مكنت بعد بعض التعديلات من ظهور الفريق بوجه جديد ومتكامل مع شخصية واضحة تأكدت في مباراة الدربي وفي كلاسيكو الجولة الافتتاحية من مرحلة التتويج هذا إضافة إلى الواقعية الكبيرة التي باتت تميز كتيبة شهاب الليلي والتي برزت في أكثر من مناسبة خاصة في مواجهة ربع نهائي الكأس ضد النادي البنزرتي حيث عرف الفريق كيف يتعامل مع الأرضية الصعبة للميدان والعودة ببطاقة التأهل من بنزرت بالذات. المهري أكد بأن فترة الراحة مكنت الإفريقي من تكوين فريق قوي ومتماسك مالك لكل الآليات التي تجعله متراهنا جدا على اللقب،حيث استعاد فاروق بن مصطفى كامل عافيته وبات مصدر راحة وطمأنينة لزملائه ولجماهير النادي،كما وقف الجميع على وجه جديد لبلال العيفة الذي تناغم مع فخر الدين الجزيري وكونا محور دفاع صلب وقوي.أما في وسط الميدان فواصل أحمد خليل وغازي العيادي تأكيد علو كعبهما بتأطير من الشاب على الدوام وسام بن يحيى الذي أكد للجميع بأنه قيمة ثابتة وعلامة احترافية مميزة مكنته من استعادة عافيته بعد بداية صعبة في الموسم الماضي نتيجة عدم قيامه بكامل التحضيرات البدنية التي تسبق انطلاقة الموسم.وعلى الجانب الهجومي عادت الفورمة لصابر خليفة بعد أن عاد لمركزه الطبيعي على اثر عثور الإفريقي بعد خمس سنوات من البحث على مهاجم رأس حربة فعلي ويعني ماتيو روزسكي الذي كان قد تنبأ له بالنجاح لأنه يعرف حقيقة إمكانياته. وبخصوص لقاء الدربي الذي سيقام عشية الغد أوضح محدثنا بأن المباراة جاءت في الوقت المناسب بالنسبة للفريقين بما أنهما يمران بفترة انتعاشة قصوى،حيث عاد الترجي بعد هزيمة الدربي الأخيرة ونجح في التأهل إلى ربع نهائي الكأس والعودة من المتلوي بفوز ثمين في مستهل مرحلة التتويج،كما ظهر الإفريقي بشكل لافت بعد الفوز في مباراة الأجوار والتأهل في الكأس والفوز المقنع في كلاسيكو كبير ضد النادي الصفاقسي.وضعيات يرى محدثنا بأنه ستجعل من مباراة الغد مباراة مشوقة وذات مستوى فني كبير مع التأكيد على أن الضغط سيسلط فيها على الترجي الرياضي التونسي الذي سيدخل المواجهة بهدف تحقيق النقاط الثلاث وإعادة الاعتبار لجماهيره بعد أن عجز عن هزم الإفريقي ذهابا وإيابا في المرحلة الأولى من البطولة وهو ما سيجعل من بداية الحوار قوية للغاية على المستوى البدني وصراع الثنائيات وهو ما يفرض على الإفريقي التعامل الجيد مع الجزء الأول من المواجهة وهو قادر على ذلك لأنه وبالمجموعة الحالية وبالمعنويات المرتفعة للاعبين يمكن للإطار الفني اختيار الخطة المناسبة لتحقيق أهدافه من المباراة.وشدد بسام المهري على أن نتيجة دربي الغد لن تكون مصيرية وعليه فإن النادي الإفريقي مطالب بالتعامل الجيد مع اللقاء والبحث عن خطف المباراة أو تفادي الهزيمة. وعما إذا كان ينتظر تغييرات على مستوى التشكيلة أوضح محدثنا بأن هذا الأمر يعود بالدرجة الأولى و الأخيرة إلى المدرب الذي يمتلك كشفا مفصلا عن لاعبيه وعن الفريق المنافس وهو القادر على ضبط التشكيلة التي ستمكنه من امتصاص ضغط الخصم في بداية المواجهة في مرحلة أولى ومسايرة نسقها والتحكم فيه لتحقيق أهدافه المرسومة،مشيرا إلى أن شهاب الليلي بات يمتلك كل الأسلحة والأوراق التي تمكنه من التعامل مع أي مباراة مهما كانت صعوبتها وأهميتها راجيا في النهاية أن يكون الفوز حليف فريقه.