القيروان.. 7 مصابين في حادث مرور    أمين عام الأمم المتحدة.. العالم يجب ألاّ يخشى ردود أفعال إسرائيل    أخبار مستقبل قابس...عزم على ايقاف نزيف النقاط    صفاقس شاطئ الشفار بالمحرس..موسم صيفي ناجح بين التنظيم والخدمات والأمان!    نفذته عصابة في ولاية اريانة ... هجوم بأسلحة بيضاء على مكتب لصرف العملة    استراحة «الويكاند»    28 ألف طالب يستفيدوا من وجبات، منح وسكن: شوف كل ما يوفره ديوان الشمال!    ميناء جرجيس يختتم موسمه الصيفي بآخر رحلة نحو مرسيليا... التفاصيل    توقّف مؤقت للخدمات    محرز الغنوشي:''الليلة القادمة عنوانها النسمات الشرقية المنعشة''    مع الشروق : العربدة الصهيونية تحت جناح الحماية الأمريكية    رئيس "الفيفا" يستقبل وفدا من الجامعة التونسية لكرة القدم    عاجل/ عقوبة ثقيلة ضد ماهر الكنزاري    هذا ما قرره القضاء في حق رجل الأعمال رضا شرف الدين    الاتحاد الدولي للنقل الجوي يؤكد استعداده لدعم تونس في تنفيذ مشاريعها ذات الصلة    بنزرت: مداهمة ورشة عشوائية لصنع "السلامي" وحجز كميات من اللحوم    عاجل/ المغرب تفرض التأشيرة على التونسيين.. وتكشف السبب    عفاف الهمامي: أكثر من 100 ألف شخص يعانون من الزهايمر بشكل مباشر في تونس    الترجي الجرجيسي ينتدب الظهير الأيمن جاسر العيفي والمدافع المحوري محمد سيسوكو    رابطة أبطال إفريقيا: الترجي يتجه إلى النيجر لمواجهة القوات المسلحة بغياب البلايلي    عاجل/ غزّة: جيش الاحتلال يهدّد باستخدام "قوة غير مسبوقة" ويدعو إلى إخلاء المدينة    قريبا: الأوكسجين المضغوط في سوسة ومدنين... كيف يساعد في حالات الاختناق والغوص والسكري؟ إليك ما يجب معرفته    البنك التونسي للتضامن يقر اجراءات جديدة لفائدة صغار مزارعي الحبوب    عائدات زيت الزيتون المصدّر تتراجع ب29،5 بالمائة إلى موفى أوت 2025    أريانة: عملية سطو مسلح على مكتب لصرف العملة ببرج الوزير    سطو على فرع بنكي ببرج الوزير اريانة    أكثر من 400 فنان عالمي يطالبون بإزالة أغانيهم من المنصات في إسرائيل    عاجل: تونس تنجو من كارثة جراد كادت تلتهم 20 ألف هكتار!    دعوة للترشح لصالون "سي فود إكسبو 2026" المبرمج من 21 إلى 23 أفريل 2026 ببرشلونة    بعد 20 عاماً.. رجل يستعيد بصره بعملية "زرع سن في العين"    توزر: حملة جهوية للتحسيس وتقصي سرطان القولون في عدد من المؤسسات الصحية    10 أسرار غريبة على ''العطسة'' ما كنتش تعرفهم!    عاجل- قريبا : تركيز اختصاص العلاج بالأوكسيجين المضغوط بولايتي مدنين وسوسة    عاجل/ مقتل أكثر من 75 مدنيا في قصف لمسجد بهذه المنطقة..    مهذّب الرميلي يشارك في السباق الرمضاني من خلال هذا العمل..    قريبا القمح والشعير يركبوا في ''train''؟ تعرف على خطة النقل الجديدة    شنية حكاية النظارات الذكية الجديدة الى تعمل بالذكاء الاصطناعي...؟    بلاغ مهم لمستعملي طريق المدخل الجنوبي للعاصمة – قسط 03    نقابة الصيدليات الخاصة تدعو الحكومة إلى تدخل عاجل لإنقاذ المنظومة    مجلس الأمن يصوّت اليوم على احتمال إعادة فرض العقوبات على إيران    أغنية محمد الجبالي "إلا وأنا معاكو" تثير عاصفة من ردود الأفعال بين التنويه والسخرية    البطولة العربية لكرة الطاولة - تونس تنهي مشاركتها بحصيلة 6 ميداليات منها ذهبيتان    ما تفوتهاش: فضائل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!    حملة تلقيح مجانية للقطط والكلاب يوم الاحد المقبل بحديقة النافورة ببلدية الزهراء    المعهد الوطني للتراث يصدر العدد 28 من المجلة العلمية "افريقية"    افتتاح شهر السينما الوثائقية بالعرض ما قبل الأول لفيلم "خرافة / تصويرة"    جريمة مروعة/ رجل يقتل أطفاله الثلاثة ويطعن زوجته..ثم ينتحر..!    بطولة العالم للكرة الطائرة رجال الفلبين: تونس تواجه منتخب التشيك في هذا الموعد    شهداء وجرحى بينهم أطفال في قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة..# خبر_عاجل    هذه الشركة تفتح مناظرة هامة لانتداب 60 عونا..#خبر_عاجل    في أحدث ظهور له: هكذا بدا الزعيم عادل إمام    تصدرت محركات البحث : من هي المخرجة العربية المعروفة التي ستحتفل بزفافها في السبعين؟    عاجل : شيرين عبد الوهاب تواجه أزمة جديدة    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    سعيد: "لم يعد مقبولا إدارة شؤون الدولة بردود الفعل وانتظار الأزمات للتحرّك"    خطبة الجمعة .. أخطار النميمة    وخالق الناس بخلق حسن    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عاطلون يقيمون.. ووزير التشغيل يوضح.. "الصباح" تفتح ملف "عقد الكرامة"
نشر في الصباح نيوز يوم 30 - 03 - 2017

انطلق التسجيل في برنامج عقد الكرامة يوم 15 مارس الجاري وامتد الى غاية يوم 25 من نفس الشهر وينتظر ان ينطلق العمل به خلال يومين وحسب ما عاينته «الصباح» في عدد من مكاتب التشغيل في اكثر من جهة فقد سجل البرنامج إقبالا هاما من حاملي الشهائد وحمل معه بصيص أمل للعديد منهم وخاصة للمتواجدين في المناطق الداخلية..
أمل، يبدو انه امتزج برصيد هام من القلق لدى اكثر من 60 % من العاطلين عن العمل (الشباب العاطل في 14 جهة داخلية) أين اعتبروا ان نسيج ولايتهم الضعيف وانعدام الاستثمار وغياب المؤسسات الصناعية فيها سيحول دون انتفاعهم بالبرنامج وهو ايضا سيعيدهم خلال السنتين القادمتين الى المربع الاول لإشكالية البطالة..
في نفس الوقت مثّل برنامج «عقد الكرامة» المشروع الرائد بالنسبة لوزارة التشغيل وحكومة الوحدة الوطنية..
لمزيد تسليط الضوء على تفاصيل العقد والاشكاليات التي طرحها فتحت «الصباح» هذا الملف.
على عكس العاطلين عن العمل وخاصة الذين تجاوزت بطالتهم ال 10 سنوات ابدى وزير التشغيل عماد الحمامي في لقائه ب«الصباح» ثقة كبيرة قد تكون مبالغا فيها في برنامج عقد الكرامة الذي سينطلق العمل به بعد غد، غرة افريل، وراى فيه المشروع الرائد القادر على دمج 50 الف شاب في سوق الشغل..
وتعهد وزير التشغيل، وحكومته بتوفير حصة كل ولاية على حد من عقد الكرامة بما فيها تلك التي يصنف نسيجها الاقتصادي بالضعيف..
وزير التشغيل وعلى عكس سابقيه اعترف ان حكومات الثورة لم تتحمل مسؤولياتها في علاقة باستحقاق التشغيل احد ابرز مطالب الثورة (بما في ذلك حكومتي الترويكا التي كانت تمثيلية حزبه التمثيلية الاقوى حركة النهضة).
وبين ان طموح حكومة الوحدة الوطنية كان في الاصل توفير اجر يساوي ضعف الاجر الادنى المضمون اي ما يساوي ال800 دينار غير ان موازنات الدولة لم تساعد على ذلك، ولذلك اقتصر العقد على توفر 600 دينار الى جانب الانفاق الاضافي التي سيشمل المهارات الحياتية والمهنية والتغطية الاجتماعية والاداءات.. لتكون الحكومة قد قدمت «عقد شغل وليس عقد تربص ينضبط لمجلة الشغل ومبني على علاقة شغلية وفقا للقوانين الساري بها العمل.. «
ورغم اقرار عماد الحمامي بالاشكاليات التي سيطرحها غياب التنمية في الجهات الداخلية ومحدودية الفرص في اكثر من 14 ولاية.. فقد راى ان عقد الكرامة سيكون بداية الحل لاكثر من 600 الف عاطل عن العمل من حاملي الشهائد العليا..
وفيما يلي تفاصيل لقاء«الصباح» مع وزير التشغيل عماد الحمامي.
* ما هي شروط الانتفاع بعقد الكرامة؟
شاب تونس حامل لشهادة عليا او تقني سامي من خريجي التكوين المهني له بطالة تفوق السنتين بطالة تجاوزت السنتين تصنف بالطويلة وفقا لمقاييسنا في وزارة التشغيل رغم انه موجود اليوم من هو عاطل منذ 17 عاما..
وبالتالي سيتم اعتماد مقياسين في اللجنة التي ستتابع اصدار قائمة المنتفعين بعقد الكرامة هما الشهادة والاقدمية في البطالة، وسيشمل برنامج عقد الكرامة 25 الف عاطل عن العمل من اصحاب الشهائد بمعدل 1042 عن كل ولاية. وسيكون العدد بالتناصف بين النساء والرجال وهناك عدد 42 من حاملي الاعاقة وسيتم اخذهم بدورهم بالتناصف.. وسيمتد العقد على سنتين وسيتم ترتيب المنتفعين به حسب الاقدمية في البطالة حسب الاولوية وسيتوقف العدد عند 1042 ليغلق باب الانتداب وتبقى قائمة انتظار.
*كم سيكلف برنامج عقد الكرامة الدولة ؟
ما يميز هذا البرنامج انه مضبوط عدديا الامر الذي جعل من ميزانيته ايضا مضبوطة فالدولة تتحمل 400 دينار من الاجر الذي يبلغ 600 دينار الى جانب التغطية الاجتماعية والاداءات والتكوين والعدد هو نفسه بالنسبة لل 24 ولاية..
ميزانية الدولة ل 2017 خصت عقد الكرامة ب 130 مليون دينار ولم يقع بعد تحديد ميزانيته لسنة 2018 نظرا وان الاشهر ستكون اكثر ففي السنة الاولى (2017) انطلقت العقود من شهر افريل في حين ان السنة القادمة (2018) ستنطلق العقود منذ بداية السنة وسيمتد العقد الى غاية 2019. وستكون السنة الوحيدة التي سيكون فيها عدد المنتفعين في حدود ال 50 الف ( تتقاطع فيها الدفعتان) وبالتالي فالميزانية التي ستخصص لعقد الكرامة ستكون اكبر.. والمطلوب من حكومة الوحدة الوطنية توفير ميزانية مضاعفة في السنة القادمة لعقد الكرامة.. (عملية حسابية بسيطة تحيل الى ان ميزانية 2018 لعقد الكرامة ستكون في حدود ال 347مليون دينار).
*يرى عاطلون عن العمل ان عقد الكرامة لن يحيد عن التجارب التي سبقته ( اساسا عقد التربص الاعداد للحياة المهنية) وسيكون حاملا لمقومات تحيل وانتهاك واستغلال للشاب الذي سينتفع به؟
اريد القول بداية ان برنامج الاعداد للحياة المهنية (sivp) ايضا كان له ايجابيات وساعد عديد الشبان من حاملي الشهائد على الاندماج في الحياة المهنية الوزارة اليوم بصدد تقييمه.. لكن الاكيد اننا سنواصل العمل عليه، ونفس الامر بالنسبة لبرنامج فرصتي..
وبالنسبة لعقد الكرامة فهو غير البرامج السابقة فنحن هنا نتحدث عن عقد شغل.. ضامن لحقوق الاجير وله ان يجعل منه اطارا داخل المؤسسة التي سيلتحق بها.. له كامل الحقوق التي يتمتع بها غيره في المؤسسة الاخرى وسيربطه بالمؤسسة عقد شغل كامل الاوصاف. وفي عقد الكرامة سيقع امضاء عقد شغل وستكون هناك قطيعة مع البرامج السابقة، قطيعة في الاتجاه الايجابي.. ففي حكومة الوحدة الوطنية نسعى الى القطع مع جميع اشكال التشغيل الهش ونفتح الباب لبرامج تشغيل توفر عملا لائقا وعلاقة شغلية مستقرة ومستدامة والمنطلق هو عقد الكرامة..
وسيتم بالتوازي مع عقد الكرامة اطلاق برامج اخرى على غرار الشراكة مع الجهات والجيل الجديد من الباعثين الشبان.. فاليوم لنا 600 الف عاطل عن العمل ولن تبقى حكومة الوحدة الوطنية في وضعية المراقب من بعيد.. فمن واجبنا ان نجد الحلول والعمل اللائق وان يكون التشغيل الشغل الشاغل للحكومة.. ولا تعد محاربة الارهاب ومقاومة الفساد وتشجيع الاستثمار الا آليات جميعها تصب في خانة احداث مواطن شغل والقضاء على البطالة وادخال ديناميكية اقتصادية خالقة لمواطن شغل ومحققة للتنمية خاصة في ولايات الداخل.
سنتان مدة عقد الكرامة، وبداية من شهر افريل والى نهاية السنة القادمة سنقوم بانتداب 50 الف، سيكون لهم علاقة شغلية في القطاع الخاص..
وسنتان ليست مدة بسيطة ستمكن الشاب من مراكمة تجربة وستخلق علاقة بينه وبين المؤسسة وتجربة واستقرارا لمدة لا بأس بها (ليست تربصا لاشهر) علما وان عقد الكرامة سيكون مدعما بتكوين، ستتكفل الدولة بتوفير المهارات التي تتطلبها خطط العمل في الاعلامية والمهارات الحياتية والمهنية، بغاية توفير اكثر ما يمكن من مدعمات للشاب للاندماج النهائي في المؤسسة.
والالتحاق سيكون منذ اليوم الاول.. وعلى المنتفع ان يتحمل المسؤولية ويستغل هذه الفرصة دون البحث على ضمان مسبق.. وعليه ان يعمل من اجل جعل فترة عقد الكرامة مجالا للانتداب بشكل نهائي..
*انطلاق التسجيل في برنامج عقد الكرامة صاحبه قلق فيما يتعلق بمحدودية فرص العمل في عديد الجهات واشكالية غياب المؤسسات الصناعية والخدماتية في المناطق الداخلية..؟
..فعلا، المشكل قائم فلا يوجد توازن في الاستثمار في تونس، والثورة قامت لغياب الاستثمار في المناطق الداخلية، لكننا على مستوى الوزارة سنبذل قصارى جهدنا لنوفر في كل ولاية بما في ذلك ولايات الداخل 1042 فرصة عمل..
*هل هذا يعني ان الوزارة تتعهد بضمان فرص العمل ؟
نتعهد في وزارة التشغيل ببذل العناية وقصارى الجهد لتكون عقود العمل المتعلقة ببرنامج «عقد الكرامة» في نفس الولاية.. وسنسعى الى تحقيق هذا التعهد بنسبة 100 %وان لم نتمكن من ذلك فعلى الاقل بنسبة 90 او 80 % على اقصى تقدير..
*ما هي الولايات التي ستطرح فيها اشكالية الفرص ؟
محدودية الاستثمارات تنحصر في ولايات الداخل وهي نفس الولايات التي يتعلق بها مشكل توفير عقود الكرامة.. 14 ولاية هي جندوبة الكاف سليانة باجة القصرين القيروان زغوان قفصة توزر قبلي سيدي بوزيد مدنين وتطاوين.
نحن نتفهم هذا القلق وسنبذل قصارى الجهد من اجل توفير مواطن العمل داخل نفس الولاية ولن نكون بعيدين عن العدد المحدد.. علما وانه سبق ان قلنا ومنذ اليوم الاول اننا غير ملتزمين بتوفير كامل العدد في نفس الولاية.
*والبقية كيف سيتم انتدابهم ؟
العدد لن يكون كبيرا فالوزارة اخذت على عاتقها توفير على الاقل 900 موطن شغل في كل ولاية.. كما انها على علم ان هناك من هو من المناطق الداخلية ويريد العمل في المناطق الساحلية او في تونس العاصمة وهذه الحالات موجودة..
*هناك لوم للوزارة على عدم اخذها بعين الاعتبار تحديد عدد المنتفعين بعقد الكرامة للنسب الرسمية للعاطلين عن العمل والفوارق الشاسعة بين الولايات في نسب العاطلين من حاملي الشهادات العليا؟
باعتماد الوزارة لهذا التوزيع المتساوي نكون قد قمنا بتمييز ايجابي لمدن الداخل لانه فيها عدد سكان اقل بكثير من مدن الساحل والعاصمة فمثلا ولاية توزر فيها عدد سكان اقل بكثير من ولاية تونس ورغم ذلك ستتمتع بنفس العدد كما ان نفس الامر ينطبق في المقارنة بين عدد سكان قبلي او تطاوين مقارنة بصفاقس او نابل، اذن فالبرنامج ايضا هدفه هو تمكين مدن الداخل من التمييز الايجابي..
كما انه لو كنا سنقوم بتشغيل كل العاطلين عن العمل يمكن عندها ان نعتمد نسب العاطلين عن العمل في كل ولاية ولكننا اليوم سنكتفي باخذ جزء فقط من العاطلين جزء هام لكن لا يمنع انه لا يمثل الا 10 % من النسبة العامة للعاطلين عن العمل. وبالتالي فمشروع عقد الكرامة ليس هو الذي سيعدل بين النسب.. هو بداية اصلاح..
كما ان نسب العاطلين عن العمل متحركة غير قارة ينتظر ان يقع فيها تغيير ما بين سنة 2017 و2019 نهاية العمل بمشروع عقد الكرامة ووزارة التشغيل والحكومة ليس لها مشروع عقد الكرامة فقط.. كما ان مشكل التشغيل سيكون محور برامج اخرى للوزارة ولبرنامج الدولة للاستثمار والبنية التحتية..
*ماذا عن المشكل الذي تمثله الاختصاصات والشهائد صعبة الإدماج مع كل برنامج لوزارة التشغيل ؟
الاختصاصات صعبة الإدماج مسالة تم تناولها وذكرها في برنامج عقد الكرامة لكن لم يتم وضعها ضمن المعايير، حيث اعتبرنا ان كل من تجاوزت بطالته السنتين هو صعب الإدماج وفي الأخير تم اعتماد مقياس وحيد وهو مدة البطالة وهو مقياس محدد في جميع برامج وزارة التشغيل.
*عقد الكرامة ارتبط في ثناياه برهان ثان وهو برنامج الباعثين الشبان الذي يبدو انه ومن خلال تصريحات المنتفعين به يلاقي اشكاليات تحول دون تجسيمه ؟
الباعثون الشبان مشروع مختلف لكنه فعلا من البرامج الواعدة التي تعمل عليها حكومة الوحدة الوطنية، والتي ننتظر ان تمتص جزء هاما من العاطلين عن العمل ولهذا خصصنا له حوالي 250 مليون دينار في ميزانية 2017 ولم يتم في الاطار تحديد اي تقسيم حسب الولايات والمشروع الذي يفرض نفسه تكون له الاولية..
وفعلا نحن كوزارة وكحكومة لسنا سعداء او راضين عن مستوى تقدم ملفات الباعثين الشبان كما اننا عن وعي بالاشكاليات المطروحة وبصدد العمل على تجاوزها. الايام الفائتة كانت لنا جلسة عمل مع الرئيس المدير العام لبنك تونس للتضامن ونحن بصدد البحث عن السبل الافضل لتيسير الموافقة.
ونحن ايضا بصدد العمل على تسهيل تقديم الموافقة لهذه المشاريع كما نعمل على ضمان يسر في الاجراءات وقد تم على مستوى الحكومة تكوين فريق عمل (الوزارة ممثلة فيها) بصدد صياغة مخطط تنفيذي لتركيز آلية ناجعة تقوم على تنفيذ سياسة الحكومة الوطنية لتوفير التمويل الصغير ودعم المبادرة الخاصة. مخطط تنفيذي سيجهز قريبا ويتم الاعلان عنه من قبل رئاسة الحكومة فهناك توجه نحو تشجيع التمويل الصغير ويدعم كل المبادرات.. كما ان بنك القروض الصغرى والمتوسطة الذي يهم تمويل مشاريع اكبر سيساعد في دعم المؤسسات القائمة ايضا والتي لها صعوبات.
عاطلون عن العمل يقيمون: «عقد الكرامة» مسكن.. لا تستوعبه المناطق الداخلية
التسجيل في برنامج «عقد الكرامة» عرف ارقاما قياسية في مختلف ولايات الجمهورية وبلغت معدلات المرسمين فيه اضعاف العدد الذي من المنتظر ان يقع قبولهم فيه..
اقبال شابه الكثير من عدم الثقة والريبة والقلق لدى غالبية العاطلين عن العمل من حاملي الشهائد.. وترافق منذ الانطلاقة مع مشكل غياب التنمية في المناطق الداخلية وضعف النسيج الاقتصادي و غياب الفرص فيها والذي يهم حوالي 60 % من الذين سينتفعون بالعقد..
«الصباح « اتصلت بعدد من الفاعلين في التحركات الاجتماعية التي حملت طيلة السنوات الماضية عنوانا كبيرا لمطلبيتها هو الحق في التشغيل..
عبد الحليم حمدي عن اعتصام «هرمنا» بمعتمدية المكناسي (17 سنة بطالة)، بيّن ان «عقد الكرامة» يواصل في نفس مسار العقود الهشة التي سبقته فهو لا يختلف في اصله عن عقد تربص الاعداد للحياة المهنية وسيمثل خلال السنتين القادمتين الازمة الجديدة فيما يهم العمل الهش..
معلنا انه لم يسجل في قائمات «التسكين» التي انطلقت منذ اسابيع لاقتناعه بان العقد لا يعني وضعيته وانما هو يهم اكثر اصحاب الشهائد حديثي التخرج.. فبالنسبة له وبعد 17 عاما من البطالة وفي سن تتجاوز ال 40 من عدم العدالة ان يلتحق بقطاع خاص لا يضمن له العمل القار وقادر على التخلي عن خدماته خلال السنتين القادمتين..
بدورها افادت عفاف السعيداني ( قيدومة العاطلين عن العمل في تونس ) ان برنامج عقد الكرامة من المشاريع الرائدة حقا بالنسبة للمتخرجين الجدد ورأت انها فرصة هامة بالنسبة اليهم تساعدهم على اكتساب خبرات في الاعلامية والمهارات الحياتية والمهنية عن طريق فرص التكوين الذي توفره الدولة كما تمكنهم من مراكمة تجربتهم المهنية التي لها ان توفر لهم في حال لم يوفقوا في الحصول على انتداب نهائي في المؤسسة تجربة تيسر لهم لاحقا البحث عن فرص جديدة..
في المقابل نبهت عفاف من ان الحكومة لم تفهم بعد متطلبات من طالت بطالتهم الذين اصبحوا يصنفون كوضعيات اجتماعية خاصة اكثر منه عاطلين عن العمل واضافت انه بعد 18 سنة من البطالة لم تعد عفاف في الاصل تبحث عن عقد مثل «عقد الكرامة»، ورأت انه من الضروري ان تفتح قنوات حوار مع العاطلين ليتم وضع اليات لادماجهم في الحياة المهنية.
اما بالنسبة لأحمد الجديدي ( ممثل عن تحرك العاطلين عن العمل في معتمدية المتلوي) ورغم ان بطالته لم تتجاوز الثلاث سنوات الا انه اعتبر ان عقد الكرامة هو مجرد تصدير لازمة البطالة في المناطق الداخلية على غرار قفصة..
وراى ان هذا العقد يمكن له ان ينجح في مناطق الساحل وتونس العاصمة التي تتوفر على نسيج اقتصادي هام قادر على استيعاب ال 1042 عاطلا عن العمل اما في ولايات مثل القصرين وقفصة وسيدي بوزيد وتطاوين ومدنين وقبلي التي يتوفر فيها العاطلون وتنعدم فيها الفرص فمن المستحيل ان ينجح عقد الكرامة..
وفي نفس الاطار ذكر محمد الزنايدي ( عن اعتصام الصمود بسبيطلة) ان عقد الكرامة يمكن ان تستفيد بها اختصاصات (التقنيين والاعلاميين ) اكثر من غيرها (على عكس الاختصاصات صعبة الادماج ) ومناطق اكثر من غيرها..
اما بالنسبة للمناطق الداخلية فسيتم فعلا حسب راي محمد الزنايدي الانتفاع من عقد الكرامة ولكن سيكون في نفس السياق الذي تم فيه الانتفاع سابقا وطيلة سنوات من عقد تربص الاعداد للحياة المهنية اين تم امضاء عقود وهمية مع محلات بقالة ومؤسسات ضعيفة وجمعيات صورية تم في إطارها استغلال الشباب العاطل عن العمل وامتيازات الدولة على حد السواء..
ريم سوودي
جريدة الصباح بتاريخ 30 مارس 2017


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.