التعادل يحسم مواجهة المنتخب الوطني ونظيره الليبي    طقس الليلة    عاجل/ ايقاف مباراة الترجي وصانداونز    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات: واقع المبادلات التجارية بين تونس وكندا لا يزال ضعيفا وجاري العمل على تسهيل النفاذ إلى هذه السوق    سيدي بوزيد: ورشة تكوينية لفائدة المكلفين بالطاقة في عدد من الإدارات والمنشآت العمومية    بودربالة والسفير الإيطالي يؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة ظاهرة الهجرة غير النظامية تعزيزا للاستقرار في المنطقة    وقفة احتجاجية لعدد من أصحاب "تاكسي موتور" للمطالبة بوضع قانون ينظم المهنة ويساعد على القيام بمهامهم دون التعرض الى خطايا مالية    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    بنزرت: ضبط كافة الاستعدادات لإنطلاق اشغال إنجاز الجزء الثاني لجسر بنزرت الجديد مع بداية الصائفة    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    منظمات وجمعيات: مضمون الكتيب الذي وقع سحبه من معرض تونس الدولي للكتاب ازدراء لقانون البلاد وضرب لقيم المجتمع    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    وزارة التجارة تقرّر التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    منوبة: الاحتفاظ بصاحب مستودع عشوائي من أجل الاحتكار والمضاربة    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    أحدهم حالته خطيرة: 7 جرحى في حادث مرور بالكاف    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    رقم قياسي جديد ينتظر الترجي في صورة الفوز على صن داونز    أريانة: حملة مشتركة للتصدي للانتصاب الفوضوي    معتز العزايزة ضمن قائمة '' 100 شخصية الأكثر تأثيراً لعام 2024''    عاجل/ في ارتفاع مستمر.. حصيلة جديدة للشهداء في غزة    تم انقاذها من رحم أمها الشهيدة: رضيعة غزاوية تلحق بوالدتها بعد أيام قليلة    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    تقلص العجز التجاري الشهري    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    13 قتيلا و354 مصابا في حوادث مختلفة خلال ال24 ساعة الماضية    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    وزارة المرأة : 1780 إطارا استفادوا من الدّورات التّكوينيّة في الاسعافات الأولية    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يواجه صن داونز .. من أجل تحقيق التأهل إلى المونديال    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    "تيك توك" تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اختار "الصباح نيوز" لنشرها..دراسة للمصري رمضان قرني حول "دور الإعلام في مكافحة التطرف والإرهاب"..
نشر في الصباح نيوز يوم 23 - 03 - 2017

تلقينا دراسة من الاعلامي المصري رمضان قرني محمد مدير تحرير دورية آفاق أفريقية ..الهيئة العامة للاستعلامات بعنوان " دور الإعلام في مكافحة التطرف والإرهاب" اختار نشرها في "الصباح نيوز" لذلك فضلنا نشرها كما هي دون اختزالها لأهمية محتواها .
وفي ما يلي نص الدراسة:
يتجاوز دور الإعلام في المجتمعات المعاصرة الوظيفة التقليدية له " إخبار، تثقيف، ترويج ، إعلان" ، فكلما تدفق الإعلام في نسيج وشرايين المجتمع الإنساني، كلما زادت فاعليته وقدرته على التنمية ومواجهة التحديات التي تواجها الدولة على مختلف الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، من جانب آخر، أصبحت الآلة الإعلامية بما تتضمنه من مؤسسات عدة ومصادر متنوعة تلعب دوراً محورياً في الحياة العامة والحياة السياسية والثقافية والاجتماعية, لاسيما فى ظل تسارع التطورات التكنولوجية الحديثة لوسائل الاتصال وما توفره من معلومات سريعة وخطيرة في وقت واحد.
من جانب آخر أضحت الظاهرة الإرهابية من التنوع والانتشار والخطورة إلى الدرجة التي أصبحت تتجاوز الأبعاد السياسية والأمنية إلى الأبعاد الثقافية والإعلامية لكل مكونات المجتمع، ,ولعل أبلغ دليل على ذلك الآلة الإعلامية الضخمة التي يمتلكها تنظيم "داعش" ومحاولته استمالة الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، والفتاوى الشاذة التي تخرج كل يوم عن هذا التنظيم الإرهابي، ومن هنا نجد أن الإعلام هو الحاضر دائمًا في كل مشروع تنموي وحضاري لمكافحة ظواهر الإرهاب والتطرف، بحكم ما يمكن أن نسميه الطبيعة " الشمولية" و"الوظيفية" له.
انطلاقا من تلك الخصائص لمفهوم "الإعلام" تبحث هذه الدراسة في الوظيفة القيمية والاتصالية الفاعلة التي يؤديها الإعلام في مكافحة الإرهاب والتطرف، بالنظر إلى أن الإعلام يمثل أبرز أدوات تعاطي الدولة مع ظاهرة الإرهاب والتطرف، كما أنه يكمل الأدوات السياسية والأمنية والثقافية لمواجهة هذه الظاهرة، وفي هذا السياق يتبنى الباحث اقتراب "تنموي" لمعالجة هذه الظاهرة من خلال دور الإعلام في عملية التنمية، باعتبارها عملية ضخمة ومعقدة وذات أبعاد وتداعيات مختلفة، فقد غدت الحاجة ماسة إلى وجود وسائل إعلام فاعلة ومؤثرة داعمة لعملية التنمية ودافعة لمسيرتها، باعتبار المنهج التنموي الأنجح والأفعل في مكافحة الظاهرة الإرهابية.
وفي هذا الإطار عرفت الأدبيات الإعلامية مفهوم "الاعلام التنموي" كمفهوم جديد في حقل الإعلام في العقد السابع من القرن العشرين، وكثر استخدام المصطلح من قبل الخبراء والباحثين في مجال الإعلام والاتصال، خاصة عندما ازداد الإدراك بأهمية التنمية وشمولها لجميع مناحي الحياة، وعلى الدور الكبير الذي يؤديه الإعلام في التنمية، مما شجع على ضرورة وضع استراتيجيات تنموية يكون الإعلام فيها الأساس.
وواقع الحال إن الحديث عن دور الإعلام في التنمية يقودنا إلى الحديث عن ظاهرة "الإعلام الحديث"، حيث برزت وسائل الإعلام الحديث كآليات محفزة لعملية التغيير الاجتماعي في العالم، كما أنها يمكن أن تسهم في خلق المناخ الملائم لتنمية وتطوير المجتمع المدني، عبر توسيع مشاركة مختلف الفئات الاجتماعية في النقاش العام فيما يتعلق بقضايا التنمية المثارة، فهي تمثل "الفضاء العام" للمجتمع المدني للتعبير تجاه مختلف القضايا التنموية، والتي يأتي على رأسها مكافحة الإرهاب والتطرف، فقد أدت التطورات المعاصرة في مجال تقنية المعلومات إلى تطور وسائل الإعلام بشكل كبير وفتحت المجال أمام الإعلام ليعبر الحدود التقليدية للدولة من خلال ما يعرف ب "الإعلام الحديث"، وهذا النوع من الإعلام إنما ينصرف بالأساس إلى دور شبكة "الانترنت" و"الفضائيات".
الاعلام التنموي ودوره في مكافحة الإرهاب والتطرف
أولا : مفهوم الإرهاب
ثانيا: مفهوم التطرف
ثالثا : الإعلام التنموى .. الخصائص والمهام والأدوار
رابعا: دور الإعلام التنموى فى مكافحة الإرهاب والتطرف
أولا: مفهوم الإرهاب
(1 ) تعريف الإرهاب:
الإرهاب كظاهرة يعد ظاهرة قديمة عرفتها البشرية منذ واقعة ولدي أدم عليه السلام " لأقتلنك" ومنذ ذاك الحين، والإرهاب أصبح جريمة عالمية عابرة للحدود، وقد سجل التاريخ منذ أقدم العصور الصراع الدموي بين الكهنة على المناصب في مصر الفرعونية، وصراع الأحزاب في اليونان القديمة، والثورة الفرنسية- رمز التنوير والتحرير- عندما تم قتل 140 ألف فرنسي، وسجن 300 ألف آخرين[1].
ينطوي تعريف الإرهاب على خلافات شديدة فيما يتعلق بالتعريف المفاهيمي، لكنه بصورة عامة يتضمن استخدام العنف غير القانوني من قبل أطراف فاعلة لا ترقى إلى مستوى الدولة لبث الرعب بين صفوف المدنيين، ومن ثم الضغط على الحكومات لتقديم تنازلات سياسية[2].
وقد تكت صياغة مصطلح الإرهاب منذ الثورة الفرنسية لوصف الرعب الذي كانت تستخدمه حكومة الثورة للقضاء على الخصوم.
ويرى البعض أن مفهوم "الإرهاب" قد تبلور بشكل واقعي في عهد "الرهبة" في فرنسا عام 1793 " reign of terror "، ومنه اشتقت اللغتان الانجليزية والفرنسية كلمة الإرهاب "terrorism " ، " terrorisme" [3].
وقد أدى انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع التسعينيات إلى تراجع الإرهاب المستوحى من الايدولوجية الاشتراكية وبروز الإرهاب المرتبط بالدين مثل تنظيم "القاعدة" ، ومن ثم شكل الإرهاب إشكالية خاصة للديمقراطيات الحديثة، نتيجة وجود صحافة حرة تضمن حصول الإرهابيين على الإعلان عن أفعالهم بسهولة[4].
وفي هذا السياق، فإن ظاهرة العنف المصاحبة للعمل الإرهابي، ليست مسؤولية فردية ولكنها تحدث بفعل ظروف اجتماعية متعلقة بالبناء الاجتماعي بأسره، فالعنف إذا ظاهرة مركبة وذات أبعاد كثيرة ومتنوعة ومتداخلة.
( 2) سمات وملامح الإرهاب:
- استخدام أسلحة فتاكة ومدمرة.
- الخطورة الدامية على الجنس البشري.
- إثارة الفتن والفوضى في كافة مرافق الدولة.
- إلحاق الضرر بالعمران الإنساني والتنمية البشرية.
- أحيانا قد يتم صبغ العمل الإرهابي بصبغة ايدولوجية وسياسية وأحيانا دينية ( داعش – الثورة البلشفية – الألوية الحمراء – بادر مانيهوف ) انطلاقا من الحق في مقاومة السلطة الديمقراطية وفق الأدبيات الماركسية[5].
- العمل الإرهابي قد يلعب أحيانا دورا في إيجاد مخرج للنزاعات السياسية القائمة على العنف، وذلك عبر الوظيفة التي يستطيع العمل الإرهابي أن يؤديها، وهي المقدرة على تعزيز وسائل الصراع الأخرى التي تستعملها الأطراف في نزاع عنيف[6].
وبالبحث في أسباب انتشار الإرهاب يمكن حصرها في التالي:
- الأمية وانتشار الجهل.
- شيوع البطالة.
- التهميش الاجتماعي.
- أسباب سياسية للاستيلاء على السلطة.
- انتشار قيم الفساد والرشوة وتفشي الظلم.
- غياب قيم الحوار والشفافية.
- توظيف التقنيات الحديثة لخدمة الأعمال الإرهابية ( وسائل التواصل الاجتماعي).
وقد كان البحث فى أسباب الإرهاب محور اهتمام مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي عقد بالرياض ( 6-9 فبراير 2005 ) و الذى خلص إلى القول بأن الأسباب الرئيسية للإرهاب تتمثل في: الفقر المدقع ، والنظام والهيكل الإجتماعى غير العادل، والفساد، والاحتلال الأجنبي ، والاستغلال الشديد، والتطرف الديني ، والانتهاك المنتظم لحقوق الإنسان، والتهميش الإقتصادى والاستلاب الثقافي نتيجة العولمة ، ويشير البعض إلى أن العامل المشترك في أسباب الإرهاب فى كل مكان وفي كل إقليم هو ممارسة العنف والقوة والإقصاء والتهميش ، وغلق أبواب الحوار من قبل أحد الأطراف سواء كان دولة أو معارضة ، وهذا ما يؤجج من نار الظاهرة ويجعلها قابلة للإستمرار[7].
ورغم الاتفاق الدولي على مفهوم الكفاح المشروع للدول والشعوب، فإن المجتمع الدولي لم يتمكن من الاتفاق على تعريف واحد ومحدد لمفهوم الإرهاب، نظراً لاختلاف المعايير بين الدول، وتباين الرؤى حولها، فمصطلح العنف واستخدام القوة مفهوم نسبي الدلالة له وظيفته واستخداماته المحددة، وظروفه وبيئته، وهو ليس مجرد لفظ يُعد بذاته مستحسناً أو مستقبحاً. كما يتوسع بعض الباحثين والخبراء في مفهوم الإرهاب ليشمل الهجمات ضد الأشخاص وضد الممتلكات، ويأخذ بعضهم بالحسبان بواعث الفاعلين، فيفرق بين الهجمات الجنائية والهجمات السياسية. ويخلط بعضهم الآخر بين الإرهاب المحظور والحق في المقاومة والاستخدام المشروع للقوة لإنهاء الاستعمار والاحتلال وممارسة الحق في تقرير المصير.
وعلى الصعيد العالمي، تيسر لجنة مكافحة الإرهاب، التابعة لمجلس الأمن، تقديم المساعدة التقنية إلى الدول الأعضاء عن طريق نشر أفضل الممارسات؛ وتحديد برامج المساعدة التقنية والمالية والتنظيمية والتشريعية القائمة؛ وتعزيز التعاون بين برامج المساعدة التي تقدمها المنظمات الدولية والإقليمية ودون الإقليمية؛ وتعمل عن طريق مديريتها التنفيذية كوسيط لإجراء إتصالات بين المانحين المحتملين والمستفيدين، وتحتفظ بدليل إلكتروني لمقدمي المساعدة، كل ذلك في إطار القرار 1373 لعام 2001[8].
وتسعى لجنة مكافحة الإرهاب، بهدي من قراري مجلس الأمن 1373 (2001) و1624 (2005)، إلى تعزيز قدرة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على منع وقوع أعمال إرهابية داخل حدودها وفي المناطق التي تقع فيها على حد سواء. وقد أنشئت اللجنة عقب الهجمات الإرهابية التي حدثت في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001.
ثانيا: مفهوم التطرف
التطرف، هو مصطلح يُستخدم للدلالة على كل ما يناقض الإعتدال، زيادة أو نقصاناً ونظراً لنسبية حد الإعتدال، وتباينه من مجتمع لآخر وفقاً لقيم وثقافة وعادات كل منها، فقد تعددت مفاهيم التطرف إلى حد جعل من الصعوبة بمكان تحديد أطرها. ومع ذلك حاول البعض التوصل إلى تعريفات لمفهوم التطرف منها: " أن التطرف هو الخروج عن القيم والمعايير والعادات الشائعة في المجتمع، وتبني قيم ومعايير مخالفة لها". كما أن التطرف هو اتخاذ الفرد (أو الجماعة)، موقفاً متشدداً إزاء فكر (أو أيديولوجيا أو قضية) قائمة، أو يحاول أن يجد له مكان، في بيئة هذا الفرد أو الجماعة.
وفي كلا الحالتين يعتبر اللجوء إلى العنف (بشكل فردي أو جماعي) من قبل الجهة المتطرفة بهدف فرض قيمها ومعاييرها، أو بهدف إحداث تغيير في قيم ومعايير المجتمع الذي تنتمي إليه وفرض الرأي بالقوة، هو أحد أشكال الإرهاب، والإرهاب المنظم[9].
من جانب آخر، يرتبط التطرف بالتعصب والإنغلاق الفكري. فحين يفقد الفرد (أوالجماعة) القدرة على تقبل أية معتقدات تختلف عن معتقداته (أو معتقدات الجماعة) أو مجرد تجاهلها، فإن هذا يعد مؤشراً على تعصب هذا الفرد (أو الجماعة) وانغلاقه على معتقداته. ويتجلى شكل هذا الإنغلاق بأن كل مايعتقده الفرد (أو الجماعة) هو صحيح تماماً وأن موضوع (صحته) غير قابل للنقاش.
إن حدود التطرف نسبية وغامضة ومتوقفة على حدود القاعدة الاجتماعية والأخلاقية التي يلجأ المتطرفون إلى ممارساتها. إذاً التطرف ظاهرة مرضية بكل معنى الكلمة وعلى المستويات النفسية الثلاثة، المستوى العقلي أو المعرفي، والمستوى العاطفي أو الوجداني، والمستوى السلوكي. فعلى المستوى العقلي يتسم المتطرف بانعدام القدرة على التأمل والتفكير وإعمال العقل بطريقة مبدعة وبناءة، وعلى المستوى الوجداني أو العاطفي يتسم المتطرف بالاندفاعية الوجدانية وبشدة الاندفاع والمبالغة فيه. فالكراهية المطلقة للمخالفة في الرأي أو للمعارضة الشديدة، أو حتى للإنسان بصفة عامة، بما في ذلك الذات. هي كراهية مدمرة، والغضب يتفجر بلا مقدمات ليدمر كل ما حوله أو أمامه. وعلى المستوى السلوكي تظهر الاندفاعية من دون تعقل، ويميل السلوك دائماً إلى العنف[10].
وعلى الصعيد الديني يرى البعض أن التطرف يصيب صاحبه بسمات متعددة[11]:
- التعصب للرأي وعدم الاعتراف بالرأي الآخر.
- إلزام جمهور الناس بما لم يلزمهم الله تعالى به.
- التشديد على الناس.
- الغلظة والخشونة.
- سوء الظن بالناس.
- السقوط في هاوية التكفير.
- الإسراف في التحريم.
- التباس المفاهيم.
ثالثا: الاعلام التنموى .. الخصائص والمهام والأدوار
( 1) الطبيعة الوظيفية للإعلام :
يتجاوز دور الإعلام في المجتمعات المعاصرة الوظيفة التقليدية له " إخبار، تثقيف، ترويج ، إعلان" ، فكلما تدفق الإعلام في نسيج وشرايين المجتمع الإنساني، كلما زادت فاعليته وقدرته على التنمية[12]. من جانب آخر، أصبحت الآلة الإعلامية بما تتضمنه من مؤسسات عدة ومصادر متنوعة تلعب دوراً محورياً في الحياة العامة والحياة السياسية والثقافية والاجتماعية, لاسيما فى ظل تسارع التطورات التكنولوجية الحديثة لوسائل الاتصال وما توفره من معلومات سريعة وخطيرة في وقت واحد، وتزايدت قوة الإعلام بمختلف وسائله وتأثيره النفسي المدروس على ثقافات المتلقى بمختلف شرائحه، فالإعلام هو النافذة التي يطل منها المواطن على العالم الخارجي ويرى من خلالها مجتمعه[13].
ويمثل الإعلام عامةً رأس الحربة بالنسبة للاتصال بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع، وبما أنه يعكس الصورة-كمرآة- فإنه يمكن أن يؤثر في حقيقة هذه الصورة ومصداقيتها بزيادة حجمها أو نقصانه، وبذلك لا يمكن أن نستبعد كون الإعلام سلاحاً ذا حدّين، ولا سيما أن من طبيعة وسائل الإعلام تناولها لمواطن الضعف والخلل والقصور، إلا أنه في المقابل (شيء) يمكن توجيهه والتحكم به إذا ما أحسنا صنعاً، وفهمنا أن رسالة الإعلام هي تزويد المجتمعات بالمعرفة التي يمكن أن يتم قبولها على أنها حقائق أو رفضها على أنها أوهام! ولا يكون الاتصال في الإعلام ناجحاً وفاعلاً ومؤثراً، إلا إذا كانت وسائله مواكبة للحدث والتطور الاجتماعي، وكانت كوادره على قدر كبير من الاستعداد والاحترافية[14].
ومع ثورة الاتصالات التقنية التي نعيشها اليوم أصبح الحجب المعرفي وتزييف الحقائق جزءاً من الماضي، حيث استطاعت التقنيات الجديدة أن توجد أشكالاً جديدة من الاتصال والتواصل الرقمي لا يمكن سد منافذها مهما يكن الأمر. وإذا كانت وسائل الإعلام تعمل ك"خارطة طريق" للمجتمعات للاتجاه نحو تحقيق خطط التنمية فإن الطريقة المثلى للفاعلية الإعلامية هي انعكاس الإعلام كصورة للإصلاح بكل ما يحمله من شفافية ورقابة ومحاسبة وتطلعات نحو المستقبل.
إن الوعي بالحاجة إلى إعلام محترف هو وعي بالضرورة بإيصال الرسالة والصوت والكلمة، وكلما زادت القيود على الإعلام قلّت فاعليته وأهميته، فالإنسان هو المستهدف من عملية التنمية، ولذلك لا بد أن تكون هناك رسالة إعلامية هي لب التنمية المراد تحقيقها والتوصل إليها كهدف عبر التأثير الإيجابي على الأفراد لدفعهم للانخراط في عملية التنمية بمجمل أهدافها، ولذلك نلاحظ أن الخطط التنموية الكبرى للدول تدعمها آلة إعلامية ضخمة توضح الغايات والخطط والأهداف ليتم الاتجاه الاجتماعي إليها دون قسر أو إجبار، وبالتالي يتقدم الفرد بفعل هذا التفاعل ويحقق المجتمع ذاته على كافة المستويات[15].
( 2 ) نشأة مفهوم الإعلام التنموي:
ظهر مفهوم "الاعلام التنموي" تعبيرا عن الاحتياجات والاهتمامات المجتمعية، ثم تطور كي يصبح مطلبا قوميا وحيويا من ناحية التخطيط القومي العام، وتجسدت أهميته في توصيل وتبسيط وحسن تنفيذ ومتابعة الأهداف القومية التنموية العليا، والمساعدة على خلق تناغم إجتماعي بين المؤسسات الإجتماعية المختلفة.
وقد ظهر مفهوم الاعلام التنموي كمفهوم جديد في حقل الإعلام في العقد السابع من القرن العشرين، وكثر استخدام المصطلح من قبل الخبراء والباحثين في مجال الإعلام والاتصال، خاصة عندما ازداد الإدراك بأهمية التنمية وشمولها لجميع مناحي الحياة، وعلى الدور الكبير الذي يؤديه الإعلام في التنمية، مما شجع على ضرورة وضع استراتيجيات تنموية يكون للإعلام فيها الأساس.
ويعود الفضل الأول في نشأة هذا المفهوم إلى الباحث "ولبور شرام" الذي ألف كتابا في وسائل الإعلام والتنمية 1974، انطلق فيه من أهمية الإعلام وقدرته بصفة عامة علي إحداث التحول الإجتماعي والتغيير والتطوير والتحديث، واستند فى ذلك على الذاكرة التاريخية للتحولات الكبرى فى العالم، ووجد أن الإعلام أحدث أثرا كبيرا في المحيط الذى يعمل فيه، وهو يرى أن " أن الثورات في أوروبا وأمريكا ما كانت لتتم دون وسائل الإعلام وكذلك الأمر بالنسبة للتعليم والتطور التكنولوجي والاتصالي، على أساس أن هذه التطورات أحدثت تطورا وتحولا عميقا في حياة الناس"[16].
وقد حظيت دراسة "الإعلام التنموي" باهتمام خاص في الدول النامية وبحث تجاربها من خلال بحث دور الإعلام الجماهيري في تحريك عملية التنمية أو تعطيلها تأسيسا على طبيعة الدور الذي يؤديه الإعلام في هذا المجال ، وفي هذا السياق فقد تفرع عن مفهوم "الإعلام التنموي" العديد من المفاهيم كالإعلام الحضاري، والإعلام الثقافي، والإعلام الديني، والإعلام الاجتماعي [17].
( 3 ) متطلبات الإعلام التنموي:
- فهم طبيعة عملية الاتصال، والذي يؤدي إلى إدراك أنها عملية مشاركة يكون فيها الاهتمام بالجمهور المتلقي أمرا هاما في نجاحها وخاصة في البرامج ذات الصبغة التنموية.
- فهم وظائف الاتصال، إن للاتصال مجموعة وظائف وهي: وظيفة الإعلام، وظيفة التعليم، وظيفة تغيير السلوك والمواقف، وظيفة الترفيه ووظيفة الرقابة، وإدراك هذه الوظائف مهم في عملية التنمية إذ تسهم في الشعور بالانتماء للدولة، وتهيئة المواطن ليؤدى مهام جديدة، فضلا عن تزويد المجتمع بمعلومات حول القضايا المحلية والوطنية والقومية والدولية.
- فهم نظريات التأثير لوسائل الاتصال على المستوى الفردي والجماعي والمجتمعي، وما تقدمه من فهم لطبيعة وميزات كل وسيلة من وسائل الاتصال، وما تقدمه من فهم للمتغيرات التي تؤثر على عملية الاتصال ومن أهمية للتخطيط الاتصالي القائم على البحوث التجريبية والميدانية والمسحية وتحليل المضمون للوسائل الإعلامية[18] .
ان دور الإعلام في عملية التنمية يتمحور في[19]:
- دور الإعلام في توسيع آفاق الناس.
- يمكن للإعلام أن يلعب دور الرقيب.
- يمكن للإعلام أن يشد الانتباه إلى قضايا محددة.
- يمكن أن يرفع طموحات الناس، وأن يصنع مناخا ملائما للتنمية.
- المساهمة في عملية صناعة القرار.
( 4 ) خصائص الإعلام التنموي ومهامه
يتمتع الاعلام التنموي ببعض الخصائص من أهمها [20]:
§ هو نشاط إعلامي هادف يسعى بالدرجة الأولى إلى تحقيق أهداف وغايات اجتماعية مستوحاة من حاجات المجتمع الأساسية ومصالحه الجوهرية، فهو يقوم بتهيئة الأجواء المناسبة للمساعدة فى إنجاح الخطط التنموية، كما يهدف بالدرجة الأساسية إلى تعزيز قدرات الجمهور من أجل المشاركة الإيجابية في عملية التنمية والقضايا التي تهم المجتمع الذي يعيشون فيه.
§ هو إعلام مبرمج مخطط يرتبط بخطط التنمية ويدعم نجاح هذه الخطط لصالح تطوير المجتمع.
§ إعلام شامل ومتكامل يخاطب الرأي العام ويقنعة بضرورة التغير الاجتماعي الذي تقتضيه التنمية.
§ إعلام متعدد الأبعاد، يشمل البعد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والتربوي والمالي والاداري.
§ اعلام واقعي في أسلوب معالجته لمسائل المجتمع وطرحها والتعبير عن هموم الناس وتطلعاتها وقابلاً لمسايرة القضايا المستجدة.
§ حديث متطور، يستخدم أساليب مشوقة وحديثة.
§ يتخذ الإعلام التنموي وسائل متعددة بهدف تحقيق دوره التنموي أهمها (تلفزيون، اذاعة، صحافة مطبوعة، صحافة الكترونية، لقاءات مفتوحة مع الجمهور المستهدف، إصدارات مطبوعة أو مسجلة، بطاقات بريدية مصورة، مطويات، افلام قصيرة، ملصقات، صحف، ملفات، جداول زمنية، كتيبات، معارض.(
§ منفتح، يستفيد من خبرات وتجارب الدول والمجتمعات الأخرى.
رابعا: دور الإعلام التنموى فى مكافحة الإرهاب والتطرف
أدت التطورات المعاصرة في مجال تقنية المعلومات إلى تطور وسائل الإعلام بشكل كبير وفتحت المجال أمام الإعلام ليعبر الحدود التقليدية للدولة من خلال ما يعرف ب "الإعلام الحديث" ، وإن الحديث عن مثل هذا النوع من الإعلام إنما ينصرف بالأساس إلى دور شبكة "الانترنت" و"الفضائيات" ، فقد أصبحت شبكة الانترنت تلعب دورا كبيرا في الإعلام الحديث من خلال[21] :
- إلغاء المسافات ، واندماج عناصر الصوت والصورة والكلمة في صيغة رقمية.
- التكامل بين العمل والترفيه.
- خلق جيل جديد من المثقفين "المدونين".
- يسر الاستخدام ، من خلال: المنازل ، مقاهي الانترنت، النوادي العامة.
- تعمل شبكة الانترنت كمحتوى للحوار والنقاش وكمصدر لمعلومات.
- خلق ثورة في نمط القيم التقليدية للمواطنين.
- أصبحت مواقع الانترنت ساحات للنقاش الجماعي والحوار التفاعلي بين الأفراد من مختلف دول العالم، مما يساهم في تفعيل "حوار الثقافات" ونقل الخبرات .
- إعادة النظر في مفهوم "فورية الإعلام".
- تضييق الهوة بين "الإعلام" و"الإعلان" من خلال تطوير "التجارة الالكترونية".
بجانب هذه الخصائص، يمكن رصد السمات التالية لمكونات وآليات عمل الإعلام الحديث على النحو التالي[22]:
- هو إعلام عابر للحدود: يتخطى الحدود السياسية للدولة القطرية، حيث أصبح بمقدور المواطن الحصول على العلومات بواسطة العديد من المصادر الإعلامية.
- التنوع والتعدد الهائل: فهناك الفضائيات بأنواعها المختلفة، وشبكة الانترنت، والصحافة الالكترونية، ومواقع المدونات.
- رخص أسعار الخدمات: بعد فترة ليست بالقصيرة اتسمت أسعار وسائل الإعلام الحديث بالارتفاع، عرف الواقع الدولي والإقليمي، انخفاضا هائلا في أسعار خدمات تلك المصادر.
- التنوع والتخصص: من يتأمل مصادر الإعلام الحديثة يلحظ تشعبا وتنوعا في مصادرها: إخبارية، ترفيهية، دينية، اجتماعية، اقتصادية، بيئية ... الخ. كما تتجه نحو التخصص الدقيق مثل فضائيات الفئات الاجتماعية والجاليات.
- التنوع الايدولوجي: تتنوع توجهات تلك المصادر ايدولوجيا ما بين ليبرالية، وإسلامية، وقومية.
- التحول في نمط الملكية: حيث دخل القطاع الخاص بشكل كبير في ملكية هذه المصادر.
- إيجاد فضاء إعلامي واسع لمؤسسات المجتمع المدني يساهم في عملية التغيير، ونشر قيم الحرية والمواطنة.
- أصبح الفرد عنصرا متفاعلا مع الإعلام الحديث ، وأصبح عنصر مرسل ومتلق في آن واحد، ومن ثم أصبح التقارب بين المعلومة والوسائط الإعلامية مقدمة لعصر الوسائط المعلوماتية أو عصر "الانفوميديا"[23].
وفق هذه الرؤية، يلعب الإعلام - بشكل عام- دورا مهما في مواجهة الإرهاب والتطرف، انطلاقا من الطبيعة الوظيفية والشاملة كما سبق الحديث، على أن الطبيعة المعاصرة للإعلام التنموي، تجعل منه رأس الحربة في مواجهة هذه الظاهرة، عبر العديد من الأدوار. من جانب آخر أضحت الظاهرة الإرهابية من التنوع والانتشار والخطورة إلى الدرجة التي أصبحت تتجاوز الأبعاد السياسية والأمنية إلى الأبعاد الثقافية والإعلامية لكل مكونات المجتمع، ومن هنا نجد أن الإعلام هو الحاضر دائمًا في كل مشروع تنموي وحضاري لمكافحة ظواهر الإرهاب والتطرف، وذلك عبر تكامل الأدوار التالية...
(1) الدور التثقيفي والمعرفي
غني عن القول إن الإعلام يرتبط ارتباطا وثيقا ببناء المجتمع ويتأثر تأثرا مباشرا بالأوضاع الثقافية والاجتماعية والتنظيمات السياسية والأنساق الايدولوجية السائدة، وهي كلها عوامل تتداخل في رسم السياسة الإعلامية وتحديد أهدافها، كما أن نجاح خطط مكافحة الإرهاب والتطرف رهن بالمشاركة الايجابية للقوى المنتجة من خلال الإعلام والتوعية والتربية والتثقيف، وفي هذا الإطار ، فإن بعض الدراسات ترى أن وسائل الإعلام تعمل على التأثير على قناعات وتوجهات الأفراد المختلفة ، بشأن الإرهاب والتطرف، من خلال العناصر التالية[24]:
- التأثير المعرفي.
- إعطاء معلومات جديدة للفرد تختلف عن المعلومات السابقة.
- تغيير الصورة الذهنية عن الأحداث والأشخاص.
- خلق وتكوين ما يسمى ب "بيئة الرأي العام".
- تشكيل قناعات الأفراد نتيجة عناصر:"التكرار، الإلحاح، التردد" فيما يمكن أن نسميه ب "الوظيفة الإقناعية" للإعلام.
وتذهب تحليلات إلى أن الإعلام يلعب دورا مهما في عملية "التغيير المعرفي" للأفراد من خلال العديد من الوسائل والآليات[25] :
- دور القيم والعادات والمعتقدات.
- التعامل مع الشائعات.
- إجراء الأبحاث والدراسات الميدانية المتعلقة بعملية النغيير.
- دراسة البيئة المجتمعية وتحليلها كميا وكيفيا.
- البحث عن مداخل مناسبة لخلق التواصل مع الجمهور.
- تحقيق الاتصال الثقافي، وتطوير الثقافة الوطنية.
- تعميق القيم الروحية والدينية لدى أفراد المجتمع
وفي هذا السياق اهتمت بعض الأدبيات برصد التأثير الإعلامي في الثقافة الوطنية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف، انطلاقا من صعوبة دور عمل وسائل الإعلام بدون رافد ثقافي ينهض برسالتها، وفي الوقت ذاته، استحالة تصور الثقافة بدون إعلام ، حيث يعمل كلا العنصران على[26] :
- النهوض بالانتاج الأدبي والفكري، وإبراز القيم التي تعمل على تهذيب الذوق العام.
- الخلق والابتكار الثقافي.
- جذب المواطن نحو الاهتمام بالبرامج الإعلامية التربوية.
- إعلان شأن "الديمقراطية الثقافية".
( 2 ) الدور الاجتماعي والتنويري [27]
- تعميق الشعور لدى المواطن بالانتماء للدولة.
- رفع درجة الوعي المجتمعي بقضايا الإرهاب والتطرف.
- تشجيع المواطنين على المشاركة الإيجابية في مواجهة جرائم الإرهاب والتطرف.
- القضاء على روح الطائفية والعنصرية والقبلية.
- الترويج لثقافة التنمية مقابل ثقافة العنف والتطرف .
- تفعيل الحراك المجتمعي إزاء قضايا التنمية.
- نشر ثقافة حرية الإعلام.
- يمثل الإعلام أداة فعالة للدعوة الدينية للحفاظ على التراث الديني في مواجهة الفكر المتطرف والمنغلق.
( 3 ) الدور التنموي والاقتصادي
- تحقيق المشاركة الفاعلة من عناصر المجتمع في خطط التنمية، باعتبار المدخل التنموي الأداة الناجزة في مواجهة الإرهاب والتطرف، الذي يستغل قضايا الفقر لتحقيق أهدافه.
- توعية المواطنين بالمشكلات القائمة والحلول الممكنة ودور المواطن فيها.
- توظيف القوالب الإعلامية المؤثرة من دراما وبرامج في غرس القيم الايجابية فيما يتعلق بمقاومة الفقر والتخلف[28].
- شرح خطط التنمية وتبسيطها لدى المواطنين.
- تشجيع المواطنين على المشاركة الإيجابية والفعالة في عملية التنمية.
- مناقشة قضايا الفساد المالي والاقتصادي والإداري، وتبيان أثرها السلبي على عملية التنمية[29].
- التركيز الإعلامي على قضايا زيادة الانتاج.
- تلعب وسائل الإعلام دورا مهما في عملية صنع السياسة العامة للدولة من خلال التغطية الإعلامية لتوجهات تلك السياسة ، مواقف الأطراف المختلفة منها، ودور جماعات المصالح في دعم أو عرقلة تلك السياسات [30].
( 4 ) دور الإعلام في تحقيق التنمية السياسية
تعني التنمية السياسية- التي تعد في الأدبيات المعاصرة أبرز آليات الدولة لمكافحة الإرهاب والتطرف- في أحد تعريفاتها، تحقيق أكبر قدر ممكن من التكامل السياسي بين وحدات الدولة، بهدف خلق إطار موحد يدعم مشاعر الولاء والانتماء للوطن، لحث المواطنين على المشاركة السياسية والمشاركة في صنع الساسات العامة للدولة وذلك عبر المؤسسات السياسية، وفق هذا الإطار تلعب وسائل الإعلام دورا مهما في عملية التنمية السياسية من خلال[31]:
- التأثير في اتجاهات ومدركات الأفراد السياسية تجاه الجماعات والتنظيمات الإرهابية.
- تعميق الشعور بالمواطنة والانتماء.
- الحفاظ على سيادة الدولة.
- نشر قيم "الحرية – العقلانية – الرشادة – الإنجاز".
- تعد وسائل الإعلام مصدرا مهما من مصادر المعلومات عن القرارات السياسية المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف.
- المساهمة في عملية التنشئة السياسية للأفراد.
- التعريف ببرامج الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني، خاصة تلك المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف.
( 5 ) تفعيل المشاركة السياسية
إن أهمية تفعيل قيم المشاركة السياسية، تتجلى في قطع الطريق أمام القوى والجماعات الإرهابية، التي تعمل على استغلال الأوضاع السياسية لتحقيق أجندتها الخاصة، فالمشاركة السياسية تعني في أبسط تعريفاتها إسهام المواطن في ممارسة حقوقه المدنية والسياسية, ابتداء من الانضمام للأحزاب والاتحادات المهنية والنقابية إلي الترشح للمناصب العامة وتولي تلك المناصب، علاوة على التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحلية. وممارسة المشاركة السياسية لا تبدأ من فراغ, وإنما تبدأ من حصاد أو تراكمات التنشئة السياسية ابتداء من مرحلة الطفولة إلي مرحلة الطلائع إلي مرحلة الشباب وصولا إلى مرحلة النضج السياسي, من منطلق أن التنشئة السياسية عملية مستمرة ولا تتوقف عند مرحلة معينة, حيث تستهدف نقل الثقافة السياسية من جيل إلي جيل أو إحداث تغيير جزئي أو كلي في مكونات هذه الثقافة.
وفي هذا السياق فإن التنشئة السياسية والثقافة السياسية، والمشاركة السياسية تشكل أضلاع مثلث متكامل ومتداخل هو مثلث الديمقراطية الذي قد تختلف أشكالها ومظاهرها من مجتمع إلي آخر، وتقتضي الديمقراطية هنا كفالة حريات التعبير بجميع صورها وأشكالها, وفي مقدمتها حرية الصحافة ووسائل الإعلام السمعية والبصرية والالكترونية, حيث تلعب وسائل الاعلام المختلفة دورا مهما في كل مراحل التنشئة السياسية, والمشاركة السياسية عن طريق ما تنشره وتبثه من أفكار وقيم واتجاهات بشكل مبسط وجذاب مما يسهل تأثيرها علي المتلقي.
وهنا يتركز دور الإعلام أساسا في تمكين المواطن من فهم ما يجري حوله, وتنمية قدراته للمشاركة السياسية باعتبارها حق وواجب المواطنة، وهنا تكتمل رسالة الإعلام في أسمي أدوارها بتوزيع تلك الأدوار بين الكلمة المكتوبة والمسموعة والمرئية ليتحقق مردود إعلامي أقوي وأفضل وأشمل[32].
إن نجاح الإعلام في هذه المسئولية يكتمل بمخاطبة مختلف قطاعات وفئات المجتمع المدني وأيضا فئات المهمشين الذين لاينتمون إلي أحزاب أو اتحادات ومنظمات المجتمع المدني, ويتحقق هذا بدور الإعلام في بلورة ثقافة سياسية ترسخ قيم الممارسة الديمقراطية وتنشط دور المجتمع المدني وتروج قيم التسامح الفكري وقبول الآراء ووجهات النظر الأخري في إطار الحوار البناء لإحداث التفاعل الخلاق بين الرأي والرأي الآخر في إطار المصلحة العليا للمجتمع[33].
وفق هذا التصور الشامل لعملية الديمقراطية، يمكن أن يساهم الإعلام في دعم وتفعيل عملية المشاركة السياسية من خلال:
- قيام المؤسسات الاعلامية المختلفة بتنظيم استطلاعات الرأي العام بين حين وآخر، لاستيعاب مختلف المطالب والمصالح الجماهيرية وتحويلها إلي قرارات وبرامج سياسية.
- تعد بحوث ودراسات الرأي العام من أهم قنوات الاتصال الواسعة التي تحقق الاتصال بين الحكومة والجماهير.
- تشكيل الوعي السياسي لدى قطاع عريض من المواطنيين، الذين يستقون معلوماتهم من وسائل الإعلام.
- تعبئة الناس لتأييد سياسات معينة أو إصلاحات تشعر بأنه يجب تطبيقها، ويمكنها كذلك أن تعمل كمنبر للمنظمات والأفراد للتعبير عن آرائهم و ردودهم المختلفة عبر رسائل القراء ونشر المقالات والتعليقات التي تحمل وجهات نظر مختلفة لمختلف شرائح المجتمع.
يبقى من نافلة القول التأكيد على أنه ورغم أهمية الإعلام في معالجة ظاهرة التطرف والإرهاب، إلا أنه قد يلعب دورا سلبيا من خلال تشجيع العناصر الإرهابية عبر نشر بياناتهم وأحاديثهم، كما أن بعض المعالجات الإعلامية قد تدفع لتعاطف الرأي العام مع الإرهابيين "نموذج قناة الجزيرة" ، ومن جهة ثالثة تسعى التنظيمات الإرهابية إلى توظيف أعلى درجات تكنولوجيا الإعلام لخدمة أهدافها وجذب الشباب وصغار السن "نموذج داعش".
وفي هذا الخصوص، يرى العالم الفرنسي "والتر لاكير" أن الإعلامي هو أفضل صديق للإرهابي، من أجل ذلك فإن أي عمل إرهابي يقاس بمدى ما يحصل عليه من تغطية إعلامية[34].
توصيات الدراسة
- بناء استراتيجية إعلامية متكاملة تضم كافة مكونات الدولة الثقافية والسياسية والتعليمية والدينية.
- تفعيل التعاون الإعلامي بين هيئة قصور الثقافة، ومكاتب الإعلام الداخلي التابعة للهيئة العامة للاستعلامات، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، لصياغة رسالة إعلامية موحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف تنهض على قواعد من: المصداقية، والشفافية ، والاستمرارية، والدقة، والثقة.
- وضع خطط واستراتيجيات إعلامية لتحقيق السيادة الإعلامية في جميع أنحاء الجمهورية.
- تظل التنمية الشاملة المدخل الحقيقي والناجع في مواجهة ظاهر الإرهاب والتطرف.
- الضبط الموضوعي للمسميات الإعلامية، خاصة ما يتعلق بالتنظيمات "التكفيرية" ونفي صفة "الإسلامية" أو "الجهادية" عنها.
- أهمية التوسع في توظيف الإعلام الكتروني بمصادرة المختلفة لدعم عملية التنمية بشكل عام ومكافحة الإرهاب والتطرف بشكل خاص.
- خلق بيئة مواتية للرأي العام المحلي إزاء مختلف القضايا ، وربط المواطن بقضايا مكافحة الإرهاب والتطرف.
- إعادة النظر في نظريات الإعلام التقليدية المتعلقة بدور وسائل الإعلام "صحف- تلفاز- شبكات إذاعية – مواقع الكترونية"، حيث أصبح الفرد عنصرا متفاعلا مع الإعلام الحديث ، وأصبح عنصر مرسل وتلق في آن واحد، ومن ثم أصبح التقارب بين المعلومة والوسائط الإعلامية مقدمة لعصر إعلامي جديد في المفاهيم والوظائف.
- التوسع في توظيف القوالب الإعلامية المؤثرة من دراما وبرامج في غرس القيم الايجابية المتعلقة بعملية مكافحة الإرهاب والتطرف.
- تطوير المؤسسات الاعلامية المختلفة فيما يتعلق بعملية تنظيم استطلاعات الرأي العام، حيث ما زالت العديد من المؤسسات الإعلامية تفتقد إلى القواعد العلمية الدقيقة فيما يتعلق بتنظيم استطلاعات الرأي العام.
- تطوير دراسات الرأي العام، بما يسهم إيجابيا في عملية صنع القرار، ويصب في نهاية المطاف لصالح عملية التنمية، بما يسهم عمليا في مواجهة ظواهر الإرهاب والتطرف.
- تفعيل دور مراكز البحث الإعلامية المختلفة لدعم وتعضيد مكافحة الإرهاب والتطرف.
- توثيق الروابط مع مؤسسات ووسائل الإعلام الدولية من خلال توقيع برتوكولات ومشاريع واتفاقات للتعاون الإعلامي، بهدف الترويج للمنتج الإعلامي والثقافي والسياحي المصري.
- إيلاء وظيفة "المتحدث الرسمي" أهمية خاصة باعتباره همزة الوصل بين وسائل الإعلام والمؤسسات الرسمية، بما يتيح توفير المعلومات والبيانات والمواد الإعلامية التي تطلبها القطاعات المختلفة سواء أفراد أو مؤسسات أو جامعات أو مراكز ثقافية أو بحثية.
- التوسع في برامج ومناهج الإعلام المتخصص في الجامعات لتخريج أجيال جديدة من المتخصصين في برامج الإعلام الأمني والتنموي.
- بث خطاب إعلامي معاصر يعلي من قيم المهنية والولاء والتسامح.
- بناء "الخطط الإعلامية" اعتمادا على استراتيجيات تعلي من شأن الحوار بدلا من التلقين، والتنوع بين أساليب الإعلام الموجه والغير موجه.
- تعظيم رسالة الأزهر الشريف كمنبر وسطي للإسلام المعتدل ليس في مصر وحدها، بل في العالم أجمع، واحترام تراث هذه المؤسسة العريق.
- إعادة النظر فى تناول المنظومة الاعلامية للموضوعات الدينية والفقرات ذات الصلة بالفكر الدينى التى تقدمها برامج "التوك شو" والبرامج الدينية بالقنوات المختلفة، بما يسمح بالعمل الجاد على تجديد الخطاب الديني وفق قواعد علمية ورصينة.
- مواجهة الآراء التي تفرط في استخدام مصطلح التكفير دون أرضية صلبة من العلم، وقراءة السياق الزماني والمكاني والموضوعي للمصطلح.
[1] منصور الرفاعي عبيد، التكفير والعنف والإرهاب، القاهرة: وزارة الثقافة، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2014، ص 163.
[2] بول روبنسون، قاموس الأمن الدولي، أبوظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، 2009، ص 300.
[3] محمد السماك، الإرهاب والعنف السياسي، بيروت: دار النفائس، 1992، ص 19.
[4] بول روبنسون، مرجع سابق، ص 302.
[5] فرانسوا فوريه، الإرهاب والديمقراطية، د.م، مركز المعلومات والدراسات، د.ت، ص ص 15-22.
[6] د. أدونيس العكرة، الإرهاب السياسي، بيروت: دار الطليعة، 1983، ص 12.
[7] د.أحمد أبوالحسن زرد ، فى أسباب الإرهاب ودوافعه، القاهرة : الهيئة العامة للاستعلامات.
[8] مجلس الأمن، لجنة مكافحة الإرهاب:
http://www.un.org/ar/sc/ctc/laws.html
[9] المرصد العربي للتطرف والإرهاب ، على الرابط التالي:
http://arabobservatory.com/?page_id=3364
[10] http://www.mokatel.com/openshare/Behoth/Mnfsia15/Extremity/sec01.doc_cvt.htm
[11] د. يوسف القرضاوي، الدعوة الإسلامية بين الجحود والتطرف، الدوحة: كتاب الأمة، 1982، ص ص 40-52.
[12][12] د.جيهان رشتي، الأسس العلمية لنظريات الإعلام، القاهرة: دار الفكر العربي، 1975، ص 367.
[13] توماس بيرك وماكسويل ليمان، الاتصالات وتدفق المعلومات، ترجمة د. حشمت قاسم، الرياض: إدارة الثقافة والنشر بجامعة الإمام، 1993، ص 10.
[14] د. محمد حجاب، الإعلام والتنمية الشاملة، القاهرة، دار الفكر العربي، 1998، صفحات متفرقة.
[15] سعود البلوي "مسؤولية الإعلام في تحقيق التنمية"، مرجع سابق.
[16] د. عواطف عبد الرحمن" إشكالية الإعلام التنموي في الوطن العربي"،القاهرة: دار الفكر العربى للطبع والنشر والتوزيع، القاهرة 1985، صفحات متفرقة.
[17] .محمد مصالحة، السياسة الإعلامية الاتصالية في الوطن العربي، مرجع سابق ، ص 100
[18] فعاليات الملتقى الإعلامي العربي السادس "دور الإعلام في التنمية" إبريل 2009
[19] المرجع السابق.
[20] حول هذه الخصائص راجع:
- د. عبد الخبير عطا، التنمية الإعلامية المحلية ، مرجع سابق.
- عبد الرحمن تيشوري، الإعلام التنموي الفعال" موقع "all news" 10 فبراير 2012 ، وخالد الشقران، "الدور التنموي للمؤسسات الإعلامية"، مرجع سابق.
- د.انتصار إبراهيم، د. صفد حسام، الإعلام الجديد، بغداد: جامعة بغداد ، 2011، ص ص 23-33.
[21] أحمد جلفار، تعزيز الإعلام العربي عبر الانترنت، الإعلام العربي في عصر المعلومات، مرجع سابق، ص ص 190-196.
[22] حول هذه الخصائص والسمات راجع:
- موسى شتيوي، مساهمة وسائل الإعلام في إحداث التغيير الاجتماعي، الإعلام العربي في عصر المعلومات، مرجع سابق ، ص ص 131- 147.
[23] فرانك كيلش، ترجمة حسام الدين زكريا، ثورة الانفوميديا، الكويت: عالم المعرفة، العدد 253 يناير 2000، ص 11.
[24] مصطفى أحمد تركي، وسائل الإعلام وأثرها في شخصية الفرد، عالم الفكر، العدد الرابع ، يناير 1984، ص 101.
[25] د. عبد العزيز شرف، وسائل الإعلام والغزو الفكري، مجلة الفن الإذاعي،معهد الإذاعة والتليفزيون، القاهرة، ص ص 34-38.
[26] د. مصطفى المصمودي، النظام الإعلامي الجديد، الكويت، عالم المعرفة، العدد 94، أكتوبر 1985، ص ص 194-202.
[27] حول هذه القضية، أنظر : البيان الختامي لندوة " الإعلام من أجل التنمية في الوطن العربي " ( 25-27 فبراير 1984) ،الرياض ، المملكة العربية السعودية.،
[28] عبد المنعم ثابت، دور وسائل الإعلام في التنمية البيئية ومواجهة الغزو الثقافي، دورية الدراسات الإعلامية ،القاهرة : المركز العربي الإقليمي للدراسات الإعلامية ، العدد 81 / 1995، ص 225.
[29] أعمال مؤتمر "الإعلام العربي – الأوروبي .. حوار من أجل المستقبل" والذي نظمه مركز الدراسات العربي الأوروبي في البحرين في الفترة من 23-25 فبراير 1998، ص 195.
[30] بدر كريم، دور الإعلام في التنمية، دورية الدراسات الإعلامية، العدد 58/ 1990، ص ص 130-136.
[31] حول دور الإعلام في التنمية السياسية ، انظر:
- د.علي الدين هلال، مذكرات في التنمية السياسية، جامعة القاهرة، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 1989.
- نعمات فرج ،التليفزيون وأبعاد التنمية السياسية، مجلة الفن الإذاعي ، مرجع سابق، ص ص 95-102.
- د.محمد سعد أبوعامود، الوظائف السياسية للإعلام في المجتمع المعاصر، مجلة الدراسات الإعلامية، العدد 50 / 1988، ص 15.
[32] د.محمد مصالحة، السياسة الإعلامية الاتصالية في الوطن العربي، مرجع سابق ، ص 16.
[33] د. أحمد يوسف القرعى " ثقافة المشاركة السياسية في دائرة الإعلام" ، القاهرة: صحيفة الأهرام ، عدد 21/1/2011
[34] محمد السماك، الإرهاب والعنف السياسي، مرجع سابق، ص 11.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.